قضية ضد المصحة وأخرى ضد الاطار الطبي المباشر للعملية والطبيب الشرعي سيكشف الحقيقة الكاف الاسبوعي للمرة الثانية في فترة زمنية وجيزة لم تتعد الثلاثة اشهر نسجل حادثة وفاة مسترابة باحدى المصحات الخاصة بالكاف فبعد ان سجلت قضية عدلية ضد هذه المصحة في اواخر جوان الماضي بعد وفاة رضيع في شهره الثاني من العمر يدعى غسان عصيدي عقب تخديره في قاعة انتظار المصحة لاعداده للختان، سجلت حادثة اخرى في ذات المصحة توفيت فيها استاذة انقليزية تدعى عبير الدروازي كانت تمارس عملها بالمعهد الثانوي الامتياز بوادي مليز بولاية جندوبة. وللوقوف على التفاصيل الكاملة لملابسات هذه الوفاة اتصلنا بالسيد طارق الاينوبلي زوج الضحية وهو مدير مدرسة اعدادية بمعتمدية فرنانة من ولاية جندوبة، كما اتصلنا بمدير المصحة الدكتور الحباشي لاستقاء معطيات طبية حول ملابسات الوفاة الا ان الاخير رفض ابداء الرأي في الموضوع (!!) رغم انه كان ادلى برأيه لدى اتصالنا به بشأن قضية وفاة الرضيع غسان عصيدي. محمد احسان.. املنا الذي ضاع «محمد احسان املنا الذي ضاع» هكذا استهل الاستاذ طارق زوج الضحية حديثه الينا ثم اضاف «منذ بضعة اشهر كشفت الفحوصات الطبية ان الجنين الذي تحمله زوجتي من جنس الذكور فسعدنا بذلك واخترنا له من الاسماء محمد احسان... وانبرت المرحومة تعد وتستعد لاستقبال طفلنا الاول..» وحول ملابسات الوفاة قال طارق «كانت عبير لدى والدتها بالكاف عندما داهمها المخاض وكانت هذه المصحة اقرب الحلول لمساعدتها على الولادة وحال وصولها خضعت لفحوصات طبية مكثفة اعلموني على اثرها انها فقدت كمية هامة من الماء الذي يحيط بالجنين ويسهل عملية الولادة ليأمر الاطار الطبي بالاحتفاظ بها بالمصحة.. وفي حدود الساعة الواحدة من بعد زوال اليوم الموالي تقرر توليدها بعملية قيصرية فلتقطت لها صورا فوتوغرافية وكانت في صحة جيدة مستبشرة بقدوم مولودنا الاول «محمد احسان». محاولة الاسعاف قطعت الشريان واضاف :«عندما دقت ساعة دخول غرفة العمليات قررت ان تنتقل من غرفتها بالمصحة الى قاعة العمليات سيرا على الاقدام وهو ما تم بالفعل.. ثم اغلقت ابواب الغرفة في تمام الساعة الثانية بعد الزوال.. وماهي الا ساعة او ساعتين حتى خرج احد الاطباء وبسؤالي له عن حالتها اعلمني ان تنفسها توقف عقب تخديرها لكنها مازالت على قيد الحياة والاطار الطبي بصدد العمل على انقاذها كما تم تعزيزه بطبيب مختص في جراحة الانف والحلق والحنجرة والذي فتح ثغرة في حلقها ليساعدها على التنفس.. وفي تمام الساعة الخامسة والنصف غادر كامل الاطار الطبي القاعة واعلمني احدهم بحالة زوجتي قائلا «زوجتك في اخر لحظاتها» فاسرعت الى الغرفة لاذهل بهول ما رأيت اذ كانت الدماء متناثرة الى مسافة قد تفوق المترين وتكونت بركة من الدم على ارضية القاعة وتفحصتها فوجدتها «مفتوحة الرقبة» ولم اجد اي فرد من الاطار الطبي داخل الغرفة بل كانت زوجتي تصارع الموت بمفردها فسارعت الى فرقة الشرطة العدلية بالكاف الكائن مقرها بالقرب من المصحة واعلمت اعوانها بالحادثة فتحولوا الى المصحة ودخلوا غرفة العمليات ورفعوا تقريرا الى وكيل الجمهورية بمحكمة الكاف الذي اذن بنقلها الى المستشفى الجهوي بالكاف لاسعافها.. لكن الاطار الطبي هناك اعلمنا ان زوجتي توفيت عندما كانت بغرفة العمليات بالمصحة الخاصة ويرجح أنه تم قطع احد الشرايين التي تنقل الدم من القلب الى الرأس». فتح تحقيق من جانب اخر علمنا ان زوج الهالكة رفع قضية عدلية بادارة المصحة وقضية اخرى ضد الاطار الطبي الذي تسبب في وفاة زوجته ولم يحاول اسعافها حسب تعبيره وبنقلها حال تيقنهم من عجزهم عن انقاذها الى احد المستشفيات العمومية وقد تعهد اعوان الامن بالكاف بالبحث في ملابسات القضية بمقتضى انابة عدلية صادرة عن حاكم التحقيق بابتدائية الجهة بعد ايداع الجثة لدى الطبيب الشرعي بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة لفحصها وتحديد الحقيقة.. حقيقة وفاة عبير.