تونس - الصّباح: في إتصال هاتفي معه تحدث لنا الدكتور صالح المهدي عن الراحلة شبيلة راشد وقصتها مع الرشيدية بالقول: «إنّا للّه وإنّا إليه راجعون... أذكر في هذا المجال أنه لما شعرنا بداية ضعف الحافظة والوهن الذي أصبح عليه صوت الفنانة الخالدة صليحة... فكرت بمعية الأستاذ مصطفى الكعّاك رئيس الرشيدية وبصفتي مديرها في البحث عن صوت فني آخر قادر على التواصل مع انتاجات الرشيديةالتونسية الأصيلة... فاتجه تفكيرنا إلى بنت صليحة واسمها «عروسية».. أجرينا لها اختبارا في السلوك فكان الأول عند استضافتها في بيت الأستاذ رشيد بن مصطفى بمناسبة زفاف ابنه الأول الأستاذ سليم بن مصطفى ثم كان الاختبارالثاني عندما استضافها الأستاذ مصطفى الكعّاك في بيته.. وبعد ذلك سعينا للتأكد من صحة وصفاء وقوة صوتها وجماله ليتم الحاقها بالرشيدية وأعطيت اسم شبيلة قياسا بالمثل العربي الذي يقول: «هذا الشبل من ذاك الأسد» صمت الدكتور صالح المهدي لحظات ليواصل: وجهنا العناية الكافية لهذا الصوت... إلا أنه سرعان ما اختارت شبيلة الانسحاب فغادرت المجال الفني بعد زواجها... وبعد حوالي ثماني سنوات - والكلام للدكتور صالح المهدي زارتنا شبيلة في الرشيدية... واحتفاء بهذه الزيارة لقنتها في نفس اليوم أغنية للشاعرالأستاذ جلال الدين النقاش جار بها أغنية أحمد خير الدين «نظرة من عينك تسحرني» التي اشتهرت بها الفنانة علية... فكانت أغنية «خزرة من عينك تزيني*اقتلني وإلا احييني» التي لحنتها في مقام الاصبعين التونسي وفي إيقاع الحوزي. واستمرت شبيلة في حفظ ما سجلته والدتها وأدته أحسن الأداء... وقد توليت تلحين عدد من الأغاني برزت بها وأكدت من خلالها ما تتوفر عليه من امكانيات صوتية قادرة على التعامل بحرفية واتقان مع المقامات التونسية الأصيلة. وتدرجت في حسن الغناء إلى أن أصبح صوتها في آخر المرحلة يفوق صوت والدتها... وهذا أعظم وسام يسنده لها الوسط الفني التونسي. وختم بالقول: «تغمّد اللّه الفقيدة برحمته الواسعة وأسكنها فراديس جنانه جزاء طيبة ورفعة وحسن أخلاقها وإذ لا يصدر منها إلا الكلام الطيب إلا إذا قدح انسان في قمية والدتها».