مهما اختلفت العبارات وتصريحات القيادات الحزبية والتحفظات التي جاءت عقب إعلان حركة النهضة امس بعد اجتماع زعيمها راشد الغنوشي بالامين العام لاتحاد الشغل حسين العباسي قبولها مبادرة المنظمة الشغيلة منطلقا للحوار الوطني للخروج بالبلاد من الازمة كنقطة اولى ومواصلة حكومة الترويكا مهامها الى ان يفضي الحوار الوطني الى خيار توافقي يضمن استكمال مسار الانتقال الديمقراطي وادارة انتخابات حرة ونزيهة فان الخبر كان متنفسا للتونسيين الذين اختنقوا بالمشاكل السياسية. ولئن اعتبرت بعض الاطراف السياسية ان قبول النهضة لمبادرة المركزية النقابية مناورة سياسية من قبل الحركة لامتصاص غضب الشارع التونسي فان آراء البعض الآخر تعتبر قبول حركة النهضة لمبادرة اتحاد الشغل غير واضح. اما موقف مكونات "الترويكا" من الخطوة التي اتخذتها النهضة امس فكان ايجابيا مثمنين هذا القرار الذي اتخذته حركة النهضة جاء في وقته حسب تصريحات بعض قيادييها. وقد راى رياض الشعيبي القيادي في حركة النهضة ان الاتفاق على ان تكون مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل منطلقا للحوار الوطني حول تشكيل الحكومة القادمة موقفا إيجابيا، كما اكد ان اي تغيير حكومي لن يطرأ إلا بعد ان يستوفي المجلس الوطني التاسيسي أشغاله اي بعد الانتهاء من صياغة الدستور والقانون الانتخابي واستكمال تشكيل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مع ضبط موعد نهائي للعملية الانتخابية القادمة وفي هذه الحال يمكن تشكيل حكومة محايدة تشرف على الانتخابات وقد يحصل ذلك في 23 اكتوبر القادم. استعداد للتعاطي مع الفكرة واشار الشعيبي الى أن الحكومة الحالية ستواصل نشاطها الى حين التاريخ المذكور فيما ستناقش مختلف الاحزاب البرلمانية تركيبة الحكومة الجديدة وبرنامجها السياسي بداية من الاسبوع المقبل وبالتوازي مع ذلك يستكمل المجلس التاسيسي اشغاله ويتم تشكيل حكومة محايدة تشرف على الانتخابات القادمة. ولاحظ القيادي بحركة النهضة ان الاتحاد العام التونسي للشغل قد قبل مبدئيا مقترح الحركة وعبر عن استعداده للتعاطي الايجابي معه فيما رحبت احزاب اخرى بمناقشة الفكرة مثل الحزب الجمهوري والتكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات والامان. وحول موقف الجبهة الشعبية وحركة نداء تونس قال الشعبي "مازالت متمسكة بحل المجلس الوطني التاسيسي وإسقاط الحكومة ودفع البلاد نحو المجهول وبالنسبة لنداء تونس مازلنا ننتظر تفاعله مع مقترحنا". وفي تعليقه عن مصير اعتصام الرحيل في ظل التسوية السياسية المبدئية قال الشعيبي "الآن ليس هناك اي مبرر لتحريك الشارع وكل المحاولات مثلما باءت بالفشل من قبل لن تستطيع ان تغير او ان تفرض على الاحزاب السياسية برنامجها". التكتل والمؤتمر يرحبان.. التكتل من اجل العمل والحريات رحب هو ايضا بقبول حركة النهضة بمبادرة اتحاد الشغل وهو ما اعتبره سامي رزق الله القيادي في حزب التكتل خطوة ايجابية داعيا كل الاطراف السياسية الى الجلوس الى طاولة الحوار لمناقشة الخطوات السياسية المقبلة وعلى راسها تشكيل حكومة غير متحزبة". ومن جانبه اكد طارق الكحلاوي القيادي في حزب المؤتمر من اجل الجمهورية على أن القبول بمبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل قد تمت مناقشته داخل الترويكا وقد تم الاتفاق على نقطتين الاولى اقرار ما تضمنته مبادرة المنظمة الشغيلة في ما يخص احترام الارادة الشعبية ممثلة في المجلس الوطني التاسيسي والنقطة الثانية هي "اننا منفتحون على حوار وطني مفتوح على مختلف السيناريوهات لتشكيل حكومة تحظى بتوافق وطني يصل بنا الى انتخابات حرة ونزيهة". كما اكد الكحلاوي على ان حزبه سيحاول خلال المفاوضات حول الحكومة المقبلة اقناع الاطراف المشاركة في الحوار بتشكيل حكومة وحدة وطنية وفي حال تم الاتفاق على ان تكون الحكومة حكومة انقاذ وطني متكونة من كفاءات مستقلة فلن يقف المؤتمر عقبة امام هذا الخيار.