تفاصيل الاحكام السجنية الصادرة في قضية "التسفير"    دعما للتلاميذ.. وزارة التربية تستعد لإطلاق مدارس افتراضية    ترامب يبحث ترحيل المهاجرين إلى ليبيا ورواندا    الدوريات الأوروبية.. نتائج مباريات اليوم    جلسة عمل بين وزير الرياضة ورئيسي النادي البنزرتي والنادي الإفريقي    نصف نهائي كأس تونس لكرة اليد .. قمة واعدة بين النجم والساقية    ملكة جمال تونس 2025 تشارك في مسابقة ملكة جمال العالم بالهند    مهرجان «كنوز بلادي» بالكريب في دورته 3 معارض ومحاضرات وحفلات فنية بحديقة «ميستي» الاثرية    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    الاتحاد الجهوي للفلاحة يقتحم عالم الصالونات والمعارض...تنظيم أول دورة للفلاحة والمياه والتكنولوجيات الحديثة    تحسّن وضعية السدود    معدّل نسبة الفائدة في السوق النقدية    عاجل: بينهم علي العريض: أحكام سجنية بين 18 و36 سنة للمتهمين في قضية التسفير مع المراقبة الإدارية    القيروان: هلاك طفل ال 17 سنة في بحيرة جبلية!    اللجنة العليا لتسريع انجاز المشاريع العمومية تأذن بالانطلاق الفوري في تأهيل الخط الحديدي بين تونس والقصرين    تحيين مطالب الحصول على مقسم فردي معدّ للسكن    المانيا.. إصابة 8 أشخاص في عملية دهس    تونس تسجّل أعلى منسوب امتلاء للسدود منذ 6 سنوات    عاجل/ تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق    مأساة على الطريق الصحراوي: 9 قتلى في حادث انقلاب شاحنة جنوب الجزائر    عاجل: إدارة معرض الكتاب تصدر هذا البلاغ الموجه للناشرين غير التونسيين...التفاصيل    عاجل/ أمريكا تجدّد غاراتها على اليمن    تونس تستعدّ لاعتماد تقنية نووية جديدة لتشخيص وعلاج سرطان البروستات نهاية 2025    اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لتأمين صابة الحبوب لهذا الموسم - الرئيسة المديرة العامة لديوان الحبوب    النّفطي يؤكّد حرص تونس على تعزيز دور اتحاد اذاعات الدول العربية في الفضاء الاعلامي العربي    عاجل/ زلزال بقوة 7.4 ودولتان مهدّدتان بتسونامي    الشكندالي: "القطاع الخاص هو السبيل الوحيد لخلق الثروة في تونس"    الليلة: أمطار رعدية بهذه المناطق..    جريمة قتل شاب بأكودة: الإطاحة بالقاتل ومشاركه وحجز كمية من الكوكايين و645 قرصا مخدرا    مدنين: مهرجان فرحات يامون للمسرح ينطلق في دورته 31 الجديدة في عرس للفنون    عاجل/ تسجيل إصابات بالطاعون لدى الحيوانات..    غرفة القصّابين: أسعار الأضاحي لهذه السنة ''خيالية''    منوبة: احتراق حافلة نقل حضري بالكامل دون تسجيل أضرار بشرية    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    الانطلاق في إعداد مشاريع أوامر لاستكمال تطبيق أحكام القانون عدد 1 لسنة 2025 المتعلق بتنقيح وإتمام مرسوم مؤسسة فداء    حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرد على تصنيفه ك"يميني متطرف"    جندوبة: انطلاق فعاليات الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    فيلم "ميما" للتونسية الشابة درة صفر ينافس على جوائز المهرجان الدولي لسينما الواقع بطنجة    كلية الطب بسوسة: تخرّج أول دفعة من طلبة الطب باللغة الإنجليزية    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تحرز ذهبيتين في مسابقة الاواسط والوسطيات    خطر صحي محتمل: لا ترتدوا ملابس ''الفريب'' قبل غسلها!    صيف 2025: بلدية قربص تفتح باب الترشح لخطة سباح منقذ    تطاوين: قافلة طبية متعددة الاختصاصات تزور معتمدية الذهيبة طيلة يومين    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    ريال بيتيس يتغلب على فيورنتينا 2-1 في ذهاب قبل نهائي دوري المؤتمر الاوروبي    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    الصين تدرس عرضا أميركيا لمحادثات الرسوم وتحذر من "الابتزاز"    الجولة 28 في الرابطة الأولى: صافرات مغربية ومصرية تُدير أبرز مباريات    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السورية في حوار شامل لجريدة الشروق : لا نريد إرهابا في تونس ولا إرهابا من تونس
نشر في الشروق يوم 30 - 01 - 2013

