سيدي وزير الثقافة اعذرني سلفا ان احسستم أو لمستم عندي بعضا أو زخما من الغباوة والتخلف الذهني ان سألتكم لا عما أصبحنا ننعم به من ثقافة الألسن المفتولة والسواعد المفتولة التي تتخذ من العنف أبجديتها وتجعل من العصا فاصلا ومن السكين نقطة، ولا تعود الى السطر، ولا عن أصحاب الفن الوضيع والشأن الرفيع في المشهد الثقافي، ولا عمن نصبوا أنفسهم أولياء صالحين على الثقافة والمثقفين حتى اذا دعوا تبا وسحقا لغيرهم وجدوا في الوزارة من يقول لهم آمين ويقيم لهم «الزردة» ويقدم لهم الأضاحي ولا عما اذا كنتم ترون في ضيق البال وغرق الحال في الأحوال مدعاة للشطيح و«الرديح»، والقد المليح، والصوت القبيح، و«ميحي مع لرياح وين تميحي»، وانما لأسأل سيادتكم لماذا تبرمجون وتعيدون البرمجة للمهرجانات في هذه الصائفة، والحال أننا نصحوا وننام على ألف مهرجان ومهرجان في كل بقعة ومكان؟ ألا تعرف يا سيادة الوزير أننا نملك من الأحزاب ما لا يحصى ولا يعد، وربي أنعمت فزد وعين الحسود فيها عود، وأن لكل حزب مهرجاناته واحتفالاته وصولاته، وجولاته؟ وأين ستقيمون مهرجاناتكم والحال أن كل فضاءات الثقافة محجوزة لمهرجانات الأحزاب، وأصبحت أحباسا عليها؟ وهل أنتم قادرون على حل هذه الأحباس واعادة ملكيتها الى الدولة؟ أم ستبقى زوايا للأولياء الصالحين ومجمعا للكافرين؟ ثم ان أقمتم مهرجاناتكم فما الجديد الذي تأتون به يا معالي الوزير؟ ان كان غناء ففي كل مركب ثقافي سرك وفي كل دار للثقافة كاراكوز وفي كل مكان حضرة ودراويش وفرجة وان كان ألعابا فكرية فالكل يلعب بالفكر، وان كان ألعابا نارية فالكل يلعب بالنار. سيدي الوزير سمعت أنكم رصدتم من الدنانير مليونين لعروضكم المهرجانية ماذا لو ألغيتم مهرجاناتكم حتى لا تشوشوا على مهرجاناتهم واحتفظتم بهذا الرصيد لمجابهة ما ستخلفه قبائل الأحزاب من خراب في ديار الثقافة «دار دار بيت بيت بقعة بقعة»، «الضرب في دياركم» يا سيادة الوزير «أرجوك ألا يكون الرد «أخط راسي واضرب».