لان المناخ الجيوسياسي الجديد بعد ثورتي تونس وليبيا، يفرض البدء في هندسة واعدة للبناء المغاربي، انطلاقا من قوة دفع الشراكة الثنائية التونسية الليبية تنظم مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات بالاشتراك مع مؤسسة كونراد أديناور بتونس والجزائر- والتي ما انفكت تساهم منذ 25 سنة في تعميق الحوار المغاربي-مغاربي- يلة والأوروبي لبناء فضاء مغاربي اقتصادي وسياسي ومعرفي متكامل وديمقراطي، انطلاقا من منح الجميع في كلا البلدين الخصوصيات الحضارية والمتوافقة مع المتغيرات الدولية اليوم - المؤتمر الأربعون لمنتدى الفكر المعاصر (المؤتمر الخامس لكلفة اللامغرب) حول الشراكة الاقتصادية والسياسية والمعرفية التونسية-الليبية والمساهمة في تحقيق التكامل المغاربي وذلك أيام 3 و4 و5 أكتوبر2013. هذا المؤتمر الذي يشارك فيه دبلوماسيون وأساتذة وخبراء من تونس وليبيا باقتراحاتهم وتحاليلهم وحوارهم المسؤول للمساهمة في الدفع بأسس الشراكة الثنائية إلى الأمام يشتمل على تسعة جلسات علمية يحضرها ويترأسها ويحاضر خلالها كل من السيد مختار دريرة (سفيرليبيا الجديد بتونس) والدكتور منذر الرزقي (سفيرا لاتحاد الإفريقي) والدكتور منعم الليسير (رئيس الأمن القومي بالمؤتمر الوطني العام – طرابلس) والسيد علي حفيظة مستشار(رئيس المجلس الأعلى للقضاء بليبيا) و مصطفى كمال النابلي ود . احمد فريعة، والطاهر بلخوجة (وزير سابق، تونس) ومحمد جنيفان ومحمد الحبيب ابراهم وصلاح الدين الجمالي و د. المنصف وناس من تونس ود. موسى الأشخم، من جامعة طرابلس، ليبيا والحبيب الأزرق ( خبير في الطاقة, وسفير سابق، ليبيا). ومحمد الهادي شلوف (عميد مدرسة الدراسات الاستراتيجية والدولية بالأكاديمية الليبية - طرابلس خالد عبد الحفيظ الكاديكي (المنظمة الأكاديمية الليبية، ليبيا) - د. موسى الطويل، موسى (الأكاديمية الليبية للدراسات العليا، ليبيا ) وغيرهم.. تتضمن الجلسة العلمية الأولى عدة محاور ك"مستقبل الملف الاقتصادي التونسي-الليبي" و"التكامل الاقتصادي الثنائي في الإطار المغاربي: ليبيا وتونس نموذجا" و"الشراكة التونسية- الليبية لاستكشاف واستغلال الطاقة" والتجربة الأوربية والتكامل الليبي-التونسي" و"التجمعات الاقتصادية الإفريقية: تجربة ناجحة وواعدة". وتهتم الجلسة العلمية الثانية ب"السياسات الاقتصادية الليبية ودورها في بناء الاقتصاد الليبي" و"الملف الجيوستراتيجي ورهانات المستقبل" وفشل إعلان الوحدة والجوف القاري: رهانات التكامل الثنائي بين البلدين" و"تأسيس الشراكة بين البلدين وحمايتها من التقلبات السياسية" و"الأسس المستقبلية للشراكة التونسية الليبية"و"الرؤية الاستراتيجية للعلاقات التونسية الليبية: بناء وتطويرا". وفي الجلسة العلمية الثالثة سيتطرق ضيوف المؤتمر الى محاور مثل "أية إستراتيجية منهجية للشراكة التونسية الليبية المنشودة" و"التعاون التونسي الليبي بين التصور المثالي والواقع المتاح". الجلسة العلمية الرابعة ستتمحور حول الملف العلمي بين البلدين"أهمية الشراكة العلمية في البناء المغاربي" و"التكامل الليبي التونسي في مجال التعليم العالي والبحث العلمي" و"مستقبل الشراكة البحثية الليبية التونسية ودورها في تفعيل العلاقات الجامعية بين البلدين". والجلسة العلمية الخامسة تناقش خلالها "فكرة التعاون بين البلدين: تجربة واقع" "والحوار العربي-الأوروبي وتتويجه إلى شراكة نموذجية". وفي الجلسة العلمية السادسة يتحاور الضيوف حول التعاون القضائي المشترك" و"النظام القانوني للاستثمار المشترك" التعاون القضائي المشترك"و"استراتيجية المشروعات الصغرى والشراكة الليبية التونسية". وتكون الجلسة العلمية السابعة فضاء مفتوحا للنقاش حول مستقبل الشراكة التونسية الليبية في حين تخصص الجلسة العلمية الثامنة لمداخلة حول "حق الملكية في كل البلدين" وأخرى حول"النظام القانوني للاستثمار المشترك" وثالثة حول "مستقبل الشراكة الطبية في عديد الاختصاصات بين البلدين" ويكون "التراث الليبي التونسي (الإرث المشترك)" و"الشراكة الأمنية المشتركة" و"جدلية التكامل والتقاطع بين الممارسات الثنائية والمسار الجماعي للبناء المغاربي" أهم محاور الجلسة العلمية التاسعة. وقد تحدث الدكتور عبد الجليل التميمي عن المؤتمر وعن سبب اختيار محاوره فقال:"أولت مؤسستنا، منذ عدة سنوات، اهتماما متواصلا ومركزا للمساهمة في تقريب وجهات نظر المغاربيين لتحقيق أولى الخطوات في البناء المغاربي السياسي والاقتصادي والعربي. وقد نظمنا لهذا الغرض أربع مؤتمرات حول" كلفة اللامغرب" ثلاث منها في رحاب مؤسستنا والرابع في رحاب مؤسسة جامعة الملك السعدي بطنجة، وقد وفقنا في نشر 52 دراسة أكاديمية بالعربية و41 بالفرنسية، واحتضنا كل متون الاستشرافات والاقتراحات التي تمت في مؤتمراتنا الثلاثة في حدود 300 صفحة، وقمنا بنقل هاته النصوص الحوارية إلى الفرنسية عساها تساهم في تحقيق الحلم المغاربي والذي راود قياداتنا النضالية والسياسية والفكرية طوال القرن العشرين." وذكر الدكتور التميمي بصيرورة البناء المغاربي الذي عرف أربع محطات فاصلة هي إنشاء مكتبتي المغرب الكبير بدمشق والقاهرة والمؤتمر التاريخي الذي عقد بطنجة ووضعت خلاله الأسس والآليات المستقبلية للبناء المغاربي الشامل. واتفاقية مراكش والتي قننت وبلورت مبادئ وثوابت البناء المغاربي الشامل والمحطة الرابعة هي الربيع العربي. وقال:"لنعمل جميعنا على عدم إضاعة الوقت لوضع أجندة جديدة ومتكاملة على درب التكامل الأمثل اقتصاديا وسياسيا وأمنيا واجتماعيا، وهذه دعوة ملحة نوجهها لجميع القيادات السياسية الليبية والتونسية"! ودعا مؤسسات المجتمع المدني والوزارات المهتمة بهذا الملف الى الحرص على تفعيل الشراكة التونسية الليبية واعدا بان تواصل مؤسسة التميمي العمل على أجل تحقيق هذا الحلم. وإنجاح هذا المؤتمر.