سيتكوم هابي ناس "happy ness" للمخرج مجدي السميري والذي يعرض ضمن برامج التونسية تي.في على قناة الحوار، قدم صورة مغايرة على مستوى التصور كما الجمالية مقارنة بما تعود على متابعته الجمهور التونسي ضمن هذه النوعية من الأعمال الفنية المحلية. ورغم أن أغلب مضامين مشاهد "هابي ناس" مقتبسة عن الموقع الاجتماعي "الفايسبوك" وما يرد فيه من هزل وفكاهة إلا أن حسن استغلال كاتبي السيناريو مالك بالحاج ومجدي السميري لهذه المّادة الافتراضية، صنع طبقا رمضانيا خفيف الظل تستساغ مشاهدته. في ثمانية دقائق ومع خمس مقاطع غير مترابطة تستعرض كل حلقة من حلقات "هابي ناس" الثلاثين، مظاهر حياتية يومية تعيشها أغلب العائلات التونسية حيث يبرز الصراع الأبدي بين الزوج وحماته وتطرح علاقة الأبوين بأطفالهما وأسلوب تربيتهما إضافة لطغيان عالم الافتراض على حياة هذه العائلة مع إبراز واضح لسلبيات المجتمع الاستهلاكي.. عمل مجدي السميري لا يتعمق في تناوله لهذه القضايا ولا ينتقدها مباشرة بقدر ما يقدم بصورة مبسطة واقعا يوميا معاشا في بلادنا وبأسلوب هزلي سمته الأساسية البساطة في الطرح. اعتمد الثنائي لطفي العبدلي وسوسن معالج في أدائهما على الكثير من الارتجال رغم انسياقهم مع الفكرة العامة للعمل وهو ما جعل من التناغم بينهما واضحا كما كان الطفل يوسف مرابط مفاجأة هذا المشروع التلفزيوني لمجدي السميري لإتقانه وخفة ظله في تجسيد شخصية الابن المتأثر بطباع والده وعالم الانترنيت. سيتكوم "هابي ناس" مثل صورة جديدة ومميزة في مجال السيتكوم التونسي وما ينقص هذا العمل هو العمل أكثر على الكتابة من خلال ورشات للسيناريو فمع الرؤية الإخراجية لمجدي السميري وتعدد القنوات التلفزيونية وارتفاع مستوى الحركة الإنتاجية في البلاد يمكن أن يكون لهذا العمل أجزاء أخرى مستقبلا وينتقل بنا من مرحلة ما بعد "شوفلي حل" في مجال السلسلات الهزلية المحلية.