أطل صاحبنا علينا باسما.. منشرحا.. تفهم من عينيه أنه يكاد "يطير" من الفرح.. استبشرنا.. لأن صديقنا شفي من "وعكته النفسية".. وتخلص من توترات أعصابه ومن مرحلة "الاكتئاب".. والتحق بنا في المقهى بحثا عن جلسة مرحة بين الاصدقاء والاحباب.. سالناه عن "السر" الذي حول وجهه القاتم الحزين العبوس.. الى وجه أحمر كانه شاب "منتشي "يتبختر كالعروس.. ودفعنا الفضول فخاطبناه بالحاح.. مستفسرين عن خفايا ما لاحظناه على ملامحه من سرور وانشراح.. لكن لما نطق صاحبنا بدأت القهقهات والصيحات.. لأنه تغنى ب"الفينيات".. أي بالضريبة المسلطة على جولان السيارات.. من قبل المسؤولين الكبار عن الطرقات.. لتوفير أموال لادخال بعض التحسينات.. وصيانتها بعد "غطرسة" المترجلين وراكبي العجلات.. صحت مع صاحبنا: "فلتحيى الفينيات".. ولتحيى جميع الضرائب والادءات.. وردد أصدقائي نفس الهتافات.. ثم عدنا لترشف الشاي ضاحكين سعداء جدا بتراكم فواتير الكهرباء والماء والهاتف والضرائب والاداءات.. صاحبنا شعر بسعادة فائقة.. وزعم أنه "كاد ينتحر" من فرط السعادة.. لأنه أنفق كل مداخيل "الساعات الزائدة".. ودفع مئات الدنانير.. على غرار الاغنياء والمشاهير.. في القباضة المالية دون الحاح أو ضغوطات أو "تكعرير".. ثم زين واجهة بلورالسيارة.. بورقة "الفينيات "الزرقاء "المسرارة".. حتى يتابع قيادة عربته ك" الطيارة".. غيرمبال بقانون المرور وما قد يعترضه من اشارة.. المهم أنه ساهم في تمويل الميزانية.. عبر شبابيك القباضات المالية.. باداء على الجولان.. وضريبة على استخدامه الديزل عوض البنزين المتعدد الاسعار والالوان.. وبات من حقه أن يلوث الهواء بمحرك عربته القديم "التعبان".. فلتحيى الفينيات.. ولتحيى جميع الفواتير التصاعدية ولننعم بمزيد من الاداءات.."لتغيير الجو" في كل الاوقات..