تونس - الصباح: أفادت مصادر متابعة لوضع قطاع الألبان ان الثلاثية الاولى من السنة الجارية حققت عودة ملحوظة على مستوى الانتاج والتجميع وكذلك المخزون من مادة الحليب حيث ارتفعت حصيلة المخزون الى اكثر من 22 مليون لتر في هذا الظرف الوجيز الذي تزامن مع الدخول في فترة ذروة الانتاج الطبيعية والتي تتواصل على مدى فصل الربيع كما حقق التجميع تطورا بنحو 4% وازاها تطور مماثل في مستوى قبول الانتاج لدى مركزيات التصنيع هذه المؤشرات المطمئنة التي تقطع مع «ازمة» الخريف الماضي في قطاع الحليب لا تقلل من واجب مواصلة الحذر والمتابعة اللصيقة لوضع القطاع تجنبا للمفاجات والتطورات التي قد تطرأ على المنظومة ككل بحكم ان القطاع يرتبط فقط بعوامل داخلية بل أضحى كذلك في الفترة الأخيرة على علاقة وطيدة بالوضع على الساحة العالمية سيما بالنسبة للاعلاف التي تشكل نفقاتها الثقل الرئيسي في كلفة انتاج مربي الماشية وهو ما حدا بالأطراف المشرفة على القطاع الى اعتماد برنامج مستقبلي يهدف الى الحد من الحاجة الى التوريد والتعويل على الانتاج المحلي من الأعلاف البديلة خصوصا وان انفراج الأسعار العالمية لا يبدو يسير المنال خلال الفترات القادمة وان تبقى في هذه الفترة الانتقالية (الى حين دخول الانتاج المحلي حيز الاستغلال) الحاجة الى توريد الشعير والسداري متأكدة كما يطرحه موقف المنظمة الفلاحية ولا يستبعد مواصلة التوريد بصفة استثنائية خلال شهري افريل وماي لهذه الاعلاف في انتظار توفر البديل.. في الأثناء تم خلال الأسبوع الأخير من شهر مارس المنقضي الترفيع في اسعار بيع مادة السداري حيث حددت اسعار بيع السداري المحلي بداية من يوم 23 مارس ب18.800 دينارا للقنطار الواحد على مستوى المطحنة في أكياس ذات استعمال وحيد و22.300 دينارا للقنطار الواحد في مراكز ديوان الحبوب ونياباته الجهوية في اكياس ذات استعمال وحيد ولئن اعتبرت بعض المصادر المعنية بالقطاع ان مثل هذه الزيادة مبرمجة من قبل ومتوقعة فانها أكدت على ضرورة مزيد ترشيد استهلاك الاعلاف للسيطرة على الكلفة وتغيير العقلية السائدة والمعتمدة كليا على اصناف التغذية الحيوانية التقليدية مشددة على ان الأصناف البديلة من فول مصري ودرع علفي وغيرها كثير قادرة على تأمين التغذية المتوازية للقطيع باقل كلفة ما دام انتابها محلي ولا يخضع لتقلبات بورصة الاعلاف في الأسواق العالمية ولا لتكاليف النقل المتزايدة