التونسية (القصرين) توسيع العمليات العسكرية خارج الشعانبي منذ نهاية الاسبوع فرض سحب بعض الوحدات التي كانت متمركزة في محيط الجبل وخاصة قرب بوابة المحمية لتوجيهها نحوتمشيط مرتفعات فوسانة شمالا وبوشبكة جنوبا قبل استعادتها لمواقعها منذ مساء الاحد .. في حين يبدو أن المدفعية الثقيلة لم تعد لها حاجة في المرحلة القادمة بالشعانبي وهوما يفسر مغادرة قطع منها للسفح الجنوبي للجبل .. ولليوم الثالث على التوالي لم يشهد عمق الشعانبي ومرتفعاته اية عمليات قصف واقتصر التدخل العسكري فيها على توغلات بالمدرعات صاحبها تمشيط ناري بالرشاشات الثقيلة لضرب محيط المعاقل المفترضة للارهابيين اسفل المحمية قبل عمليات انزال جوي لرجال الكومندوس ل«تنظيف الجبل من أية جيوب يحتمل أن يتواجد فيها ارهابيون حسب مصادر عسكرية». أمطار طوفانية نزلت اول امس الاحد وخاصة امس الاثنين كميات كبيرة من الامطار على مرتفعات الشعانبي اكد لنا متساكنو القرى المجاورة لها انهم لم يشهدوها منذ اكثر من سنتين وقد تساهم حسب مصادر عسكرية سيولها الجارفة في «تعرية» بعض الالغام التي قد تكون ما تزال مزروعة في الجبل لانها جرفت امامها الحجارة والاعشاب الجافة واغصان الاشجار وكميات كبيرة من الاتربة والحجارة غطت المسالك المؤدية للشعانبي وغمرت الحقول الموجودة تحت سفوحه وغمرت التجمعات السكانية لتنتهي في الاودية المارة من هناك .. وستمكن الامطار الغزيرة الوحدات العسكرية من رصد أية تحركات ارهابية لانها قد تغمر تحصيناتهم وتتلف مؤونتهم وتسهل تعقب اثارهم وتحركاتهم. غياب الطائرات عن أجواء الشعانبي دائما حسب معاينتنا ومن خلال اتصالاتنا بسكان يقطنون داخل وحول الشعانبي فانه لم تظهر منذ بعد ظهر الجمعة أيّة طائرة مقاتلة في اجواء الجبل ومرتفعاته وهوما يؤشر الى ان عدم الحاجة الى المدفعية الثقيلة سيرافقه التخلي ولو مؤقتا عن القصف الجوي تماشيا مع المرحلة التي بلغتها العمليات العسكرية. مؤشرات على تراجع الإرهاب؟ منذ حادثة «الكمين الغادر» وما تبعها من عمليات اصبح موظفومحطة الارسال الاذاعي والتلفزي بقمة التلة يتنقلون للوصول الى مقر عملهم في مدرعات تابعة للجيش تسبقها اخرى تمهد لها الطريق خوفا من أي استهداف بالاسلحة أو انفجار الغام لكنهم عادوا منذ يومين لاستعمال سياراتهم المدنية وهومؤشر طيب على تراجع الخطر الارهابي بمحمية التلة. تفرق الارهابيين من شبه المؤكد حسب التطورات الاخيرة ان الارهابيين المتبقين بالشعانبي توزعوا في شكل مجموعات صغيرة وغادروا اعالي الجبل وبدؤوا في التسلل خارجه وخاصة عبر منطقة «عين عمارة» القريبة من بوشبكة وهوما يفسر توسع العمليات العسكرية خارج الشعانبي بعشرات الكيلومترات لتشمل جانبا كبيرا من المرتفعات الفاصلة بين الاراضي التونسية والجزائرية غرب القصرين المقابلة لولاية تبسة من الجانب الجزائري والتعزيزات العسكرية الكبيرة لرجال الجيش والدرك الجزائريين هناك «لاستقبال» الارهابيين الفارين والايقاع بهم. المدفعية تدك جبل سمّامة حالة الهدوء التي يشهدها الشعانبي قابلها ارتفاع وتيرة القصف المدفعي الثقيل لمرتفعات جبل سمامة واستهداف نقاط محددة فيها من اجل تدميرها ومنع اتخاذها كمخابئ لاي ارهابيين يحتمل تسللهم اليها من الشعانبي رغم ان ذلك ما يزال مجرد احتمال لم يتاكد بصفة حاسمة.