كغيرها من جهات الجمهورية شهدت ولاية بنزرت تغييرا مفاجئا للطقس نتجت عنه عواصف مقرونة بنزول كميات متوسطة من الأمطار في فترة محدودة من الزمن ولكنها عرّت عيوب البنية الأساسية التي لم تصلحها الوعود المتتالية ولا المشاريع القائمة خاصة في مدينة ماطر التي لم تلملم بعد جراح فيضانات سنة 2012 التي خلفت 3 ضحايا المشهد الممجوج تكرر.. مياه آسنة اختلطت بمياه الأمطار بعد عجز المجاري الخاصة بالصرف الصحي عن تحمل التساقطات.. بعضها شكل حاجزا أمام حركة العربات خاصة في شارع الحبيب بورقيبة عصب الحياة الاقتصادية بالمدينة اين تم تسجيل حوادث مرورية لم تخلف أضرارا والحمد لله فيما اختار ما تبقى من المياه دخول المنازل خاصة في منطقة العمران وحي العقارية للسكنى أين عاش المتساكنون أمسية صعبة.. ما حدث في المدينة في نصف ساعة من الزمن ترجم بجلاء نجاح مشروع تطهير مدينة ماطر الذي بلغت نسبة انجازه حسب تقرير إدارة التنمية الجهوية بالولاية أكثر من 80 %، كما اثبت قصورا واضحا لشبكة التزويد بالتيار الكهربائي عن تحمل أي طارئ فاغلب أحياء المدينة عاشت أمسية مظلمة ولا تسل عن حال من جهز حاله لفرحة العمر في تلك الليلة الكئيبة فسقطت تحضيراته في مياه الأمطار واحتفل بزفافه في جو غير رومانسي على أضواء الشموع في انتظار عودة النور الكهربائي التي أمنتها فرق من شركة الكهرباء والغاز بعد قرابة ساعتين من العمل المضني.. ويبدو أن الجهات المسؤولة لم تقتنع إلى الآن- في غياب ممثلين يدافعون عن المدينة في الهيئات المنتخبة وغيرها– بضرورة ضخ الأموال اللازمة لدراسة وانجاز مشروع متكامل لحماية المدينة من الفيضانات وهو الحل الأمثل لدرء الخطر عن المدينة التي يتربص بها سد جومين بسبب البنية الأساسية المهترئة والتي لا تليق بمدينة عمرها ألاف السنين ويسكنها قرابة 70 الف مواطن..