اعلن السيد المختار سالم دريرة رئيس البعثة الديبلوماسية الليبية في حديث للصباح ان "الاجتماعات الثنائية التونسية الليبية متواصلة بنسق مكثف لتجسيم مقررات اللحنة العليا المشتركة التي عقدت مؤخرا بتونس برئاسة رئيسي حكومتي البلدين السيدين علي العريض وعلي زيدان ومشاركة عدد كبير من الوزراء وكبار المسؤولين من الجانبين".. واوضح دريرة ان من بين ما تقوم اللجان المشتركة ببحثه ومتابعته حاليا "تفعيل الكم الهائل من الاتفاقيات المشتركة في مختلف القطاعات الاقتصادية والامنية ومن بينها بيع تونس كميات من النفط بصيغة تفضيلية حتى موفى العام القادم تمكنها من 450 ألف برميل شهريا هذا العام و600 ألف برميل العام القادم".. من جهة اخرى قدر القائم بالأعمال الليبي في حديثه ل"الصباح" عدد الاشقاء الليبيين المقيمين بتونس حاليا بحوالي 600 ألفا، وأورد ان "كل التقديرات يمكن تعديلها لأن البعض يتحدث عن عدد أكبر".. في المقابل فإن البعض يعتبر انه اقل من ذلك لأسباب عديدة من بينها الحركية الدائمة في الاتجاهين، وعدم اعتماد غالبية الليبيين المقيمين بتونس على المساعدات التي تقدمها قنصليتا ليبيا في تونسوصفاقس.. الى جانب تعدد المنافذ التي يعتمدها الليبيون الذين يزورون تونس برا وجوا وبحرا، فضلا عن سهولة تلك التنقلات التي تستوجب تأشيرات دخول وغير ذلك من الاجراءات المعتمدة بين بعض البلدان الاخرى.. والتي ليس من الوارد التفكير فيها بين أبناء مجتمع كبير واحد فصلت بينه قوى استعمارية وظروف اقليمية بحدود لا يؤمن بها التونسيون والليبيون والعرب.. وان اضطروا الى التعامل معها اجرائيا".. قنصلية جديدة بجربة وهل ليس من الوارد ان توسع سفارة ليبيا بتونس ومصالحها القنصلية مكاتبها ومشمولاتها حتى تتمكن من مواكبة حاجيات حوالي مليون ليبي غالبيتهم من "المهجرين" الذين لا يستطيع احد افراد عائلتهم العودة الى ليبيا خوفا من التتبعات العدلية بسبب تحملهم مسؤوليات في عهد القذافي؟ رئيس البعثة الديبلوماسية الليبية الجديد بتونس عقب على سؤال "الصباح" قائلا: "القنصليتان بتونسوصفاقس تقومان بدور كبير في مساعدة كل المواطنين الليبيين بمختلف اطيافهم .. ومن الوارد تأسيس قنصلية ليبية جديدة في جزيرة جربة تخفف الضغط على قنصلية صفاقس.. وتساهم في تقديم خدمات للمواطنين الليبيين المستقرين في الجنوب او الذين يعبرون جزيرة جربة ويستخدمون مطارها الدولي.. الذي نعتز في ليبيا بأنه كان خلال اشهر الثورة وفي مراحل عديدة بوابة الشعب الليبي نحو مطارات العالم.. وشعرنا دوما ونحن في مطار جربة-جرجيس الدولي وفي بقية مطارات تونس ومؤسساتها أننا في بلدنا وبين أهلنا.. والامر لا يتعلق فقط بمشاعر بل بحقيقة تؤكدها علاقات المصاهرة والقرابة بين مئات الآلاف من العائلات الليبية والتونسية منذ عقود". فرص التشغيل في ليبيا وماذا عن فرص التشغيل في ليبيا للشباب والكفاءات التونسية؟ السيد المختار سالم دريرة أورد ان في حديثه ل"الصباح" ان هناك "آفاقا رحبة لليد العاملة والكفاءات التونسية في ليبيا.. وحاليا يوجد عدد كبير من العمال والخبراء ورجال الأعمال التونسيين في ليبيا.. وهم يتنقلون بحرية ويبرمون عقود عمل واستثمار بكامل الحرية.. والليبيون يقدرونهم كثيرا ويكبرون لتونس انها استضافت وقت الثورة مئات الآلاف من الليبيين من مختلف الأطياف السياسية.. وقامت بواجب الضيافة وإيواء الأخ والجار وقت الشدة.. ولن ننسى استضافة آلاف العائلات التونسية لشقيقاتها الليبية بدون عائل.. وبعد الثورة أصبح الاخوة التونسيون عمالا ومستثمرين يتنقلون بحرية ويبنون معا مشاريع مشتركة في البلدين.. وسنعمل مع الإخوة المسؤولين في تونس على مضاعفة قيمة الاستثمارات الليبية في تونس، والتونسية في ليبيا، ضمانا لتقاطع مصالح الشعبين والبلدين.. والمؤشرات إيجابية جدا رغم المرحلة الانتقالية التي يمر بها الشعبان. المصالحة الوطنية وماذا عن آفاق المصالحة الوطنية بين مكونات الشعب الليبي في ظل الحديث عن وجود حوالي ثلث الليبيين خارج ليبيا بينهم نحو مليون في تونس وحوالي مليون في مصر؟ القائم بالأعمال الليبي رد على سؤال "الصباح" قائلا: "نحن مع المصالحة الوطنية ونحن ابناء شعب واحد يؤمن بالقيم العربية والاسلامية.. قد نختلف لكن مصلحة شعبنا وبلدنا تظل فوق كل الاعتبارات.. وخلافا للصورة التي ينقلها البعض عن بعض مناطق ليبيا فإن الأوضاع في تحسن متواصل.. وأملنا كبير في الله وفي المستقبل.. مستقبل ليبيا والأخُوّة التونسية الليبية والليبية العربية"..