عاشت حياتها وفية لرصيد صليحة تونس - الصّباح: غيّب الموت فجر أمس الفنانة شبيلة راشد عن سنّ تناهز ال72 عاما بعد مسيرة تميّزت بالزخم الفني التونسي الأصيل. وتعدّ الراحلة شبيلة راشد واحدة من أقدر الأصوات التي تؤدي بحرفية وإتقان المقامات والأنغام التونسية... ولا غرابة في ذلك فهي ابنة فنانة تونس الخالدة صليحة وقد ورثت شبيلة عن والدتها صفاء الصوت وقوته. نشأت الراحلة في رحاب الرشيدية وذلك قبل أن تلتحق بالمجموعة الصوتية لفرقة الإذاعة الموسيقية ولئن لم تقدم انتاجا غنائيا كبيرا خاصا بها فإنها برزت بحفظها وإتقانها أداء وتقديم أغنيات والدتها الفنانة الكبيرة صليحة. في خمسينية والدتها وصادف رحيل شبيلة راشد إلى دار الخلد هذه الأيام في الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات للاحتفاء بخمسينية رحيل والدتها الفنانة صليحة إنها مشيئة اللّه سبحانه وتعالى. وفاء لرصيد والدتها وما يميّز شبيلة راشد أنها نذرت حياتها للمحافظة على رصيد والدتها الفني... حيث كانت حريصة على أداء وتقديم أغنياتها في أبهى حلّة أداء وحضورا... كانت ترفض كل محاولة للتعدّي أو المساس من هذا الإرث الفني التونسي الخالد... فقليل تعبيرها عن الرضا لكل من يؤدي إحدى أغاني صليحة... فقد كانت شبيلة راشد دائمة التأكيد على أن اللون الغنائي التونسي الأصيل والذي تعدّ صليحة إحدى رائداته تقديمه ليس بالسهولة التي يتوقعها الكثيرون. هذه هي شبيلة راشد التي رحلت إلى دار الخلد وعاشت حياتها مثال الوفاء للأنغام والمقامات التونسية.. وسيشيّع جثمان الفنانة شبيلة راشد اليوم إلى مثواه الأخير بمقبرة الزلاج إثر صلاة العصر. رحمها اللّه وأسكنها فراديس جنانه إنّا للّه وإنّا إليه راجعون.