اليوم اجتماع للأطراف الراعية لتقييم شامل للمشاورات لئن اعتبر البعض أن المفاوضات بين المنظمات الراعية للحوار وطرفي الصراع قد باءت بالفشل فإن عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصناعة والتجارة للشغل خليل الغرياني أكد ل"الصباح" أن المفاوضات ستتواصل وأن الشوط الأول منها لم يسفر عن حل للأزمة وأضاف الغرياني أن الأطراف الراعية وهي الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة ومنظمة الدفاع عن حقوق الانسان والهيئة الوطنية للمحامين ستعقد اجتماعاتها لتقييم الشوط الأول من المفاوضات على أن تجتمع في غضون الساعات القادمة لاجراء تقييم جماعي وشامل لهذه المفاوضات وأكد أن المنظمات الراعية ستأخذ بعين الاعتبار كل ما تم الاتفاق بشأنه خلال المرحلة الأولى من المفاوضات، مبينا أن الاجتماع القادم سيدرس أيضا النقاط الخلافية بين الطرفين على أن يبحث عن حلول وسط تأخذ بعين الاعتبار مقترحات كل من التريكا وجبهة الانقاذ بحصوص كل النقاط وشدد الغرياني على وجوب تحلي مختلف الأطراف بالمسؤولية والوعي وتقديم تنازلات لايجاد حلول مناسبة من شأنها إخراج البلاد من الأزمة التي تتخبّط فيها منذ اغتيال عضو المجلس التأسيسي والمنسق العام للتيار الشعبي محمد البراهمي بن جعفر ومهلة جديدة من جهته أكد محمد صالح الخريجي عضو الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الانسان ل"الصباح" أنه يمكن اعتبار أن المرحلة الأولى من الشاورات قد فشلت، مبينا أن الفشل لا يعني نهاية الحوار الوطني والوصول إلى طريق مسدود بل هو انطلاقة جديدة للمفاوضات وعن الكلمة التي توجه بها رئيس المجلس الوطني التأسيسي إلى الرأي العام فقد إعتبرها الخريجي إعلانا عن انطلاق مرحلة ثانية من المفاوضات بين مختلف الأطراف لايجاد حل توافقي يخرج البلاد من الوضع الذي تردّت فيه منذ أواخر جويلية الفارط وأوضح عضو الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الانسان أن المرحلة الثانية من المفاوضات ستكون قصيرة ولن تتجاوز الأسبوع مقارنة بسابقتها مؤكدا أن الوضع لا يتحمّل التأجيل وأن الحسم يجب أن يكون سريعا عبر الخروج بمقترحات جديدة وجدّية ووضع آليات لتطبيقها على أرض الواقع اليوم بيان مشترك وعن موقف الهيئة الوطنية للمحامين كشف بوبكر ثابت عضو الهيئة ل"الصباح" أن كل المواقف التي تم الاعلان عنها من قبل باقي الأطراف هي سياسية ولا تترجم حقيقة ما حصل طيلة الشوط الأول من المفاوضات، وأضاف ثابت أن مجلس الهيئة سيجتمع اليوم انطلاقا من الساعة العاشرة صباحا على أن يعقد اجتماعا مشركا للمنظمات الراعية للحوار الوطني انطلاقا من الساعة الخامسة من أجل اتخاذ موقف مشترك سيتم الاعلان عنه عبر بيان سيوجه إلى الرأي العام العباسي يؤكد أن المنظمات الراعية للحوار أوقفت المشاورات من جهته قال الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي أن "المنظمات الراعية للحوار" أوقفت بداية من أمس المشاورات وهي تترقب اشارات لمواصلة الحوار والتشاور حول سبل الخروج من الازمة" مضيفا أن "تونس اليوم تعاني أزمة سياسية خانقة أثرت على الوضع الاقتصادي والاجتماعي وان الاوان لتجاوزها" ودعا خلال افتتاح المؤتمر العادي للاتحاد الجهوي للشغل بتونس الذي انعقد أمس الخميس بقمّرت الاطراف السياسية الى تقديم ما وصفه ب"تنازلات مؤلمة لان تونس هي الاهم ولان البلاد لم تعد تتحمل أكثر" كما دعا محافظ البنك المركزى الى اطلاع الشعب التونسي على حقيقة الوضع الاقتصادي بالبلاد قائلا "ان الاوان لمحافظ البنك المركزي ليكشف الواقع الاقتصادي الحقيقي للشعب بحضور الاقتصاديين" وأكد أنه سيتم الكشف عن الحقيقة كاملة للشعب التونسي حول نتائج المفاوضات وحول "من تسبب في تعطيل المشاورات ومن كان متجاوبا مع المبادرة" بحسب تعبيره وبعد أن ذكر بدور الاتحاد العام التونسي للشغل كقوة تعديل وقوة اقتراح شدد على أنه " ليس للمنظمة نية لتغليب جهة على أخرى أو ضرب طرف بطرف وليس لها أى غاية في الحكم أو السلطة سوى أن تذهب البلاد نحو انتخابات شفافة وأن يستقر الوضع بالبلاد" وأشار الى كثرة المبادرات خلال الفترة الاخيرة معتبرا أن فيها مبادرات صادقة وفيها "مبادرات حزبية وممولة" وفق رأيه داعيا الى الكف عن حملات التشويه والتشكيك في المنظمات الراعية للحوار وفي مبادرتها ودعا كل الاحزاب الى "مراجعة حساباتها للخروج من الازمة الخانقة" مضيفا قوله "المعركة الانتخابية بين الاحزاب قادمة لا محالة ولا يمكن حسمها سوى عن طريق الصندوق والاتحاد العام التونسي للشغل غير معني بهذه المنافسة" وفي سياق آخر لاحظ العباسي أن "الاتحاد تم ضربه عديد المرات وهو ليس منظمة هشة وفي كل مرة يقوم أكثر قوة وأكثر تشبثا بالدفاع عن منخرطيه وعن البلاد" بحسب تعبيره وأضاف " لا يمكن لايّ قوة في البلاد أن تزعزع الاتحاد وأن تحدّ من نضاله ومن الاضطلاع بدوره الوطني" وتابع قائلا " هناك محاولات لتحديد المربع الضيق لتحرك الاتحاد وحصر دوره كمنظمة اجتماعية تدافع عن منظوريها من الجانب المادي فقط ولكن هذه المحاولات تناست أن هذه المنظمة منذ تأسيسها مزجت بين الدور الوطني السياسي والاجتماعي وأن مؤسس الاتحاد حشاد لم يغتل من أجل الجانب الاجتماعي بل من أجل تقلده دوره الوطني"