لا زالت أسعار الخضر والغلال تشهد ارتفاعا في شهر رمضان خاصة مع اندلاع الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد، اثر اغتيال الشهيد محمد البراهمي، اضافة الى اغتيال 8 جنود من جيشنا الوطني في جبل الشعابني.. من قبل عصابات ارهابية وبدأ الارتفاع التدريجي للأسعار قبيل دخول شهر رمضان وتواصل حتى العشر الأواخر، مما يشير إلى أن نسبة الزيادة آخذة في التصاعد يوما بعد يوم ورغم ان الأسعار شهدت خلال الأسبوع الأول استقرارا لكن مع تصاعد الأحداث وانشغال الجميع بما تمر به البلاد من أزمات ونقص عمليات المراقبة شهدت الأسعار ارتفاعا كبيرا دفع بعديد المواطنين إلى التذمر "الصباح" قامت بجولة ميدانية في احد اسواق باردو، ولاحظنا ارتفاعا في أسعار بعض المواد على غرار اللحوم الحمراء التي تراوحت بين 19 و20 دينارا.. والخضر مثل الطماطم التي تتراوح بين 600 و1100 مليم، والغلال التي تشهد ارتفاعا غير مسبوق مع تصاعد الازمة السياسية وفي وقت يشتكي فيه التونسيون من مصاعب مالية متزايدة وقالت رقية (ربة منزل) بأن "المواطن التونسي تعب مما يشاهده يوميا ومن الضربات المتتالية التي يتلقاها حتى أن الأمر استوى لديه فلم يعد يفكر في الأسعار بقدر ما يهمه أن يعود الأمن والاستقرار إلى بلاده" غلاء الاسعار يدفع بمريم، وهي ربة منزل في الأربعينات من العمر، إلى التجول في كامل السوق بحثا عن الاسعار "الأرفق " وقالت -وهي تلقي نظرة على خضر معروضة في السوق-: "هذا العام كل شيء غال، فالاسعار حطمت ارقاما قياسية مقارنة بفترات سابقة من الاعوام الماضية " وأضافت: "الكثير من الناس الذين يأتون إلى هنا يكتفون بمشاهدة البضاعة أو شم رائحتها ثم يمرون في حال سبيلهم لأن العين بصيرة واليد قصيرة".. وواصلت ضاحكة "لكن الغلال هي خط احمر مثلما قال الغنوشي". السيدة منجية عاملة وربة عائلة، قالت إن عائلتها كانت في السابق تخصص مبلغ 150 دينارا لمصاريف الأكل خلال شهر رمضان لكنها أنفقت هذا العام قرابة مائتي دينار خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان وأضافت مغتاظة:" سعر البصل وصل اليوم إلى ضعف ما كان عليه قبل رمضان". علما ان سعر البصل وصل امس بسوق باردو الى 800 مليم ورغم إصدار وزارة التجارة "قرارا يحدد أسعار البيع القصوى" للحوم البيضاء والحمراء والبطاطا والليمون والتمور والبيض فقد استجاب البعض خلال الاسبوع الاول لكن سرعان ما عادت حليمة وقال محمد (موظف):" سيعود كل شيء الى مكانه بعد سقوط الحكومة "التي سيتم كنسها لانه ليس هناك شيء أهم من امن المواطن وأن يملأ الصائم بطنه في شهر الصيام". حسب قوله.. «الدفاع عن المستهلك» :الأزمة السياسية تغذي حالة الفوضى في الأسواق ومسالك التوزيع اعتبرت منظمة الدفاع عن المستهلك ان الغموض والضبابية اللذين يكتنفان المشهد السياسي سيغذيان حالة الفوضى في الاسواق ومسالك التوزيع ومنظومات الانتاج ويوسسان الى مزيد الاستهتار بالقوانين ونظم الجودة وسلامة المنتوجات. دعت في بيان اصدرته امس جميع الاطراف السياسية الى تحمل مسوولياتها التاريخية تجاه الوطن وذلك بالاسراع بالخروج من الازمة السياسية الخانقة التي تعصف بالبلاد.وحذرت من ان مثل هذه الوضعيات ملائمة جدا يبحث عنها المحتكرون والمضاربون والمهربون للمضي قدما في تجاوزاتهم وجرائمهم في حق عموم المستهلكين.واكد بيان المنظمة ان "الوضع المريب والظروف العصيبة التي تمر بها تونس على اثر حوادث الاغتيال الاخيرة النائب محمد البراهمي و8 عسكريين بالشعانبي سيودى حتما الى مزيد تدهور الوضع الاقتصادى الصعب الذى تعيشه البلاد" وقالت ان "هذا الوضع سينجر عنه بالضرورة تواصل وتيرة ارتفاع الاسعار وتعميق خطير لتدهور القدرة الشرائية لعموم المستهلكين وخاصة منهم الطبقات الوسطى والضعيفة" وحسب بيان المنظمة فان تونس على ابواب فترة ما بعد شهر رمضان وهي فترة تقاطع الفصول تشهد انخفاض انتاج اكثر من منتوج فلاحي وعلى هذا الاساس تطالب المنظمة بوضع خطة عاجلة لتعديل السوق بالتوريد بالمخزونات الاستراتيجية لمواجهة عمليات الاحتكار وارتفاع الاسعار الذى لم تعد غالبية المستهلكين قادرة على تحمله.. وهي وضعية قد تكون سببا في تغذية الاحتقان الاجتماعي في البلاد