في حوار شامل جابت مواضيعه الأزمة السورية بتفرعاتها المحلية والإقليمية والدولية تطرق نائب وزير الخارجية السورية د. فيصل المقداد إلى مبادرات تسوية الأزمة السورية والدور التركي والخليجي في المعضلة الشامية إضافة إلى المعارضة السورية وأداء المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي منذ توليه مهام الوساطة في الملف السوري.

بداية، سيدي نائب وزير الخارجية لو تضعنا في صورة الآليات التنفيذية لتنزيل مبادرة الرئيس الأسد لتسوية الأزمة السورية في المشهد السياسي السوري لا سيما وأن وزير الخارجية وليد المعلم دعا كل من رفع السلاح من أجل الإصلاح إلى طاولة الحوار الوطني؟

الحقيقة أن مبادرة الرئيس بشار الأسد في 6 جانفي الجاري هي أهم مبادرة سياسية أطلقتها القيادة السورية لتسوية الأزمة السورية وهي تعتمد على عدة أسس من بينها ميثاق الأمم المتحدة، القانون الدولي وعلى بيان جينيف الصادر في جوان الماضي وعلى اسس مكافحة الارهاب وحقوق الانسان والديمقراطية وعلى اهمية السير بسوريا نحو افق جديد.

حقيقة سبق هذا البرنامج السياسي خطوات سياسية مهمة من بينها الدستور الجديد والانتخابات البرلمانية في ماي المنصرم وقوانين متعلقة بحرية الرأي والصحافة وقانون الاحزاب.. والذي كنا نلاحظه دائما انه مع كل انجاز جديد من هذه الانجازات كانت الهجمة على سوريا تتصاعد.. هجمة ارهابية مدعومة خاصة من دول اقليمية لا سيما دول الخليج اضافة الى تركيا.. لهذا وجدت الدولة السورية في موقع الدفاع عن حالها وعن مواطنيها ضد الارهاب وعلى عكس كل الخطاب المتداول عن الاحداث في سوريا فان الاحداث في سوريا لم تبدأ سلمية.. ذلك أنه منذ البداية كان عنصر السلاح والعنف موجودا وكان هدف القوى المعادية لسوريا يكمن في تقديم هؤلاء المسلحين كأطراف سورية تريد الديمقراطية والتغيير بشكل سلمي.. المكان الذي حدثت فيه هذه الاعمال الارهابية في محافظتي بدرعا والسؤال المطروح هنا لماذا لم تعلن الحكومة السورية عن وجود هذا العنف وهذا السلاح.. طبعا الحكومة السورية كانت لها رؤية بان تخويف الشعب بهذا الأمر ليس بالشيء الجيد خاصة بعد الأحداث التي حصلت في بعض البلدان العربية ونحن على ذكر هذه الأحداث لا نتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان ولكننا نريد أن تكون هذه الأحداث غير موجهة خارجيا ومن خلال عمليات تقوم بها شعوب هذه البلدان.

وهنا أريد أن أركز على ثلاثة عوامل أثرت في ما يسمى بالربيع العربي الذي لم نر له إلى حد اللحظة زهرة واحدة على الأقل:

أولا هناك قوى تريد الانقضاض على بعض الثورات العربية.

