بعد فترة من انطلاق المهرجانات الصيفية والتي بشّر المشرفون عليها بخطاب فني جديد يقطع مع المتداول والمألوف يمكننا ان ننبش ولو بطريقة أولية في الجسد المهرجاني الراهن لقد كنّا نمنى النفس برؤية متزنة، مبتكرة تضع في اعتبارها عنوانا مركزيا وهو تأصيل ثقافة جديدة تنأى عما كنا نعرفه قبل 14 جانفي ولكننا اصبنا بخيبة أمل كبرى. لقد كانت المهرجانات ايام بن علي تقوم على خطة محبوكة قوامها معادلة رئيسية وهي التخدير.. اجل ادخال الناس في شبه غيبوبة تلهيهم عن الواقع الموبوء واليوم نلحظ ان نفس المسار هو المتبع ودليلنا على ذلك ان الاسماء المبرمجة هي نفسها التي كانت تروّج لثقافة الإلهاء هذه العلامات تونسية وكذلك عربية هي التي اثبتت في الفترة السابقة الليالي الملاح من ختان وحفلات زفاف وكانت تدعوها المهرجانات وتدفع وزارة الثقافة كاشياتها ثم يقع تحويل وجهتها. المهرجانات التي نريدها اليوم يجب ان تراجع امورها وتتجاوز طاحونة الشيء المعتاد