رسائل عديدة تختزلها عملية الاغتيال الجبانة للمناضل السياسي محمد ابراهمي امس... فبينما كانت الرئاسات الثلاث تلقي كلمات في المجلس التأسيسي احتفالا بالذكرى السادسة والخمسين لاعلان الجمهورية ينزل الخبر الصاعقة... تعرض المنسق العام للتيار الشعبي عضو المجلس الوطني التأسيسي محمد ابراهمي الى اطلاق نار وتأكيد وفاته... انها صدمة في يوم عزيز على الوطن.. يوم 25 جويلية.. يوم رُفعت الراية الوطنية عالية تأكيدا على سيادة الشعب وارادته القوية. ان هذا الاغتيال الجبان هو رسالة الى كل التونسيين المدافعين عن مدنية الدولة وقيم الجمهورية والمنظومة الكونية لحقوق الانسان. انها رسالة من اعداء الحرية والديمقراطية ومبادئ ثورة تونس المجيدة في يوم له رمزية عالية.. لدفع الشعب التونسي الى الفوضى والرعب بدل الالتفاف حول مبادئ الجمهورية.. والاحتفال بهذه الذكرى العزيزة على كل تونسي وطني. لقد كان المناضل الشهيد محمد ابراهمي صوتا عاليا في المجلس التأسيسي وفي حواراته ومواقفه ضد كل اشكال العنف والتفرد بالرأي وفرض اوهام الشرعية... ودعا الى حوار وطني جاد حول مشروع الدستور وبقية المرحلة الانتقالية ووضع حد للتجاذبات والمحاصصة الحزبية وعقلية الغنيمة... ولكن... يد الغدر كانت الاسرع. واليوم وبعد ستة اشهر من اغتيال الشهيد شكري بلعيد... ينال أعداء الحرية من مناضل آخر من نفس العائلة السياسية ومدافع شرس عن الحرية والديمقراطية ومدنية الدولة... في ظل انقسام واضح حول رهانات المرحلة وآفاقها وتحريض سياسي وتجييش الشارع. انه يوم رمضاني عصيب على كل تونسي وطني يحب الحياة... يوم حزين بسبب استباحة دم مواطن تونسي في عملية غادرة وجبانة اقترفت في وقت ينتظر فيه الشعب التونسي الكشف رسميا عن الدوائر المسؤولة عن اغتيال الشهيد شكري بلعيد. لقد اقر المجلس التأسيسي اليوم الجمعة يوم حداد على روح الفقيد وتنظيم جلسة عامة حول مسألة العنف السياسي وتداعياتها على هذه المرحلة الانتقالية الهشة... من جهته قرر الاتحاد العام التونسي للشغل تنفيذ إضراب عام اليوم إثر عملية الاغتيال هذه.. كما تقرّر تعليق الحوار الوطني. وفي الاثناء جابت مسيرات التنديد والشجب لكل اشكال العنف والارهاب شوارع العديد من المدن داخل البلاد رافقتها بعض مظاهرات الانفلات الامني... انها لحظة فارقة تعيشها تونس اليوم... هي امتحان للشعب التونسي وعليه أن لا يسقط... عليه ان يواصل الحياة بأكثر عزيمة وتصميم لان السقوط يعني انتصار قوى الظلام واعداء الحرية... والديمقراطية.