سمير ديلو: الاهم الان هو الجلوس إلى مائدة المفاوضات وتغليب المصلحة الوطنية أحمد الصديق: على الاطراف الحاكمة تحمل مسؤوليتها وإقرارها بالفشل امام تعنت كل من حكومة العريض ومن ورائها حركة النهضة التي تتسمك بالشرعية الانتخابية وفريق المعارضة المنادي برحيل التاسيسي والحكومة ووسط التجاذبات السياسية التي رفعت رصيد الارهابيين يشهد الشارع التونسي يوما بعد يوم انقسامات تجسدت امام المجلس التاسيسي وفي عدة جهات بين داعم لهذا الفريق ومناصر لآخر .. ووسط هذه التجاذبات حذر بيان ادارة البنك المركزي التونسي في اجتماعه المنعقد اول امس من ضعف نسق النشاط الاقتصادي خلال السداسي الأول من السنة الحالية الشيء الذي يجعل من الصعب ان استمر هذا النسق تحقيق الهدف المرسوم بالميزان الاقتصادي بالنسبة للنمو لسنة 2013 ورغم الدعوات المتتالية لقيادات حركة النهضة عبر المنابر الاعلامية معارضيهم الى الحوار لكن دون جدوى فرسالة الفريق المعارض كانت واضحة وهي فشل حكومتي النهضة الاولى بقيادة حمادي الجبالي والثانية بقيادة علي العريض في تطويق الازمة الاقتصادية والسياسية..وامام تمسك الجانبين كل بموقفه لازال الشارع التونسي ينتظر حلولا جذرية تخرّجه من الازمة الخانقة الحل بين الانتخابات والاستفتاء لم تغير المرونة التي ابداها بعض قياديّي النهضة في تصريحاتهم الصحفية من مواقفهم اذ افاد محمد بن سالم وزير الفلاحة امس في تصريح اذاعي "ان تغيير رئيس الحكومة قابل للنقاش وان حركة النهضة مع الحلول الوسطى وتقديم الاصلاحات اللازمة بالتوافق مقترحا حلين للازمة الاول اما انتظار العملية الانتخابية التي لم يبقى عليها سوى خمسة اشهر او المرور الى استفتاء شعبي وان كانت نتيجته حل التاسيسي فسيكون ذلك" اما زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي فقد عبّر في حديث صحفي نشرته امس جريدة "الشرق الاوسط" انه مع كل المقترحات التي تستهدف حماية المسار الديمقراطي وعلى ان تنفتح الحكومة على مزيد من الكفاءات مؤكّدا انه لا يرى داعيا لحل حكومة تكنوقراط محل حكومة سياسية" ابتزاز سياسي كما اكد الغنوشي في حديثه أن "هناك ابتزازا سياسيا للحكومة باستغلال الأحداث وان من يظن من القائمين بالتحركات الاخيرة أن السيناريو المصري يمكن تطبيقه في تونس لكنهم لا يعلمون أن مشاهد الدماء جعلت التونسي يكره هذا السيناريو وينفر منه" البحث عن شرعية الشارع وفي السياق نفسه قال سمير ديلو وزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية ل "الصباح" ان الاهم الان هو الجلوس الى مائدة المفاوضات وتغليب المصلحة الوطنية لان الشرعية هي شرعية المسار الانتقالي وليست شرعية السلطة واستنكر ديلو البحث عن شرعية الميادين على الطريقة المصرية السلبية على حد قوله مضيفا ان الاستقطاب بين ساحتين او شارعين قد يؤدّي الى استقطاب بين شعبين كما يجري في مصر واكّد قائلا:"حل الازمة يتم اما بالاستقواء باشارع او بالحوار او التوافق وتغيلب المصلحة الوطنية" الاقرار بالفشل في المقابل راى احمد الصديق القيادي في الجبهة الشعبية ان المسالة ليست مسالة تعنت بل هي اكبر من ذلك فهي مسؤولية من كانوا في السلطة الحاكمة الذين يسوسون البلاد منذ سنتين والى الان ولكن سياستهم الت الى الفشل الذريع والى وضعية كارثية واكد الصديق ل "الصباح" ان المسالة "ليست عنادا لانه بعد ان ادت السياسة الحالية الى الكارثة مطلوب تغيير السياسة والمنهج وان تتحمل الاطراف الحاكمة مسؤوليتها وتقرّ بخطأ المنهج المتبع" وقال:"بعد الاقرار بالفشل لم يعد للطرف الحاكم أي اهلية ليدير بقية المرحلة الانتقالية بل عليه ان يرحل ويصبح كبيقة الاحزاب الاخرى في هذه الحال يمكن الجلوس للتفاوض وفتح باب الحوار"