الحديث عن وجود مقبرة جماعية للإرهابيين القتلى وارد وتأكيدها في انتظار معاينتها عند القيام بالهجوم البري سجلت فجر امس الاربعاء سفوح جبال الشعانبي من جميع جوانبها قيام مختلف الوحدات العسكرية المتمركزة بها لعمليات تمشيط ناري في نفس الوقت بالرشاشات الثقيلة وحسب شهود عيان من متساكني المناطق القريبة من الجبل فانهم نهضوا على اصوات اطلاق نار كثيف صادرة عن الجيش الوطني في اتجاه الاحراش والاودية الواقعة اسفل الشعانبي في اشارة واضحة للارهابيين بان بواسل تونس جاهزون للقضاء عليهم وألاّ امل لهم غير الاستسلام او الموت.. وما وقع فجر الامس بعد توسيع العمليات في الايام الفارطة نحو المرتفعات الواقعة شمال وجنوب الشعانبي يؤكد مرة اخرى ان تحركات الارهابيين لم تعد تتجه نحو عمق الجبل بل من ناحية اطرافه لمحاولة التسلل خارجه والهرب من القصف خصوصا وان الامطار الغزيرة الاخيرة التي نزلت على كامل مرتفعات الشعانبي وجميع ضواحي القصرين وفوسانة وفريانة قد تكون اغرقت مخابئهم واتلفت مؤونتهم ولم تترك لهم أي مجال لمواصلة الصمود.. العثور على ثلاث جثث لمسلحي الشعانبي؟ تسربت صباح امس انباء من بعض العسكريين المشاركين في عمليات التمشيط الناري ان احدى فرق الانياب عثرت على ثلاث جثث لارهابيين مخفية تحت الاشجار يبدو ان الامطار الطوفانية التي نزلت يوم الاثنين على الشعانبي قامت بتعرية التراب الذي كانت مدفونة تحته وقد حاولنا التثبت من هذا الخبر لكننا جوبهنا بتعتيم كلي عن أي تفاصيل بشانه ورفضا لتاكيده او نفيه. ماذا عن المقبرة الجماعية للارهابيين؟ بخصوص ما تردد عن الاعترافات الاخيرة للارهابي المقبوض عليه ليلة العيد محمد الحبيب العمري حول وجود مقبرة جماعية دفن فيها الارهابيون العشرات من جثث قتلاهم بالشعانبي محاطة بالالغام افادتنا مصادر غير رسمية ان امر المقبرة من الناحية المنطقية صحيح باعتبار ان القصف الجوي والمدفعي الكثيف لمدة اكثر من اسبوعين لا بد ان يخلف قتلى وجرحى في صفوف الارهابيين لا يمكن تحديد عددهم وانه من الطبيعي ان يعمد هؤلاء الى دفن جثث "زملائهم" بل ان عمليات المعاينة الجوية بالمروحيات اشارت في تسريبات على مستوى ضيق جدا الى وجود جثث متفحمة وخاصة في منطقتي راس الثور واولاد منصور ومرتفعات الجباس ولكن العثور على المقبرة الجماعية وتحديد مكانها غير ممكن حاليا لانه لا احد من الامنيين والعسكريين المشاركين في العمليات الجارية منذ "الكمين الغادر" ليوم 20 رمضان وطأت قدماه ارضية الشعانبي وكل التحركات التي تمت الى حد الامس في عمق الجبل كانت محدودوة وعلى متن الدبابات والمدرعات الثقيلة خوفا من وجود الغام.. وبالتالي فان الحديث عن المقبرة الجماعية لن يكتمل الا اثر القيام بالهجوم البري ونزول فرق المشاة على الارض وهو امر ما يزال لم يحن موعده بعد.