في فضل تعلم القرآن بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعثا وهم ذوو عدد فاستقرأهم فقرأ كل رجل منهم ما معه من القرآن فأتى على رجل من أحدهم سنا، فقال: "ما معك أنت يا فلان؟ قال: "معي كذا وكذا وسورة البقرة"، قال عليه الصّلاة والسّلام "أمعك سورة البقرة؟" قال: "نعم" قال صلّى الله عليه وسلّم "اذهب فأنت أميرهم، فإنه إن كادت لتستحصي الدين كله." فقال رجل من أشرافهم: " والله ما منعني يا رسول الله أن أتعلمها إلا خشية ألا أقوم بما فيها" فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "تعلموا القرآن واقرأوه فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه في كل مكان العفو عند المقدرة قدم ثلاثة من الشباب ممسكين برجل أمام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وقالوا: هذا الرجل قتل والدنا، واعترف الرجل، ولكنه طلب إمهاله ثلاثة أيام حتى يخبر أبناءه بثروة مدفونة لا يعلمها سواه، وضمنه الصحابي أبو ذر الغفاري، وقاربت الثلاثة أيام على الانتهاء، وكاد أبو ذر أن يقتل بضمانه، وفي آخر لحظة قدم الرجل وعليه غبار الطريق وإجهاد السفر، فقال له عمر: "لِمَ حضرت وقد كان بإمكانك أن تهرب؟ " فقال: "خوفا من أن يقال ذهب أهل الوفاء بالوعد"، فقال عمر لأبي ذر: "وأنت لماذا ضمنته ولم تك تعرفه؟" فقال: خوفا من أن يقال: "ذهب أهل المروءة والكرم"، فقال أبناء القتيل: "ونحن عفونا وتسامحنا حتى لا يقال "ذهب أهل العفو عند المقدرة" ..وأين الله يا أخا العرب؟ بينما كان عمر بن الخطاب يتعسس احوال المسلين اخذته سنة من النوم، وبينما هو كذلك اذ مر عبد امامه بقطيع من الشياه، فأيقظ عمر، ما ان رآه حتى قال لذلك العبد على سبيل الاختبار. «بعني واحدة من هذه الشياه» فقال العبد «انها ليست لي ولكنها لسيدي وأنا عبد مملوك عنده» فقال عمر «اننا بموضع لا يرانا فيه سيدك فبعني واحدة منها وقل لسيدك أكلها الذئب» عندها انتفض العبد وصاح «وأين الله يا أخا العرب». فلما اصبح الصباح ذهب عمر الى سيد العبد واشتراه منه وأعتقه وقال له «أعتقتك كلمة الله في الدنيا من العبودية وأرجو ان تعتقك من النار يوم القيامة» هذا هو المطلوب من المسلم المؤمن: مخافة الله فقد قال الله تعالى «واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى» (النازعات آية 40) والخوف هو التطلع الى الدين الذي ارتضاه رب العالمين للناس جميعا فنأخذ منه صلاحنا وعزتنا واقواتنا وصالح اعمالنا