اشتهرت مدينة نابل على الأقل في العشرية الأخيرة- بنظافة طرقاتها وشواطئها وجمال حدائقها العمومية، وتحصلت بلديتها في أكثر من مناسبة على شهائد تقدير وشكر وطنية للمجهودات المبذولة، إلا أن هذه الخاصية التي اشتهرت بها"نيابوليس" بدأت تتلاشى إن لم نقل انها تلاشت واندثرت بعد الثورة. فالمتجول بمدينة نابل، وبين شوارعها سيدرك كيف تحول جمال الحدائق وبعض الطرقات إلى مناظر مقرفة، بعد ان تحولت إلى أماكن"تحتضن" القمامة، اندثرت أو تكاد منها كل مظاهر النظافة والجمال والزينة، في غياب العناية خاصة بالمساحات الخضراء، وحتى العربات المجرورة التقليدية التي كانت إحدى أهم خصال السياحة في نابل أصبحت بعد الثورة جزءا من المشكل في غياب الرقابة والصرامة، حتى ان روث الخيول أصبح منتشرا في الطرقات وروائح بولها أيضا في أماكن توقفها خاصة. فصل آخر من الفصول المؤلمة التي ضربت قطاع السياحة بالجهة في مقتل.. الشواطئ، والتي يبدو أن النيابة الخصوصية بنابل لم تعرها هذه الصائفة أية أهمية وخاصة الشاطئ الواقع قبالة نزلي الرياضونابل الشاطئ اللذين يعجان بالسياح، فالقمامة وبقايا العلب والأحذية "الذريع" إلخ.. منتشرة هنا وهناك طوال الصيف وتكاثفت خلال الأسبوع الجاري إثر"ثورة البحر" حتى أصبحت الصورة تتكلم بمفردها بتعليق مضحك مبكي"السياحة بنابل بين أكوام القمامة".. فعندما تتوقف لدقائق قرب هذا الشاطئ ستنتبه حتما لتعليقات بعض السياح وهم يستهزئون ويسخرون من جولتهم التي وضعتهم فجأة بين أحضان القمامة.. أضف إلى ذلك تجاهل النيابة الخصوصية لجدار الكورنيش الذي انهار قبل أكثر من ستة أشهر بفعل"ثورة البحر"أيضا"والذي كان رئيس النيابة الخصوصية بعيد الحادثة وعد بانطلاق أشغال البناء والصيانة وانتهائها قبل دخول الصيف.. ولكن جاء الصيف وانتهى الصيف وظل الكورنيش على حاله التعيس.. هذه بعض فصول السياحة الجديدة في نابل.. سياحة بين أكوام القمامة... فهل من تعليق آخر؟ لا أظن!!!