يحتضن فضاء دار الثقافة بن رشيق بالعاصمة المعرض السنوي للفنون التشكيلية للتلاميذ الذي انطلق منذ يوم أول أمس ويتواصل إلى غاية نهاية الشهر الجاري وذلك باشراف الفنانة التشكيلية إلهام تقتق والاستثناء في هذا المعرض أنه تضمن لوحات وأعمال لتلاميذ في السنوات النهائية من معهدي بورقيبة النموذجي ونهج مرسيليا بالعاصمة. لذلك كانت اللوحات بمثابة عوالم متدافعة تجمع بين ألوان مختلفة وتجسد طموحات وأحلام شباب بألوان مختلفة. طغت على اللوحات الألوان التي تتراوح بين رئيسية قاتمة وثانوية فيها من رمزية الحلم والتوق والاستشراف ما يكشف عن مواهب وطاقات هذه المجموعة المشاركة في المعرض وقدرتها على تقديم أعمال تطرح من خلالها رؤية للعالم والأشياء ناطقة حياة فكانت اللوحات معبرة عن قضايا الشباب وطموحه من شهرة وتوق للنجومية والتميز من خلال استعمال اللافتات الاشهارية أو أوراق الصحف والمجلات في تصوّر عوالم افتراضية أقرب ما تكون إلى الواقع والطموح المنشود كما كان للوحات التي تعتمد الأولان الأبيض والأسود ركن شد اهتمام الزائرين نظرا لما تعكسه من ضبابية في واقع تونس اليوم وسوداوية أمام طموحات فئة أخرى من الشباب ومختلف شرائح المجتمع التونسي فنطقت اللوحات باسم الوطن. وكانت أحرف "تونس" منتشرة في أغلب اللوحات وكذلك الشأن بالنسبة لمفردات "وطن" و"حب" و"حياة" وكأن المشاركين في هذا المعرض كانوا يتسابقون إلى تعبيرات تجسّد رؤيتهم للوطن ومدى تعلقهم به وتوقعهم لرؤيته مخبلا بألوان زاهية يطيب فيه العيش وتحلو الحياة. فكان الحلم متراميا في كل اللوحات ليشمل الأحلام والواقع وكل فيزيائي أو ميتافيزيقي حسب رمزية الألوان ودلالتها وما شد في هذا المعرض أيضا هو أجواء المرح والتفاؤل التي كانت تعلو وجوه مجموعة الشباب المشاركين في هذه التظاهرة وهم يتنقلون بين اللوحات يتباهون بما أنجزوا وأبدعوا في رؤيتهم للعالم