مثلما كان متوقعا كان لانسحاب هيئة مهرجان بوقرين الدولي برئاسة الفنانة ليلى طوبال، أياما قليلة قبل انطلاق الدورة الرابعة والثلاثين تداعيات سلبية على المهرجان تمثلت بالأساس في ردود الأفعال في الأوساط الثقافية والفنية والمجتمع المدني فضلا عن تفاعل بعض الفنانين الذين تمت برمجة عروضهم مع الهيئة المستقيلة وذلك بأن اعتذروا عن المشاركة في المهرجان في دورة هذا العام بعد أن تم تعيين هيئة جديدة بإشراف وزارة الثقافة ممثلة في المندوبية الجهوية للثقافة ببن عروس وتعيين ذاكر العكرمي المندوب الجهوي للثقافة بالجهة مديرا للمهرجان. حقيقة الانسحابات ولم ينف هذا الأخير أن هناك بعض الأسماء قد انسحبت من المهرجان وذلك بعد الاعتذار. وبيّن في ذات السياق أن الفنانة ليلى حجيج اتصلت به معبرة عن اعتذارها على المشاركة في المهرجان بعد تخلي الهيئة السابقة كما هو الشأن بالنسبة للفنانة درصاف الحمداني رغم أن الهيئة التي يرأسها تمنت لو أن الفنانتين شاركتا في المهرجان نظرا لكونهما تعدان من القيم الفنية الكبيرة في بلادنا. أما فيما يتعلق بعرض الفنانة الجزائرية الفرنسية سعاد ماسي فأوضح ذاكر العكرمي أن الغاء هذا العرض الذي كان مبرمجا لسهرة 3 أوت المقبل جاء بسبب عدم تمكن بعض عناصر فرقتها الموسيقية الأساسيين من الحضور بعد انتهاء صلوحية جواز سفرهم. وبيّن في ذا الإطار أن إدارة المهرجان قررت أمام هذا الشغور إضافة عرض للفنان الشعبي سمير لوصيف استجابة لطلب أبناء الجهة حسب تعبيره. من جهة أخرى حمّل المندوب الجهوي للثقافة ببن عروس ومدير مهرجان بوقرنين الدولي الهيئة المديرة المتخلية برئاسة ليلى طوبال، مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع بالمهرجان وما رافقها من تأويلات. وعلل ذلك بقوله:" أنا أكن الاحترام والتقدير للفنانة والمبدعة ليلى طوبال ولكن الاشكال في هذه المسألة هو عدم حصول أي اتصال ولقاء معها. وكان ان التقيت في مناسبات قليلة المدير المالي للهيئة المتخلية. وكنت مثلي مثل أي مواطن يطلع على الاخبار وتطورات الاحداث عبر وسائل الاعلام أو شبكة التواصل الاجتماعي". وفيما يتعلق بمهرجان المدينة في أول دورة له بالجهة أكّد محدثنا أنه من حق أي ناشط في المجتمع المدني أن يقدم مشروع مهرجان أو تظاهرة ثقافية وفق المسالك القانونية الصحيحة. ليحظى بذلك بدعم السلط الجهوية والمحلية. وبين في ذات السياق أنه ليس للمندوبية الجهوية للثقافة الحق في منعه خاصة أن عروضه يطغى عليها التنشيط الخارجي وتدور في فضاءات خاصة بالكازينو أو على "الكورنيش" وتقدم نوعية معينة من العروض التي اعتبرها تتماشى وشهر رمضان. لأنه يرى في التدخل في هذا المهرجان أو منعه عودة للاستبداد. وتجدر الإشارة إلى أن ليلى طوبال كانت قد بينت، خلال الندوة الصحفية التي عقدتها منذ أسابيع والتي أعنت خلالها قرار استقالة الهيئة التي تترأسها، أن هيئتها واجهت صعوبات عديدة دفعتها للتخلي من بينها أنه تم بعث هيئة موازية تتركب من رابطات حماية الثورة بحمام الأنف وبعث مهرجان المدينة بالجهة في نفس موعد مهرجان بوقرنين الدولي يكون فيها الدخول مجانيا. كما بين أنه يشرف على حوالي خمسة عشرة مهرجانا بولاية بن عروس ولم يجد مشاكل فيها مثلما ما حدث مع هيئة مهرجان بوقرنين المتخلية. معترفا أن عددا من المهرجانات بهذه الجهة لم تجد الدعم من السلط المحلية وكان من المفروض أن يتم الغاؤها. السؤال اليوم هل ستعود الحياة الثقافية إلى طبيعتها بعد الأحداث التي شهدتها البلاد أم أن هذه الأحداث ستلقي بظلالها على الساحة وتجعل كل الفرضيات مطروحة.