اختار الله الأمة المحمدية أن تكون "أمة وسطا" أي معتدلة، فهل لديكم معلومات عن الاعتدال والوسطية يا أحفادي اسكندر وسليمة ومحمد يونس ومريم وأحفاد بني وطني وعقيدتي؟ أجاب اسكندر ومريم ومعمر ووسام وحسان قال الله تعالى "وكذلك جعلناكم أمة وسطا" أي معتدلة وفي تفسير القرطبي "وكما أن الكعبة وسط الأرض، وكذلك جعلناكم أمة وسطا، أي جعلناكم دون الأنبياء، وفوق الأمم". وفي التنزيل "أوسطهم" (القلم آية 28) أي أعدلهم وخيرهم، وقال الشاعر قديما عن أهمية "الوسط" الذي يرضي الناس جميعا: "هم وسط يرضى الأنام بحكمهم إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم" فقالت سليمة، وسارة، وأسماء، قول أحد الشعراء: "لا تذهبنّ في الأمور فرطا لا تسألنّ أن سألت شططا وكن من الناس جميعا وسطا" وأفادنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن "خير الأمور أوسطها" فأضاف محمد يونس، ويوسف، وأحمد ومحمد عزيز، قول علي بن أبي طالب " لا تكن عبدا لغيرك، وقد جعلك الله حرا" وقول أمين الريحاني "علينا أن لا نكون عبيدا لمن فوقنا ولا نستعبد من هم دوننا ولهذا قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم "أحبب حبيبك هوناما، عسى أن يكون بغيضك يوما مان وأبغض بغيضك هوناما على أن يكون حبيبك يوما ما" وقال الفيلسوف الفرنسي "باسكال" "الخروج من الاعتدال انتهاك لحرمة الإنسانية وإنما تعرف عظمة النفس الإنسانية بقدراتها على الاعتدال لا قدرتها على التجاوز"، فأضافت مريم وإيناس وهاجر ومنتهى وصية النعمان بن خميصة البارقي لأكثم بن صيفى "كن من الناس بين القرب والبعد فإن خير الأمور أوساطها"، وفي حديث روي عن أبي أمامة "ألا أدلك على عمل يرضاه الله ورسوله؟ وقال: "بلى"، قال: "صل بين الناس إذا تفاسدوا، وقرّب بينهم إذا تباعدوا"، فأضاف الفريق الأول الحديث النّبويّ "يسّروا ولا تعسّروا وبشّروا ولا تنفّروا" روي عن أنس ولهذا كما قال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام "أفضل الفضائل أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتصفح عمّن ظلمك" روي عن معاذ بن أنس. وأضاف الفريق الثاني من الحكم اللاتينية "العلوّ في العدل علوّ في الظلم" أي الإفراط في تطبيق حرفية القانون قد يقضي على اعتراض العدالة الوجدانية". وأضاف الفريق الثالث: "خير للقاضي أن يخطئ في العفو من أن يخطئ في العقوبة" قاعدة أخلاقية وقانونية. وقال الفريق الرابع جاء في التراث "لو آمن الظالم أن للمظلوم ربا يدافع عنه لما ظلمه، فلا يظلم الظالم وهو منكر لربه". ولهذا من أمثال العرب "لو أنصف الناس استراح القاضي" فختمت بقول الله تعالى الذي يأمر بالقول الميسور والاعتدال في التصرف "فقل لهم قولا ميسورا ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا"، (الإسراء آيتان 2829) أي اليسر هو الأصل، والاعتدال هو الذي يحفظ في الوقوع في الانحراف، والآية تدعو إلى الاعتدال في التصرّف.