عبد المنعم الشهيدي طفل في ربيع العمر، لم يتجاوز الخامسة عشرة عاما كان يلهو ويلعب مع أترابه قبل أن تختطفه يد المنية على حين غفلة في ظروف مسترابة من عائلته مما خلف لوعة وصدمة لدى كافة معارفه وأصدقائه وجعلهم يهبون بالعشرات لتشييع جنازة صديق عزيز دائم الابتسامة ومحبوب لدى الجميع. تقول والدته فتحية بكل حرقة:"لقد كان عبد المنعم الشمعة التي تضيء حياتي وبفراقه فقدت كل نكهة لهذه الحياة ونفرت منها"، وتضيف أن ابنها شعر يوم 29 ماي الفارط بوعكة صحية وبحالة من الاغماء جعلت بدنه يصفر بطريقة غير عادية فسارعت بنقله الى مصحة خاصة بالمنار وهناك طمأنتها الطبيبة التي عاينته على صحته وأكدت لها أن الأمر يتعلق بمجرد ارهاق ولكن الأم الملتاعة لم تصدق ذلك لأن الحالة البدنية لابنها تنبئ بخطورة ما أصابه لذلك طلبت من الاطار الطبي اجراء تحاليل أو فحوصات لابنها ولكنهم قالوا لها بالحرف الواحد "ياخي باش تعلمنا خدمتنا"، وطلبوا منها نقل ابنها الى المنزل بعد أن مكنوها من بعض الأدوية. .. وعادت الأوجاع تضيف محدثتنا أنها عادت الى منزلها مرفوقة بابنها ولكن أوجاعه زادت وتدهورت حالته الصحية إذ كان يتقيأ ويحس بأوجاع في الرأس حتى أصبح يحتضر وفق قولها مما جعلها تسارع في اعادته الى المصحة بعد أن أصبحت نبضات قلبه ضعيفة جدا وهناك مكنه الأطباء من الأوكسجين وحاولوا انقاذه ولكنه فارق الحياة فيما أغمي على الأم في ظروف مسترابة فتم إسعافها. كلام في انتظار التأكيد وفي هذا السياق ذكرت الأم الملتاعة أنها سمعت الاطار الطبي الذي باشر حالة ابنها في المناسبة الثانية يستغرب من كيفية سماح الطبيبة المباشرة لحالة ابنها بتسريحه من المصحة عند قدومه أول مرة، مضيفة أن أعوان الأمن حلوا بالمصحة حال وفاة ابنها ونقلوا جثته إلى قسم الطب الشرعي الذي بين أن الوفاة ناجمة عن اختناق بثاني أوكسيد الكربون. عش عصافير سبب المأساة وبتنقل حاكم التحقيق وممثل النيابة العمومية إلى منزل العائلة المنكوبة رفقة السلط الأمنية لمعاينة المكان وتحديد مكان تسرب الغاز تبين أن عش عصافير موجود بالقرب من السخان وهو ما تسبب في تسرب ثاني أوكسيد الكربون إلى داخل المنزل عوض عن تسربه إلى خارج البيت، وهو ما أصاب المأسوف عليه ووالدته ب"الزنزانة" وهو ما أكدته التحاليل المجراة على الأم أيضا. اتهامات وفي سياق حديثها اتهمت والدة عبد المنعم الاطار الطبي بالمصحة بالاهمال والتقصير باعتبار أن ابنها بقي بالمصحة من الساعة التاسعة صباحا الى حدود الثانية ظهرا ولم يتم تقديم الاسعافات الأولية له رغم أنه كان يتوجع بشكل كبير ويعاني من حساسية في الصدر ورغم ذلك لم يلق العناية اللازمة، ولذلك طالبت بتتبع المسؤولين عن وفاة ابنها عدليا خاصة وأن النيابة العمومية أذنت بفتح تحقيق في الغرض.