قصف الجبل وحرق الغابات بين مؤيد ورافض بلغت امس احداث الشعانبي قمتها من خلال العملية العسكرية الواسعة التي انطلق فيها الجيش الوطني للقضاء على الارهابيين المتحصنين بمرتفعاته. فكيف ينظر اهالي القصرين الى ما يجري في ضواحي مدينتهم بعد قصف الجبل واشتعال النيران في عديد مناطقه وبلوغ العمليات الجارية مرحلة المواجهة المباشرة؟ "الصباح " التقت عددا منهم واخذت انطباعاتهم .. اعتبر الدكتور منير الجليطي (طبيب بالمستشفى الجهوي) أن الجهة تمر بمرحلة جديدة من النضال والتضحية في سبيل الوطن..وليس من السهل عليها الان ان تضحي بثروتها الغابية والحيوانية في الشعانبي وبراحة اهاليها من اجل اجتثاث الارهاب.. وقال:"نحن نواجه هذه المحنة بعزيمة كبيرة للتغلب على الارهابيين الذين عززوا فينا الواعز الوطني فكل ابناء القصرين اكدوا استعدادهم للصعود الى الجبل لدعم جيشنا الوطني وان الارهاب لا مكان له في ربوعنا.." وأكد على ضرورة استثمار الاحداث بعد الانتهاء من العمليات الجارية للقضاء على المسلحين لتنمية الجهة وابراز خاصية المواطن "القصريني" الصبور الذي يقدم الوطن على جميع المصالح الاخرى. وطالب باعادة اعمار الشعانبي وتنميته وتاثيثه بالمشاريع السياحية والايكولوجية حتى لا يعود اليه الارهاب وقال عبد العزيز التبيني ( متقاعد من الجيش الوطني ) ان فاجعة الاثنين التي تعرض لها افراد من جنودنا البواسل خلفت لوعة وحرقة كبيرة في نفوس كل التونسيين خاصة لدى العسكريين المباشرين والمتقاعدين وشدد على ضرورة الثأر للشهداء الثمانية بقطع دابر الارهابيين والقضاء عليهم نهائيا ولا يهم ان يحترق الجبل فالغابات رغم اهميتها لا تساوي شيئا امام ارواح التونسيين وكرامة جيشنا وطالب زكرياء سعيداوي ( اطار بنكي) بالتعامل مع الارهابيين بكامل الصرامة وبما يلزم من القوة لاجتثاثهم والقضاء عليهم الا انه عبر عن رفضه انتهاج سياسة الارض المحروقة في الشعانبي الذي يمثل رمز القصرين وشموخها.. ولاحظ رضا مغران ( معلم تطبيق اول) أن حياة اهالي القصرين تحولت الى جحيم من جراء ما يحدث في الشعانبي. وقال:"بعد فاجعة الاثنين واستشهاد عدد من جنودنا البواسل والتنكيل بجثثهم لم يعد هناك مجال للتعاطي معهم مثلما كان يحصل خلال الاشهر الفارطة". ولم ير مانعا في حرق الجبل ان لزم الامر "لان الذود عن حرمة الوطن وحياة ابطال جيشنا وامننا ومواطنينا قبل كل ثروة اخرى غابية او حيوانية وكلنا في القصرين مع الجيش والامن الوطنيين ولا مكان بيننا لمن يقف ضد حرمة الوطن" مقترحا بعد الانتهاء من القضاء على الارهاب تنظيم حملة وطنية لاعادة تشجير الشعانبي وغراسة المساحات المحروقة منه.. ويرى جمال بوثوري (استاذ) انه بعد " الكمين المذبحة " الذي استهدف جيشنا لم يعد هناك مجال للتردد في تعقب الارهابيين بكل الوسائل حتى ينزاح عنا كابوس الارهاب نهائيا.. أما توفيق العمري (محافظ تراث) فلاحظ وجود تأخر في مواجهة الارهابيين وعبر عن رفضه تدمير ثروات الجبل وحيواناته المحمية