"لقد حسم الأمر إما الترويكا دون شعب أو شعب دون الترويكا" هو شعار من الشعارات الجديدة التي رفعت أمس في مسيرة حاشدة ظمت الآلاف من المواطنين جاؤوا من عدة جهات من تراب الجمهورية ليحيوا أربعينية "شهيد الوطن والجمهورية" النائب محمد البراهمي، فكانوا شبابا وأطفالا ونساء ورجالا في مقدمتهم أرملته مباركة البراهمي وأبناؤه إلى جانبهم الفنانة الفلسطينية ريم البنا ووجوه سياسية وحقوقية بالإضافة إلى النواب المنسحبين. حسم الأمر بالنسبة للمشاركين فلا مجال لحوارات جديدة ولا يمكن الرجوع الى مارطون الوساطات والنقاشات لنتساءل هل بهذه المسيرة ستحسم فعلا القضية؟ "سياسيا انتهت الترويكا" على حد قول عبد الوهاب الهاني رئيس حزب المجد و"الشعب هو الباقي وعلى الطبقة السياسية أن تبحث عن التوافقات الضرورية تخرج بها البلاد من هذه الازمة ، فحل الحكومة كان ومازال مطلبا أجمع عليه جل الفرقاء السياسيين وبالتالي على الترويكا أن تحتكم إلى هذه المسألة ومثل هذا الحراك الشعبي من شأنه أن يدعم هذه المطالب" فهناك "أزمة عميقة" على حد قول النائب خميس قسيلة "وبالرغم من ذلك مازالت حركة النهضة تماطل وتسعى إلى ربح الوقت وأمام هذه المماطلة ليس بوسعنا إلا أن نقول أنه لا مفاوضات بعد اليوم وجبهة الإنقاذ لن تتنازل عن المبادرة التي تقدمت بها المنظمات الوطنية الكبرى الراعية للحوار، وبالتالي لم نعد في حاجة الى أي نقاشات أو مشاورات وسنوا صل النضال ولن تراجع" فرسالة الشعب واضحة.. "حل الحكومة واجب" .."مقاومة ..لا صلح ولا مساومة" وهي من الشعارات التي رفعها المشاركون وهي أيضا شعارات رددتها أرملة البراهمي وأبناؤه إلى جانب أخرى على غرار "شعب تونس شعب حر لا نهضة ولا مؤتمر" .."فلا خوف ..ولا تراجع ..ولا تردد" فهذا "هو الشعب التونسي الحر " كما أكدت ل"الصباح" أرملة الشهيد شكري بلعيد بسمة الخلفاوي فلن يتراجع عن مطالبه وان أرادت الحكومة استفتاء ثالثا فستجدنا في وجهها، وعلى الشعب التونسي أن لا يتراجع ومعا ستنبني تونس وستكون حرة ومستقلة كما دعا إلى ذلك الشهيد شكري بلعيد". الى حدود ساعة متأخرة من مساء أمس والناس يتوافدون الى ساحة اعتصام الرحيل بعد ان انطلقت من مفترق باب سعدون في حدود الساعة الخامسة مساء حيث أمن رجال الأمن المسيرة، ولم ترفع على طول الشارع الفاصل بين الساحتين سوى راية تونس ولافتات كتبت عليها عدة شعرات ولم تردد الا الشعارات المناهضة للحكومة والمنادية بإسقاطها. وقد شهر هذا الحشد مهرجانا خطابيا للعديد من الرموز السياسية والحقوقية وأنشطة فنية متنوعة. يذكر أن تجمعا انتظم صباح أمس في مربع الشهداء بمقبرة الجلاز شارك فيه عدد من قادة الأحزاب المعارضة وقيادات من اتحاد الشغل وتم وضع إكليل من الزهور على ضريح الشهيد محمد البراهمي وتلاوة الفاتحة ترحما على روح الشهيد. إيمان عبد اللطيف
الباجي قائد السبسي: لا شرعية بعد شرعية الشعب.. عند صعوده المنصة ارتفعت أصوات الحاضرين ترحيبا به رغم أن رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي لم يقل الكثير كما كان منتظرا وبقي لدقائق معدودات ليفصح قائلا " جاء الحق وزهق الباطل والحق اليوم أن الشعب هو صاحب السيادة وصاحب الشرعية ولا شرعية بعد شرعية الشعب ونحن أتينا اليوم باسم جبهة الإنقاذ الوطني، ونحن على العهد وملتزمون ولن يرتاح بالنا الا بكشف من كانوا وراء قتل شهدائنا ومن نفذوا ومن خططوا، ولن نتراجع ونحن على العهد لاخراج البلاد من الازمة التي تعيشها، والمطلوب أن نبقى متضامنين"