هناك قوى كانت تطالب بشيء وعندما أصبحت اليوم في السلطة أصبحت تطالب بشيء آخر فإذ بها تعود الى الدكتاتورية التسلط والقمع وتهديد الشعوب وضربها بقوة البوليس التي لم تجرأ قوى سابقة على استخدامها ضد المواطنين.

ما حدث في ليبيا شيء غريب تدخل «الناتو» لم يكن لصالح الشعب الليبي.. ونحن نتساءل هنا لماذا لم يحاسب العالم القتلة الذين انهوا خلال ساعات من بدء الغارات على ليبيا حياة عشرات الآلاف من المواطنين الابرياء ومازالت الاوضاع حتى هذه اللحظة غير مستقرة في ليبيا.. وهذه هي محصلة الربيع العربي الذي نضع حوله العديد من نقاط الاستفهام. نعود إلى خطاب الرئيس بشار الأسد الذي يتضمن رؤية لتحقيق الديمقراطية واحترام حقوق الانسان والنقطة الأهم في البرنامج السياسي هو ان صناديق لانتخابات هي الفيصل وهي التي تحدد من سيحكم من دون تدخلات خارجية طبعا نحن نؤكد في هذا السياق على مبدإ أساسي وهو أن العملية السياسية في سوريا يجب أن تتم دون تدخل خارجي وبقيادة سورية وعلى يد السوريين أنفسهم.

خطة السيد الرئيس تضع خطوات تنفيذية لبلوغ كل ما سبق ففي المرحلة التحضيرية يقع الإعداد للحوار الوطني الشامل الذي سيضم كل القوى الفاعلة في المجتمع السوري وأيضا كل من يلقي السلاح مرحب به على طاولة الحوار الوطني بعيدا عن مآرب الآخر الذي يريد الانقضاض على سوريا والانقلاب عليها وتفتيت البلاد ليتاح امام الارهابيين فرصة الانقضاض على الشام هم لا يريدون لا الديمقراطية ولا حقوق الانسان وهم يعلنون ليلا نهارا وخاصة جبهة النصرة الارهابية بانها لا تريد سوريا دولة علمانية ولا ديمقراطية.. لذا ماذا يريدون؟ عندما يغادر قبطان السفينة ويتركها فهو يتركها للقدر ونحن لا الشعب السوري يريد ترك البلاد إلى القدر ولا الرئيس السوري السيد بشار الأسد يريد ترك السفينة للغرق.. وبعد ذلك ترك البلاد للقوى الخارجية التي تريد تفتيت سوريا وذبح السوريين.. لذا فأنا أتوجه إلى الشعب التونسي الغالي والعزيز حتى يدرك حقيقة الوضع في سوريا.. هناك تصريحات يطلقها بعض المسؤولين الكبار الجدد في تونس وهي تصريحات غير مسؤولة وغير مقبولة وهي وصفات لدمار سوريا لذلك نحن نامل من القيادة الجديدة في تونس بان تنظر الى تطلعات الشعب السوري وليس الى الارهابيين ومن يدعي تمثيل سوريا في الخارج... نحن في سوريا لا نريد إرهابا في تونس ولا أن ترسل لنا تونس إرهابا إلى سوريا أو أن تتغاضى عنه.. نحن لا نريد دمعة واحدة في عين أم تونسية قتل ابنها في سوريا بعد أن أرسلته مجموعات إرهابية تنشط في تونس...

