صرح عثمان الجرندي وزير الشؤون الخارجية في لقائه مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال اللبنانية أن الحكومة التونسية:" دعت السفير السوري الى مغادرة تونس ولم تطرده.. ولا يعني اننا قطعنا علاقتنا نهائيا مع سوريا وهذه العلاقات سوف تعود.. في النهاية سوريا تبقى دولة عربية، تنتمي معنا الى المحيط نفسه السياسي والجغرافي والديني والحضاري. والعلاقات معها سوف تتطور بتطور الاوضاع وتغييرها نحو الافضل، وفي اتجاه حل يتفق عليه السوريون أنفسهم، ونحن ندعم أي مبادرة إقليمية او دولية لاعادة المسار السلمي لحل هذه الازمة». وذلك حسبما جاء في موقع جريدة "الشروق" اللبنانية. فهل تعتبر هذه المواقف بداية اعادة للحسابات في ما يخص العلاقة التونسية السورية أم هي مبادرة فردية من قبل وزير الخارجية؟ في ملاحظة عامة قال رضا التليلي الباحث في العلاقات الجيوسياسية إن "العلاقات الخارجية للدول لا تتغير بتصريحات معزولة من قبل مسؤوليين.. ومهما كانت اهمية التصريحات لا تكون لها اية قيمة ان لم تكن متبوعة بقرارات وبيانات على مستوى الدولة." واضاف ان اغلب الدول تتبع سياسات خارجية مفروضة عليها وتكون امتدادا للسياسات الخارجية للقوى العظمى. وبالنسبة لتصريح وزير الخارجية وفرضيات تراجع تونس عن سياستها الخارجية ذكر التليلي أن : "تكون تونس تراجعت أو لم تتراجع عن موقفها من سوريا فذلك لن يكون له تاثير.. فالمعركة فيها اطراف اخرى على غرار المملكة العربية السعودية ودولة قطر.. واما ان يكون لتونس موقف قريب من هذه الاطراف أم ان يكون لها موقف فردي فهذا غير ممكن.." وراى ان سوريا تعمل على الدفع بمسألة تسليم الاسرى لاجبار الحكومات التي ارسلت ابناءها لتغذية الحرب على ارضيها، على خسارة الحرب الاعلامية أمام شعوبها.. من جانبه بين منصف وناس أستاذ مختص في العلاقات الدولية، أن تصريح وزير الخارجية: "لا يدل على تغيير نوعي وانما عن نية في التغيير نتمنى ان تتحول الى انجاز ملموس تكون باعلان رسمي عن عودة السفير السوري وفتح السفارة التونسية في سوريا." واشار الى ان "مراجعة العلاقات مع سوريا امر ضروري وهو في صالح النظام التونسي قبل ان يكون في خدمة النظام السوري.." فمن المهم -حسب رأيه- وجود قناة ديبلوماسية على الاراضي السورية تهتم بالتونسيين الموجودين هناك مهما كان موقف الحكومة التونسية من نظام بشار الاسد. واضاف : "نتمنى ان يكون هذا التصريح بداية لمراجعة العلاقة مع سوريا واخذ بعين الاعتبار واقع التونسيين المقيمين هناك ويواجهون صعوبات كبيرة.. الى جانب المعتقلين والتونسيين السلفيين الذين تورطوا في المحرقة السورية.."