لا يزال أهالي منطقة سيدي محجوب يعيشون المأساة منذ سنين رغم نداءاتهم المتكررة ومطالبهم المتعددة التي تقدموا بها للسلط المحلية والجهوية بخصوص تزويدهم بالماء الصالح للشراب الذي يضطرون لتكبد مشقة التنقل للمناطق المجاورة لجلبه في أوعية بلاستيكية سواء عن طريق الدراجات النارية أو بواسطة الدواب. الأهالي الذين يتذمرون من تواصل معاناتهم اليومية يقولون أنهم لا يطلبون المستحيل بل يربدون من السلط المعنية التحرك بجدية وإيجاد حلول عملية لمشكل الماء الصالح للشراب وكذلك التدخل العاجل لفك عزلتهم فالمسلك الوحيد الذي يربطهم بمنطقة قرن حلفاية في اتجاه مدينة تاجروين (مقر المعتمدية) في حالة سيئة جدا حيث تعزل المنطقة كلما نزلت الأمطار ويحرم بالتالي الأهالي من التنقل وخاصة التلاميذ من الالتحاق بمؤسساتهم التعليمية والعديد منهم اضطر للإنقطاع المبكر عن الدراسة وإذا كان هذا حال منطقة سيدي محجوب من معتمدية تاجروين فإن عمادة سيدي عبد الباسط التي لا تبعد عليها سوى حوالي 12 كلم وهي التي تضم أكثر من 600 عائلة ريفية تعتمد بالأساس على الأنشطة الفلاحية وتواجد بها منطقة سقوية ورغم توفر الموارد المائية فإن الجمعية المائية التي تشرف على تزويد الفلاحين والمتساكنين لم تحسن القيام بساهمها حيث يدفع الأهالي بإنتظام ما عليهم ولكن الجمعية تتلدد في الإيفاء بالتزاماتها تجاه الشركة التونسية للكهرباء الغاز (إقليم الكاف) التي قامت بقطع التيار الكهربائي عن المحركات وبالتالي توقفت عملية تزويدهم بالماء و رغم إحتجاتهم ونداءات للسلط المحلية والجهوية في ظل ارتفاع درجات الحرارة وبعد أن أصبح العطش يتهدد مواشيهم والجفاف يزحف على مزروعاتهم ولا مجيب؟؟