أوقدت اسمنت قرطاج الشعلة الأولى لأفران مصنعها بجبل الرصاص من ولاية بن عروس، في تتويج لاستكمال المعدات وإيذانا بالشروع في المرحلة الأساسية الأولى التي تعدّ لانطلاق الإنتاج. وقد تمت هذه العملية في جوّ من والاعتزاز بحضور خبراء دوليين واكبوا تجهيز المصنع. وأكّد السيّد رياض بن خليفة، المدير العام لإسمنت قرطاج، بالمناسبة، أنّ هذه الخطوة تعدّ هامّة للانطلاقة الفعلية للمشروع، خاصة أن هذه المؤسسة التي تمت مصادرتها بعد الثورة، مرّت بعديد الصعوبات لاستكمال تمويلها ومواصلة الأشغال واقتناء التجهيزات. وأضاف: "لقد استطعنا انجاز المشروع في أفضل الظروف التقنيّة التي تستجيب للمواصفات العالميّة ممّا يسمح لنا بخلق 320 موطن شغل. ونحن نستعدّ لتزويد السّوق بما لا يقلّ عن 2.2 مليون طن من الإسمنت سنويّا بما يلبي الطلب المتزايد لقطاع البناء والتشييد في السّوق المحليّة وكذلك طلب البلدان المجاورة التي هي بصدد إعادة الإعمار". ومن جانبه، رحّب السيّد مهدي جمعة، وزير الصناعة، بهذا الانطلاق، مثنيا على الجهود الفائقة التي بذلت لتدارك التأخير الحاصل لدخول المشروع حيّز الإنتاج، مثمّنا توفر تقنية عالية الجودة وتكنولوجيات متطوّرة تعتبر من الأحدث عالميا في القطاع. وأضاف الوزير:"بفضل دخول إسمنت قرطاج طور الإنتاج، سيتم تغطية طلب السوق التونسية على نطاق واسع مما من شأنه دعم قطاع البناء والتشييد خاصّة مع الانطلاقة الوشيكة لمشاريع عموميّة ضخمة". ويأتي إيقاد الشعلة الأولى تمهيدا لانطلاق فرن الإنتاج في غضون الأيام القليلة القادمة. ومن المنتظر أن يكون إنتاج أول أكياس الإسمنت في بداية أكتوبر القادم، وذلك بعد استيفاء التحاليل والتجارب المعتمدة. ويتواجد مصنع اسمنت قرطاج في جهة مرناق بالضاحية الجنوبيّة لتونس العاصمة. ويتميز بقدرة إنتاج تصل إلى 6500 طن من الاسمنت في اليوم، كما يتوفر على وحدات لإنتاج الحجارة تصل إلى 12000 طن في اليوم وتصل قدرة توفير الخرسانة الجاهزة للاستعمال إلى 2600 متر مكعّب في اليوم. وقد التحقت اسمنت قرطاج بالسوق البديلة لبورصة تونس منذ سنة 2010 وارتفع رأس مالها إلى 173 مليون دينار. ويذكر ان اسمنت قرطاج واجهت صعوبات كبرى للنهوض والوصول الى استكمال المشروع بعد ملفات الفساد الثقيلة التي كبلت عمل الشركة والعراقيل التي رافقت مسيرة الانجاز.. ولولا وقفة الجميع وخاصة سلطة الاشراف مع المدير العام الحالي وايمانهم بالعمل الكبير المنجز من قبله لما كتب لهذا المشروع الضخم ان يرى النور ويبدأ في الانتاج.