تونس الصباح منذ أكثر من شهر فتحت «الصباح» ملف الاغنية التونسية من خلال سؤال محوري «هل أغنيتنا اليوم في حاجة الى مهرجان»؟ شارك فيه عدد من أهل الاختصاص.. وكان الاتفاق حول ضرورة تواجد هذا المهرجان في المشهد الابداعي التونسي.. وقدم كل واحد رؤيته الخاصة لأجل أن يكون المهرجان قبلة كل الفنانين (شعراء وملحنون ومطربون..) اثراء للمدونة الغنائية التونسية بأغنيات تجمع بين الاقناع والامتاع وتنتصر للهوية الوطنية. ... وجاءت الدورة وجاءت الدورة التاسعة عشرة لمهرجان الموسيقى التونسية وحضر المشاركون بكل تفاؤل لأجل الفوز بالتتويج.. وهو حق مشروع.. غنى الجميع كل الألوان الموسيقية، لتتجه الانظار بعد ذلك الى رأي لجنة التحكيم. هل كانت الجوائز مستحقة؟ لئن أجمع كل النقاد والملاحظين على أن الجوائز ذهبت الى مستحقيها على اعتبار التجانس الكبير الذي ظهرت عليه اللجنة.. فقد جمعت بين الشعراء والملحنين والمطربين وكان للإعلام حضوره في هذه التركيبة.. لكن مثلما كان منتظرا، انطلقت أولى شرارات الاحتجاج حول هذه الاحكام من بعض الفنانين الذين هللوا في بداية الأمر لهذه اللجنة.. بل هناك من سعى الى مصافحة اعضائها فردا فردا.. مرحبا مباركا التعيين!!!.. ليتغير بين عشية وضحاها من مهلل الى مندد!!.. تشكيك.. واتهامات؟ حملة التشكيك في نزاهة لجنة التحكيم!!.. طالت الشعراء بدرجة اولى.. فجميلة الماجري أصبحت بقدرة قادر لا علاقة لها بالشعر.. فهي لا تعرف ولا تتقن فن الشعر رغم دواوينها التي حملتها الى أعلى مراتب التتويج العربي وجمال الصليعي شاعر الصحراء الكبير بلهجته البدوية المحببة الى النفوس تحول الى رجل لا يفقه من الشعر شيئا.. ومحجوب العياري لا تساوي دواوينه الشعرية شيئا.. ومحمد الغزي أصبح شعره كلاسيكيا لا يمت للواقع بصلة!!.. هكذا.. وبكل سهولة جردت لجنة التحكيم من نزاهتها.. لسبب أنها توجت هذا.. ولم تختار ذاك!! غاية أم وسيلة؟ إنه من المؤلم أن ينزل الجدل حول مهرجان الموسيقى التونسية الى هذا المستوى من الهدم والانتقاد اللاذع.. وتبادل الاتهامات المجانية.. ليزيد في اتساع الهوة بين الفنانين ويكرس مبدأ القطيعة بشكل تدريجي بين أهل الابداع الموسيقي.. لقد أعلنت لجنة التحكيم جوائزها وفق قناعاته التي ليس بالضرورة أن تكون متوافقة ومتجانسة مع الجميع دون استثناء.. قد يحتج المبدع وهذا حق مشروع لكن أن يبلغ هذا الاحتجاج الى حد الشتيمة و«التقزيم».. فهذا أمر لا يقبله عقل ولا منطق.. نعم للنقاش لكن بدون النزول به الى الدرجات السفلى.. فهل المشاركة في المهرجان لغاية التتويج أم وسيلة للتعريف بالانتاج الابداعي؟؟ زياد غرسة يرفض الحديث وحسب ما توفر لدينا من معطيات فان زياد غرسة الذي ترأس لجنة تحكيم مهرجان الموسيقى التونسية ونتيجة لهذه الحملات من هنا وهناك اختار الانزواء.. والابتعاد عن الاضواء.. رافضا كل المحاولات للوقوف عند رأيه حول ما قيل وما يقال.. فحتى محاولتنا الاتصال به لم تفلح.. على اعتبار أن هاتفه كان مغلقا.. وحسب بعض المقربين منه فإن زياد غرسة يعيش حالة من الاحباط لأن «الاتهامات» بالمحاباة استهدفته هو أيضا وبشكل كبير!!