استهجن ليث بن بشر رئيس النقابة التونسية للفلاحين في تصريح ل"الصباح" طبيعة الخطاب المعتمد من الجهات الرسمية في استعراض الاستعدادات المتعلقة بتأمين انطلاقة موسم الزراعات الكبرى . وأعرب عن ملل وامتعاض الفلاحين من تكرر نفس الخطاب الموروث والبيانات المرقمة المستنسخة عن المواسم السابقة في تقدير حجم المساحات المبرمجة للزراعات الكبرى لهذا الموسم والمقدرة على غرار سابقاتها في حدود المليون و450 ألف هك، مستغربا تواصل التلويح بهذا الرقم الواهم في وقت ما انفكت تشهد فيه الأراضي الزراعية تقلصا بارزا ولا يعكس بالمرة التقديرات المحددة. وتساءل في استنكار واضح عن مناطق تواجد المساحات المتحدّث عنها؟ وحول حزمة الإجراءات التي تمّ ضبطها لتوفير مستلزمات الموسم عقّب بن بشر بالقول "الفلاح ينتظر إجراءات ملموسة على أرض الواقع وليس مجرّد أرقام". واستند في موقفه هذا إلى الإشكالات والصعوبات التي واجهها المهنيون في التزود بمادة "د.أ.ب." منذ موسمين والأخطر أنها تتواصل في بداية هذا الموسم -على حد قوله- مسجلا اضطرابا في توزيع هذه المادة في سليانة بالمسالك المنظمة لتتواجد بالسوق السوداء وعزا المصدر الروتين السائد في مستوى التحضير للمواسم الفلاحية إلى غياب التصورات المجددة والمتماهية مع الراهن الفلاحي نتيجة الفراغ المسجل في الإدارات والمصالح المختصة بالوزارة وتغييب الكفاءات الملمة بتفاصيل القطاع وحول سبل تجاوز الوضع الراهن والتقدم على صعيد إنجاح انطلاقة موسم الزراعات الكبرى أكد رئيس النقابة على توخي الشفافية في تنظيم الموسم وتشريك كافة المتدخلين في ضبط الترتيبات العملية. وتيسير مسالك وقنوات التزويد أمام المنتجين بعيدا عن توظيف هذه العملية وتطويعها لأغراض استقطابية كما طالب بتوضيح مسالك توزيع البذور وإعادة النظر في سعر شراء الحبوب دعما للإنتاج الوطني وللمنتج المحلي، متسائلا عن الكلفة الباهظة لتأمين حاجيات التوريد من الحبوب هذا العام والتي قدرتها وزارة الفلاحة بنحو 16 مليون قنطار من الواردات والحال أنه يتوقع أن ترتفع حصيلتها إلى 20 مليون قنطار بسبب الصابة الهزيلة والحاجيات المتزايدة وحذر من تداعيات التأخير الحاصل في تفعيل شهائد الإجاحة المسلمة للفلاحين المتضررين من الجفاف خلال الموسم المنقضي داعيا إلى التعجيل بإصدار الأمر المحدد للمناطق المجاحة تفاديا لاضطرابات التمويل للموسم وتعطيل عملية جدولة ديون المنتجين المعنيين. وفي علاقة بمقاربة النقابة لأزمة القطاع الفلاحي وتخفيف حدة وقع الجفاف على نشاط الزراعات الكبرى تم التأكيد على التعجيل بالتدخل لانقاذ الفلاحين للحفاظ على النظم الإنتاجية المهددة. والعمل على تعميق النظر في الآليات الكفيلة بتمكين المزارعين من اعتماد نظام التداول الزراعي بالتوظيف المحكم لنتائج البحث العلمي وتطويع أصناف البذور المستنبطة لدعم المردودية ومقاومة الجفاف والإحاطة اللصيقة بالمنتجين وعلى أهمية تأمين عناصر الإنتاج خاصة الأسمدة والبذور لمساهمتها البارزة في تثمين الموسم الفلاحي تبقى الأمطار عاملا أساسيا في تحديد مآل الموسم. فهل تكون زخات المطر الأخيرة مؤشرا مشجعا لانطلاقة الموسم الجديد؟