بعد ان عاشت مرتفعات الشعانبي طوال الاسبوع المنقضي حالة من الهدوء غاب فيها هدير الطائرات المقاتلة والمدفعية الثقيلة واقتصرت العمليات العسكرية فيه على توغلات محدودة بالمدرعات لاسفل المحمية لتمشيطها بالذخيرة الحية والرشاشات الثقيلة .. واسترجع الاهالي القاطنون في سفوحه والقرى المحيطة به نسق حياتهم العادي وشهد التواجد العسكري في بوابة الجبل تراجعا ملحوظا، ومع طلوع شمس اول امس الاحد 25 اوت وحوالي الساعة الخامسة صباحا اعاد الجيش الوطني نصب قطع من المدفعية الثقيلة بالسفح الجنوبي للشعانبي بدات في قصف اماكن محدودة باعالي الجبل بقذائفها وذلك لمدة ساعتين تقريبا اطلقت فيها حوالي 15 قذيفة على اهداف محددة تخللتها غارات جوية لطائرة مقاتلة استهدفت نفس الاهداف بعد غياب عن اجواء الشعانبي لمدة 10 ايام تقريبا .. وجاء تجدد استهداف المقاتلات والمدفعية للشعانبي حسب تسريبات عسكرية الى رصد الرادارات الحرارية التي تتولى تغطية مرتفعات الجبل لتحركات مشبوهة قد تكون لعدد من الارهابيين في محمية التلة فكان من الضروري قصف اماكن تحركهم .. وما يؤكد هذه الفرضية ان متساكني قرية " اولاد يحي " اسفل الشعانبي سمعوا صباح الاحد مثلما اكده لنا بعضهم اصوات اطلاق نار كثيف صادر عن الرشاشات اسفل محطة الارسال الاذاعي والتلفزي بقلب المحمية اين تتمركز عادة دوريات عسكرية تتولى حماية المحطة .. ولكن منذ صباح الاحد انقطع القصف تماما ولم يتجدد الى حد بعد ظهر امس الاثنين مرحلة جديدة من جهة اخرى بات من شبه المؤكد ان تشهد الحرب على الارهاب مرحلة اخرى قد تكون الهجوم البري على معاقل الارهابيين وذلك بمجرد وصول معدات جديدة اكثر تطورا قادرة على رصد الالغام والمتفجرات التقليدية والوصول الى سفوح الاودية العميقة والتضاريس الوعرة التي قد يكون بعض الارهابيين ما يزالون يتحصنون بها.. لان القصف الجوي والمدفعي وحده لم يحقق الاهداف المرسومة وهي اجتثاث الارهاب نهائيا من الشعانبي ما لم يتبعه توغل بري شامل لفرق المشاة والانياب والقوات الخاصة داخل عمق الجبل لتدمير ما بقي من مخابئ والايقاع بالمسلحين الذين قد يكونوا نجوا من غارات الطائرات الحربية وضربات المدفعية الثقيلة ولم يتسن لهم التسلل خارج الجبل وفي هذا الاطار علمنا من مصادر غير رسمية ان التجهيزات الخاصة بالتحكم في الطائرات دون طيار قد بدأت تصل للقصرين في انتظار ظهور هذه الطائرات باجواء الشعانبي قريبا بمجرد الانتهاء من التدريبات على كيفية استعمالها وهو أمر منتظر لبداية شهر سبتمبر لتدخل غمار الحرب على الارهابيين وتعزز الوحدات المنتشرة في محيط الجبل وتقدم الدعم للطائرات المقاتلة التي استعملها سلاح الجو الى حد الان وخلافا لما تسرب امس في القصرين ونقلته بعض صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية من تعرض احد اعوان فرقة طلائع الحرس الوطني الى اصابة بالشعانبي فان مصدرا امنيا مطلعا نفى لنا ذلك بصفة قطعية وقال كيف تحصل اصابات ولم تقع اي مواجهة مع الارهابيين الذين لم يجرؤوا الى حد الان عن الخروج من جحورهم مؤكدا ان اول ظهور لهم سيمكن الفرق الامنية والعسكرية من القضاء عليهم