تتفتح شهية التونسي خلال شهر رمضان المبارك على أطباق من الحلويات متنوعة المذاق والأشكال مما يؤثث موائد الأسر التونسية في الشهر الكريم، لتبقى حلويات المخارق نقطة التقاء التونسيين من جل مناطق الجمهورية وحتى من خارج ارض الوطن باعتبار ارتباط اسمها والإقبال على استهلاكها خلال شهر الصيام دون سواه. حلويات عسلية علامتها المتميزة باجة التي تتجمل بالمناسبة تستعد أيّما استعداد لشهر التوبة والغفران، عبر تزويق المحلات وواجهاتها وتعليق اللافتات الضخمة وتنظيف أدوات العمل من تشبيب النحاس وتعليق شهائد التكريم والشعارات المبوبة وتأكيد التفوق في صناعة الحلويات التقليدية التي تتميز بها الجهة منذ القدم، لتصبح عاصمة السكر وجهة اغلب سكان العاصمة والمدن المجاورة للتبضع من خيرات الجهة الكثيرة والمتنوعة مع الظفر بكميات متفاوتة من المخارق. صناعة مطلوبة باعتبار الإقبال الكبير والمنتظم من المواطنين على شرائها خلال شهر رمضان مما يدفع بعض التجار إلى تغيير أنشطتهم نحو صناعة الحلويات المذكورة وترويجها بشتى الوسائل.. عبد الرزاق المرساوي احد أقدم صناع حلويات المخارق بالمدينة العتيقة يؤكد أنها صناعة تقليدية محلية مائة بالمائة وهي تعود لمبتكرها المرحوم التعبوري لتتداولها بعض العائلات نخص بالذكر منها عائلات المرساوي وابن اشريفة والحداد والاحرش.. وتوارثها الأجيال أب عن جد باعتبارها مهنة صناعية بمثابة الميراث العائلي الذي لايمكن بأية حال من الأحوال التفريط فيه، بل العمل على دعم رواجه والمحافظة على الموروث التقليدي عبر الصبر والثبات في المهنة وتحمل المتاعب والمحافظة على خصوصياته مع اعتماد عناصر الجودة والنظافة والتركيز في المقادير عند الشروع في الانجاز(فرينة، سميد، زيت، شحور دون نسيان السمن المعتق الذي يعطي نكهة خاصة للمخارق) لإرضاء الحريف ودعم ثقته. والمخارق مصنفة من العادية الى الرفيعة الممزوجة بالعظم العربي.. مدينة باجة هي الموطن الأصلي لصناعة المخارق وهي بمثابة العلامة المميزة التي قد لا تجدها بنفس المواصفات في الصنع في غيرها من المدن، ومع ذلك هناك منافسة شرسة من البعض من أبناء الجنوب الذين استقروا بباجة وتعلموا الاختصاص الباجي وصناعة المخارق.. لتبقى علامات الإتقان والجودة واللذة، الفيصل لتحديد الأفضل. المخارق مذاقها كثير الحلاوة ولذيذ يكفي ليسيل لعاب الصائمين في ظل إقبال العائلة التونسية على الحلويات بعد الإفطار باعتبارها قادرة على تنشيط الجسد ومده باحتياجاته من السكريات. ويعتبر شهر رمضان ذروة رواج هذه الحلويات اللذيذة، لتبقى "برمة الفخار" المملوءة بالمخارق أفضل هدية في شهر الصيام.