تونس-الصباح الأسبوعي: حذرت عديد الشخصيات الاسلامية من التداعيات الخطيرة لتزايد التوتر والاحتقان بما عمق انقسام المجتمع واصبح يهدد البلاد. ودعت الى ضرورة التنازل حقنا للدماء وتجنبا للانزلاق في نفق العنف الذي يؤدي الى سيناريو أسود لا نتمناه. وفي حديثها ل»الصباح الاسبوعي» طالبت بعض الشخصيات الاسلامية بحل الحكومة للخروج من الازمة مع عدم حل المجلس التأسيسي باعتباره المؤسسة الشرعية الوحيدة التي يجب المحافظة عليها خشية الدخول في فراغ سياسي. ولئن أكد الشيخ حسين العبيدي على ضرورة توحيد الصف والتفاف التونسيين حول كلمة واحدة فإنه شدد على دقة المرحلة التي تمر بها البلاد بما يحتم على الجميع الشعور بالمسؤولية بعيدا عن المصالح الحزبية والغايات السياسية. مؤامرات دنيئة واشار العبيدي الى ان ما يحصل في تونس هو جزء من مخطط صهيوني لضرب البلدان العربية ومؤامرات دنيئة لهز استقرارها. فالمتورط في عملية الاغتيال ممول من جهات أجنبية والايادي التي وراء القاتل صهيونية. واضاف العبيدي :ما أخشاه ان تكون تونس جسرا لضرب الجزائر وتقسيمها الى 4 دول ثم يمرون الى ليبيا وغيرها من الدول. ما نعيشه مؤسف لانه لا يعقل ان تتتالى الجرائم والسلطة تتفرج». وعن مدى نجاح الحكومة في معالجة الازمة الراهنة انتقد العبيدي اسلوب تعاطي رئيس الحكومة علي العريض مع الوضع الذي لم يختلف عن المخلوع في اشاراته وتهديداته على حد وصفه. متابعا مع كل ذلك لابد ان نعي التداعيات الخطيرة لاسقاط الحكومة التي يجب منحها الفرصة لاستكمال بقية الاشهر للاشراف على الانتخابات القادمة. التنازل والاستقالة ودعا الشيخ فريد الباجي الى الوحدة الوطنية الشاملة والمصالحة الكاملة والتنازل لبعضنا البعض باعتبار انه دون هذا التمشي ستدخل تونس في الفوضى على حد تعبيره. وشدد الباجي على ضرورة استقالة الحكومة واستبدالها بالكامل من رئيس الحكومة الى جميع اعضائها مع استثناء المجلس التأسيسي الذي يجب أن يركز على الدستور. وتابع الباجي :ما جعلني اركز على ذلك ان الانتخابات في ظل حكومة حزبية لن يقبلها الشعب وتشكك فيها المعارضة لذلك لابد من حكومة وطنية تشرف على الاستحقاقات القادمة». استقالة الحكومة اليوم ضرورة لحقن الدماء لان أعداء الوطن يريدون استمرار الفوضى في تونس لمزيد القتل. والاستقالة هي طوق النجاة لحركة النهضة ونحن معها لان «الاولى عسل والثانية سمن والثالثة زفت وقطران بما يعني انه على النهضة ان تتعظ بما حدث في مصر مع اننا ضد الانقلاب العسكري». رحيل الحكومة والمعارضة ومن جانبه اعتبر رضا بلحاج الناطق الرسمي باسم حزب التحرير ان الحلقة المفرغة ليست بديلا مضيفا: نحن كحزب التحرير دعونا الى تكوين مجلس حكماء ليحدد مصير البلاد بعد الثورة ونحن نعيش في مشهد مغشوش تمليه علينا المنظومة الغربية. ودعا بلحاج الى ضرورة رحيل الحكومة والمعارضة باعتبار ان الشارع اصبح ارقى من «عجرفة» السياسيين التي تعكسها تصريحاتهم الصادمة ومواقفهم الغريبة على حد وصفه. وحول المطلوب اليوم في ظل حالة الاحتقان التي تعيشها البلاد قال بلحاج «أولا أدعو التونسيين الى التيقظ والوعي وفي نفس الوقت الى عدم التعجرف لان خطاب السياسيين متعجرف ويخلق اجواء التوتر وعدم الثقة . كما ندعو المتسيسين الى عدم التهور وعدم الاستعجال لان ارادة العدوان توقعنا في العمى الاستراتيجي ولكن هذا لا يعني الاستسلام ويتحتم علينا عدم الانسياق خلف التموقعات والاصطفافات الخاطئة ونحن بصدد تحضير خارطة طريق تتضمن تصورا كاملا». واشار بلحاج الى انه في الوقت الذي شاهدنا فيه ارادة الشر في عديد المحطات فانها تبقى ضعيفة باعتبار ليس لها حاضنة وتعمل ضد التاريخ. ارتباك فاضح من جانبه شدد الشيخ علي مجاهد على انه ضد حل المجلس التأسيسي على اعتبار انه برغم كل اخطائه الجسيمة فسيبقى المؤسسة الشرعية الوحيدة لهذه البلاد لكن لابد من محاسبته لانه لم يكن على مستوى المسؤولية التي فوضه اياها الشعب على حسب تعبيره. واعتبر مجاهد انه لا وجود لحكومة اليوم في ظل ما نعيشه من تطورات مضيفا : بالنسبة لي ليس هناك وجود للحكومة..هناك ارتباك فاضح ..انا مع حكومة تنقذ البلاد ويجب ان يجتمع الجميع حول طاولة الحوار ونبذ الخلافات السياسية ويجب ان تكون نخبة وطنية لها حرفية لتقود البلاد في هذه المرحلة الدقيقة مع ضرورة طي الصفحة بعيدا عن سياسة التشفي والانتقام . وتابع مجاهد قائلا: المؤامرات تحاك لهذا الوطن والاستخبارات ترتع كيفما تشاء فوق أرض تونس. والرصاصة التي صوبت في قلب هذا الوطن في عملية اغتيال الفقيد محمد البراهمي يوم عيد الجمهورية هو تحد للحكومة». وكشف مجاهد ان حزب الاصالة كان بصدد تحضير مشروع وسطي لا ينتمي لحركة تمرد ولا للحكومة ولا للمعارضة قبل ان تتسارع الاحداث التي حذر منها مرارا وتكرارا على حد قوله.