في المحصلة الخطة السياسية تبنى على المرحلة الاولى التنفيذية ثم على المرحلة الثانية التي يجب ان تبنى على وضع الخطوط للمرحلة الانتقالية التي تتم من خلال قيام الحكومة بالدعوة للحوار الوطني الشامل وتشكيل لجنة تأسيسية تضع ميثاق وطني سوري وصياغة دستور جديد من قبل المشاركين وبعد ذلك ننتقل الى الانتخابات البرلمانية.. اذن على ماذا نحن متفرقون ؟ لماذا يستمر الارهاب ؟.. لذا فنحن نريد هذا الحل الوطني الذي لن يستمر طويلا في مقابل أن إعادة بناء سوريا بعد تدميرها وتفتيتها لا قدر الله سيحتاج إلى مدى طويل جدا من الزمن.

تحدثتم عن الحوار الوطني الشامل وعن مشاركة الأطياف الواسعة فيه، ولكن ألا ترون أن رفض جبهات عديدة من المعارضة السورية الداخلية لهذا البرنامج السياسي قد تحول دون نجاحه ؟ المعارضة السورية في الداخل سنتعامل معها وسنتحاور معها وسنرى غاياتها وأهدافها ولكن عندما نفتح الباب لمبادرة لتسوية الازمة السورية خارج العمل الدولي والمصالح الدولية فنحن نقف حجرة عثرة أمام سعي بعض الدول إلى الانقضاض على سوريا على خلفية عدة أسباب وهي : مواقف سوريا التي لا يمكن التراجع او التنازل عنها امام الاحتلال الاسرائيلي.

الرئيس بشار الاسد شخصيا يمثل هذا العناد السوري في وجه المخططات الغربية الامريكية الصهيونية في المنطقة.

الرئيس الاسد يمثل الحل السياسي لهذه الاوضاع التي تفاقمت نتيجة للدعم الاقليمي للقوى الارهابية.

ان تضعف سوريا وان تصبح عاجزة عن تحمل مسؤولياتها الوطنية والقومية في المنطقة العربية خاصة وأن الجامعة العربية أصبحت عشا ل«الناتو» وهناك مساع إلى ضم تركيا لعضويتها وباتت مزرعة للولايات المتحدة وسفرائها.. إذن هناك قوى تريد إجهاض الدور الوطني والقومي الذي تلعبة سوريا في المنطقة ومن داخل المنتظم العربي والمقصود هنا هو الحيلولة دون توحيد القدرات العربية ضد العدو المشترك.. الذي بات الجميع ولا أستثني أحدا يتراكضون وراءه.. استلمت الإدارة الأمريكية الجديدة مؤخرا مقاليد السلطة في واشنطن.. الكثير من المراقبين يتحدثون عن اقتراب روسي أمريكي وعن تفاهمات ثنائية لتسوية الأزمة السورية، باعتباركم ديبلوماسي سوري أنيطت بعهدته متابعة كافة الجهود الإقليمية والدولية لتسوية الأزمة السورية هل تشاركون المتفائلون تفاؤلهم أم أنكم تتخذون موقفا آخر ؟

نحن في الحقيقة لا ننظر لا بتفاؤل ولا بتشاؤم فهذه تطورات دولية هناك ادارة أمريكية جديدة ونحن نحترم إرادة الشعب الأمريكي في إعادة انتخاب رئيسه، ولكن بالمناسبة لدينا رسائل نريد توجيهها إلى الإدارة الأمريكية في ولايتها الثانية وهي على التوالي :

ان تنظر بمزيد من الحكمة إلى الأوضاع في سوريا فلقد أسفرت السياسات الأمريكية في مفاقمة وضع الإرهاب الدولي هل يمكن ان نسمح للقاعدة ولذراعها في سوريا جبهة النصرة ان تمارس ارهابها ضد السوريين وبلا رحمة هل ستسمح هذه الادارة بانتشار هذه القوى الارهابية الى باقي انحاء العالم فهدف هذه المجموعات الإرهابية ليس سوريا فقط وإنما السعودية قبل سوريا والكويت قبل سوريا وقطر وعمان قبل سوريا.. تونس والسودان.. وبعد ذلك التحول الى البلدان الإسلامية وإلى أوروبا أيضا.. والحقيقة أن الولايات المتحدة هي التي سمحت لهذه القوى بالتوسع والانتشار.

