يمنع على من سنه أقل من 17 سنة في الولاياتالمتحدة كان المفروض ان تفتح "السعفة الذهبية" التي نالها المخرج السينمائي التونسي الفرنسي عبد اللطيف قشيش عن فيلمه"حياة الدال" الطريق إلى كل قاعات السينما في العالم دون قيد او شرط كيف لا وقد صنف من طرف النقاد كأحسن فيلم حتى ان لجنة تحكيم مهرجان"كان" في ختام دورته 66 والتي ترأسها السينمائي الأمريكي ستيفن سبيلبرغ أسندت له السعفة بالإجماع. ولكن صدقت نبوءة بعض النقاد الذين رؤوا بعد مشاهدتهم له ان عبد اللطيف قشيش سقط بفيلمه "حياة أدال" في مستنقع السينما الفرنسية التقليدية البعيد عن الاهتمام بالقضايا الإنسانية والمليئة بالثرثرة. وان الفيلم من النوع البورنوغرافي نظرا لكثرة المشاهد الإباحية وطولها وتفاصيلها الدقيقة في اغلب الأحيان وقد تنبأوا له وقتها بعقبات تمنعه من العرض في الكثير من بلدان العالم بما فيها الولاياتالمتحدة.. أكبر سوق سينمائية في العالم. وفعلا منع هذه الأيام في الولاياتالمتحدةالأمريكية عرض فيلم "حياة أدال" لا على من سنهم دون 12سنة كما حدث في فرنسا بل على من سنهم 17 سنة بسبب ما تضمنه من مشاهد إباحية ساخنة وخاصة بين البطلتين ويحكي الفيلم في ثلاث ساعات كاملة قصة ولادة حب جارف بين فتاتين عالجها قشيش بطريقة إنسانية وواقعية غير مسبوقة تجعله يبقى -حسب ما قاله وقتها رئيس لجنة التحكيم - في ذاكرة السينما كأحد أجمل قصص الحب التي عرفها الفن السابع. حيث تمكن قشيش من تفجير طاقة الممثلين الدرامية ودفعهم إلى أقصى حدود التعبير سيناريو "حياة أدال" مقتبس من قصة "الأزرق لون ساخن" للكاتبة الفرنسية جولي ماروه. وقد راعى فيه المخرج اصغر تفاصيل كتابة الشخصيات إلى درجة تماهي فيها واقع الفيلم المنقول بحذافره بالخيال الذي يحرك جوارح وأحاسيس المتفرج وأدت ادوار البطولة فيه الممثلتان أديل إيخركوبولوس وليا سيدو وقد قامتا خلاله بادوار ساخنة جدا جعلت الإعلاميين يتنبؤون بمنع عرضه لجمهور أقل من 16 سنة في فرنسا و18 سنة في الولاياتالمتحدة عند خروجه في القاعات وعبد اللطيف كشيش المغرم بإخراج الأفلام الطويلة مولود في تونس العاصمة وقد غادرها مع والديه في اتجاه فرنسا في عمر ست سنوات درس الفن الدرامي في معهد الفنون الدرامية ثم عمل ممثلًا مسرحيًا وسينمائيًا منذ بداية عام 1978، ومثل سنة 1984 في فيلم "شاي بالنعناع" للمخرج عبد الكريم بهلول، وفي عام 1994 فاز بجائزتين تقديرًا لأدائه في فيلم "بزناس" للمخرج النوري بوزيد، وفي عام 2000 أخرج أول أفلامه الطويلة "خطأ فولتير" ثم فيلم "المراوغة" سنة2003، وهو الفيلم الذي حصل على جائزة "سيزار" لأفضل فيلم وأفضل سيناريو أصلي، في مهرجان دبي السينمائي الدولي وقد أكد بهما وبفيلمي"كسكسي بالبوري" "كسكسي بالسمك" (2007) ثم "فينوس السوداء" (2010) موهبته وقدرته على نقل التفاصيل الصغيرة وعلى قدرته على التحكم في انفعالات الممثلين دون حرمانهم من إضافة ما تثيره فيهم الشخصيات التي يؤدونها مما يثريها، ولعل عمله كممثل في عدد من الأفلام ساعده على فهم دواخل الممثلين ورغبتهم في المساهمة في الارتجال أثناء التصوير