يجب على الادارة الامريكية ان تدرك بأنه لا يمكن الوصول إلى حل عادل وسلمي للقضية الفلسطينية وللصراع العربي الإسرائيلي إلا من خلال الحلول الدولية والشرعية الأممية فإن كانت تعتقد أنها بإضعاف سوريا قادرة على حرف أنظار القيادة السورية عن هذا التوجه فهي مخطئة وعليها أن تتوجه إلى سبب أمراض الشرق الأوسط الكامنة في الاحتلال الإسرائيلي.

نحن نعتقد بان المبادئ يجب أن تغلب المصالح فلا يمكن احتلال وتدمير الأوطان من أجل تأمين مصالح الغرب والحالة الليبية شاهدة على هذا الأمر .

الادارة الأمريكية تكون مخطئة اذا تصورت ان هذه السياسات في سوريا قد تحرف انتباه الشعب السوري عن قضاياه الاساسية وتخطئ ايضا اذا اعتبرت انها قادرة على اسقاط نظام سياسي بالشكل الذي تريده واستمرار السياسات الأمريكية بهذا الشكل لن يزيد الشرق الأوسط إلا مشاكل وأزمات.

الحرب على الإرهاب حرب كونية وسوريا كانت جزءا لا يتجزأ من هذه الحرب فإذا أرادت الولايات المتحدة أن تعمل ضد الإرهاب فعليها أن تجفف منابعه وان لا تسمح لحلفائها في بريطانيا وفرنسا بالدفاع عن جبهة النصرة ولننظر إلى ما يحدث في مالي ولنطرح تساؤلا لماذا تحارب فرنسا في ظل حكومة ساركوزي وهولاند الإرهاب في مالي ويدعونه في سوريا.. هم يقولون عن القاعدة في سوريا عددها قليل ولكن كل الاخبار المتداولة في الاعلام العالمي تشير الى ان القاعدة هي التي تقود الان الاعمال الارهابية في سوريا . فلماذا تدعم المجموعات الإرهابية في سوريا وتحارب في مالي. لذا فيجب احترام الشرعية والقرارات الدولية وعلى راسها القرار رقم 1733 لمكافحة الارهاب وتطبيقه على كل مخالف له لا سيما, ان لندن وباريس تتبجحان بدعمهما للمجموعات الإرهابية في سوريا.

فنحن نتمنى على القيادة الامريكية عدم تغليب مصالحها الضيقة والآنية على المصالح الاستراتيجية لشعوب المنطقة ولامن واستقرار العالم.

إلى حين توصل القيادة الأمريكية إلى مثل هذه القناعة والعمل على أساس مكافحة الإرهاب في العالم ومن دون اية مفاضلة أو كيل بمكيالين.. حدثنا عن آخر المبادرات الدولية والمقترحات الإقليمية لتسوية الأزمة في سوريا ؟

أنتم تعرفون بأن الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة قاموا بعقد العديد من المؤتمرات تحت عنوان ما يسمى بأصدقاء سوريا ومنها في تونس ونحن نعتقد أن مثل هذه المؤتمرات هي لأعداء سوريا وللإضرار بسوريا ولقتل الشعب السوري طبعا القوى الخيرة في العالم ترفض مثل هذا الامر وانا اؤكد لك ان الكثير من الدول لتي حضرت هذه المؤتمرات لا تؤمن لا بالقرارات التي صدرت عنها ولن تنفذ الكثير منها او انها بالاحرى لم تنفذ ايا منها وهنا انا اؤكد لك ان العديد ممن حضر هذه المؤتمرات يقول لنا ان حضورنا افضل من غيابنا لكي نرى كيف يناقش الموضوع ودون الذهاب بعيدا بالقرار طبعا نحن نتفهم ولا يمكن ان نضع البلدان كلها في خانة واحدة.. الموقف الجزائري ومعه العراقي والسوداني مختلف.. وهي دول تحضر مثل هذه الاجتماعات..

من جانب اخر هناك دول لا رائحة ولا طعم لها فهي تحضر كمراقبة ولأنه دفعت لها تذاكر السفر ولان بعض الدول هددتها بانه سيحصل لها نفس السيناريو السوري في حال عدم حضورها.

وهناك طرف ثالث يحضر للمجاملة السياسية لا اكثر ولا اقل.. فنحن نقول جازمين بان هذه المؤتمرات الفاشلة لن تثني سوريا عن حماية شعبها.. فيما يتعلق بالدول الخيرة نحن نعتقد بان الموقف الذي تتخذه القيادة الروسية والصينية والايرانية ودول مجموعة البريكس هي تمثل الرأي العام الدولي سكانيا وسياسيا لكنها لا تبتز قيادات الدول ولا تفرض آراءها بالقوة.. فالموقف الروسي والصيني البريكس يعتمدون على المبادئ وتلك هي طبيعة العالم الذي يتطلعون اليه. الموقف الروسي يعتمد على ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي ومبدإ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان ومبدإ مكافحة الارهاب نحن نقدر هذه المواقف ونعتبر انها هي الصحيحة والتي يجب ان تقود العمل الدولي وليس سياسات الانقلابات التي يدعو اليها الغرب خدمة لمصالحه ومصلحة اسرائيل .

بعيدا عن مواقف الدول من الأزمة السورية ومن المؤتمرات العديدة لما يسمى بأصدقاء سوريا، ماهي آخر تطورات المفاوضات وأهم مستجدات المقترحات لتسوية الأزمة السورية، ماهو مآل الورقة الإيرانية ذات النقاط الستة وما الذي يحول دون تطبيق اتفاق جينيف على أرض الواقع ؟

هناك بعض المبادرات الاستعمارية التي لن نقبلها ونرفضها من عنوانها طبعا هناك مبادرات تقدمت بها الصين لمرتين وهناك مبادرات ايرانية وهناك اتفاق جينيف والذي مثل توافق كامل من قبل الدول المشاركة في الاجتماع.. اذا اطلعنا على الورقة التي تقدم بها الرئيس الاسد فسترى ان كل هذه المبادرات موجودة في مباردته.. العناصر الرئيسية موجودة من قبيل وقف دعم الارهاب وقف أعمال العنف وقف أعمال الجيش السوري الا في حالة الدفاع عن النفس.. كل هذه النقاط موجودة في خطة كوفي عنان لتسوية الأزمة السورية والحقيقة نحن لسنا في حاجة لمبادرة جديدة بعد خطاب الرئيس الأسد نحن في حاجة الى عمل حقيقي لتنفيذها على أرض الواقع كل هذه المبادرات السابقة لو تعاملنا معها بحسن نية فهي تصب لهدف إقامة مجتمع ديمقراطي وتعددي ذات قيادة منتخبة وهي مضمنة في خطاب الرئيس ,, إذن لماذا رفض الغرب هذه المبادرة.. والتكتلات السورية المعارضة الذي تشكلت بدفع من السفير الأمريكي روبرت فورد.. وأنا هنا أزعم بأنهم لم يقرؤوا المبادرة وكل مافعلوه أنهم كرروا ما قاله الأمريكان الذين صاغوا موقفهم من المبادرة بعد أن تناهى لمسامعهم بان الرئيس الأسد سيطلق مبادرة لتسوية الازمة السورية.

وأنا أؤكد بأنه على عكس وصفهم للمبادرة بأنها بعيدة عن الواقع فهم في الحقيقة البعيدون عن الواقع وهم الذين لا يريدون الأمن والسلام لسوريا.

ولكن رفض المبادرة لم يتوقف عند المعارضة السورية في الخارج أو عند الولايات المتحدة فحتى المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي رفضها واعتبرها فرصة جديدة ضائعة لتسوية الأزمة السورية ؟

الأصل في كل وسيط هو أن يكون منصفا وأن يكون على ذات المسافة من الفرقاء ولكن أن ينحاز إلى طرف دون آخر فهذا الأمر يتناقض مع مهمته كوسيط.. والحقيقة أن موقفه من المبادرة والموقف الأخير الذي أعلنه لا ينسجم مع مهمته كوسيط وانحاز بشكل كبير الى طرف اخر واخذ بمطالبه.. ولو كنا نريد ان نطبق مثل هذه الافكار لكنا طبقناها منذ عامين منذ بداية الازمة ولكنها افكار انقلابية في المقابل هناك وجهة نظر ومبادرة تضع سوريا وشعبها على بر الامان فلماذا رفض هذه المبادرة.. لذا فانا اعتقد ان السيد الابراهيمي لم يكن موفقا ولم يكن وسيطا نزيها في هذه العملية ومع ذلك اكدنا في بيان وزارة الخارجية ان سوريا على استعداد اتمام التعاون معه ولكن نامل من السيد الابراهيمي ان لا يطلق الاحكام السريعة وان لا يخطئ مرة اخرة في مجالات كنت صراحة لا اعتقد بانه سيخطئ فيها على الاطلاق.

بعض التقارير تتحدث عن امكانية تقديم الابراهيمي استقالته؟

هذا قرار يعود للسيد الإبراهيمي ونحن لا نتدخل في قراره .

ما هو تقييمكم لأدائه خلال مدة قيادته لجهود الوساطة ؟

نحن نعتقد ان ما قام به من تصريح أخير على الأقل لم يكن موفقا ولم ينسجم مع دوره كوسيط ونأمل بأن يتراجع عن هذا التصريح كما سبق وان تراجع عن بعض المصطلحات التي استعملها في وصفه لخطاب الرئيس الأسد.

منظومة صواريخ ال«باتريوت» شارفت على انتهاء انتشارها على الحدود التركية السورية، هنا يطرح سؤالان كيف تنظرون لهذه المنظومة الصاروخية الدفاعية وماهو تقييمكم للأداء التركي خلال الأزمة السورية ؟

هذا عمل استفزازي وعدواني ومحاولة لتوريط «الناتو» في اعمال لا تنسجم مع القانون الدولي.. ما يربط سوريا بالشعب التركي عميق وتاريخي ولكن حكومة اردوغان هي حكومة حرب وتدعم الإرهاب ويجب محاسبتها أمام المجتمع الدولي حيث أن حكومة أردوغان لم تترك إرهابيا في العالم الا وسلحته وفتحت له الابواب لدخول سوريا.. تركيا أصبحت جزءا لا يتجزأ من الحرب على سوريا وحماتها من «الناتو» وفي مجلس الأمن يحولون دون التنديد بالاداء وبالسياسة التركية ونحن نقول بأن الشعب التركي سيحاسب هذه الحكومة. لذلك هذه الحكومة صارت حكومة ارهاب وارهابيين وأصبحت حكومة تتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا هذه الحكومة استضافت دون ادنى مبرر الارهابيين السوريين على ارضها وتسلحهم لقتل ابناء الشعب السوري وغدا سيقتل هؤلاء ابناء الشعب التركي.. هذه الحكومة كانت وراء اتلاف ثروات الشعب السوري ومقدراته حيث أن أكثر من 1500 مصنع ووحدة انتاجية تم تفكيكها ونهبها وارسالها الى تركيا والحكومة التركية مسؤولة عن الاغتيالات في سوريا.. الحكومة التركية التي تقول إنها لا تتدخل في الشؤون السورية تقيم المعسكرات للارهابيين على أرضها كما أن قادة هؤلاء الارهابيين مقيمون في تركيا وقامت القوات التركية بدعم الارهابيين في بعض المعارك التي دارت على الحدود السورية التركية.

في ذات السياق كيف تنظرون الى أداء الجامعة العربية خلال الأزمة ؟

الجامعة العربية لم تعد جامعة، فقد أصبحت تشتغل ضد ميثاقها وأصبحت بؤرة ل«الناتو» وللتآمر على الشعوب العربية وأصبحت تضر بالدول الأعضاء وباتت في المحصلة بندقية للإيجار لصالح «الناتو» والغرب لضرب الدول العربية.. هناك مخالفات لا حدود لها لميثاق الجامعة العربية تتمثل في تشريع العدوان على ليبيا والتحريض على سوريا.. وعلى خلاف كل التكتلات الإقليمية الأخرى الجامعة العربية هي المنتظم الوحيد الذي يدعو إلى العدوان على شعوب المنطقة.. في ما يتعلق بتونس نحن نكن كل المحبة والمودة للشعب التونسي.. ولم يكن هناك أي مبرر للمواقف العدوانية التي أطلقها بعض المسؤولين في تونس.. والمفارقة ان البعض من هؤلاء تلقى تعليمه في سوريا لكن عملية التهويل وعدم ممارسة الحكمة قادت الى مواقف نختلف فيها مع المسؤولين ولا نختلف فيها مع الشعب التونسي ونحن نتمنى مستقبلا ناصعا للشعب التونسي وبقيادته هو من خلال رأيه الحر في صندوق الاقتراع ونتمنى ان تعود العلاقات التونسية السورية الى سالف عهدها.. ائتلاف المعارضة السورية نال الاعتراف من طرف أكثر من 100 دولة وهو الآن يحضر لتشكيل حكومة انتقالية والأكثر من هذا أنه يطالب بالتمثيل الديبلوماسي في بعض الدول التي اعترفت به، ما هو موقفكم ؟

هذه الدول المائة حضر ممثلوها ووقعوا على أوراق لم يقرؤوها.. هذا الاعتراف كلام على الورق ولكن في الواقع ما تزال السفارات السورية تشتغل وتعمل في عواصم هذه البلدان التي اعترفت بالمعارضة السورية ..هذا الاعتراف للدعاية وللاستهلاك السياسي فقط..

نفهم من هذا أن لهذه الدول ساقا مع المعارضة وأخرى مع النظام ؟

هم يعرفون جيدا أن هذه المعارضة لا تمثل الشعب السوري وهي مصنعة من طرف الخارج وتشكل حكوماتها بإمرة الأجنبي وحتى إن شكلوا حكومة فلن تكون أكثر من فقاعات تجيء وتذهب دون أن يشعر بها المواطن السوري.. ونحن نريد في الحقيقة معارضة حقيقية وطنية نتفاوض معها ونتحاور معها ولكن ليست مثل هذه المعارضة.

حصلت في الآونة الأخيرة بعض الانشقاقات من سلك وزارة الخارجية على مستوى السفراء ألم يؤثر هذا من هيبة وزارة الخارجية كمؤسسة عريقة في الدولة السورية ومن سير العمل فيها ؟

لو نتابع هذا الموضوع بدقة فسوف تجد بأن هذه الظاهرة لم تكن واسعة في وزارة الخارجية السورية لكن اؤكد لك بأن بعض هؤلاء كانوا مدانين باجراءات ادارية.. فلا زلنا نملك الأخلاق التي تحول دون فضح هؤلاء والبعض الآخر خرج لأن عمره القانوني انتهى في وزارة الخارجية السورية ووجدوا من يعطيهم الاموال ويغدق عليهم بالهبات لكن الجسد الديبلوماسي السوري مازال قويا ومتزنا.. ولن يتأثر بأي شيء..

حتى وإن كان المنسحب الناطق الرسمي باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي ؟

حتى وإن كان جهاد مقدسي..

ما هو مصيره ؟
نحن لم نسمع منه أي شيء.. تقدم بطلب إجازة لمدة ثلاثة اشهر واستجبنا لطلبه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.