شرع نواب لجنة التشريع العام وغيرهم من غير المنتمين إلى هذه اللجنة أمس في مناقشة مقترح القانون المتعلق بضبط نظام تقاعد رؤساء الجمهورية، واختلفت آراؤهم بين مطالبين بتمتيع رئيس الجمهورية بامتيازات كافية تضمن له العيش الكريم عند تقاعده وتحفظ كرامته، وقالوا إن هذا المطلب يندرج في إطار ترسيخ هيبة الدولة.. وفي المقابل ندد البعض الآخر بالراتب المشط والامتيازات التي يتمتع بها رئيس الجمهورية وقالوا إنه يجب التعامل معه عند مغادرته قصر الرئاسة على أساس أنه مواطن عادي. وكشف النواب أن الرئيس السابق فؤاد المبزع يتقاضى منحة شهرية قدرها 45 ألف دينار لأنه بالإضافة إلى المنحة المقدرة بثلاثين ألف دينار التي يتقاضاها الدكتور المنصف المرزوقي الرئيس الحالي، يحصل المبزع على منحة إضافية بعنوان السكن قدرها 15 ألف دينار أضيفت إلى راتبه لأنه لم يكن أثناء مباشرته مهامه يقيم بالقصر وحملت النفقات المتعلقة بالهاتف والتدفئة واستهلاك الماء والكهرباء والغاز على مصاريف رئاسة الجمهورية. وظل المبزع على حد تأكيدهم يحافظ على هذه المنحة إلى اليوم ويصرف له شهريا مبلغ قدره 45 ألف دينار، وأكدوا أن المرزوقي يصرف أموالا كثيرة من منحته الشهرية هبة لعائلات شهداء الثورة وجرحاها ولكن تلك المبالغ غير موثقة. هيبة الدولة وعن رأيها في مقترح القانون بينت النائبة ايمان بن محمد أن رئيس الدولة هو رمز الدولة ويجب تمتيعه بامتيازات معيّنة لضمان هيبة الدولة. وذكر النائب الحبيب خضر أن المشروع مهم لذلك يجب ألا يصاغ كردة فعل على القانون الذي صاغة بن علي سنة 2005 على مقاسه، ويرى خضر أنه من الضروري حفظ كرامة رئيس الجمهورية وعدم إهانته حتى بعد انتهاء مهامه. وذكر النائب هشام بن جامع أنه لا بد من تمتيع الرئيس عند إصابته بعجز مؤقت أو دائم بامتيازات. وقال النائب سمير بن عمر إن هذا المشروع المقترح يمنح بن علي الذي نهب الشعب امكانية التمتع بجراية تقاعد لكنه في المقابل يحرم الدكتور منصف المرزوقي من هذه الجراية. وقالت النائبة يمينة الزغلامي إن من بين أخطاء النواب بعد الانتخابات، عدم سعيهم لتكريس هيبة الدولة بمؤسساتها وصيانة هيبة النائب والوزير ورئيس الدولة ولهذا السبب يتم العبث بهم هنا وهناك وترى ان رئيس الجمهورية الذي يتخلى عن مهامه يجب ان تحفظ له هيبته أيضا وامنه وصحته. لا للمبالغة وفي المقابل احترز بعض النواب على المبالغة في تمتيع رئيس الجمهورية بامتيازات، وطالب النائب عبد العزيز شعبان بمراعاة النظام السياسي المقترح في مشروع الدستور قبل سن مثل هذا القانون. وبين النائب جمال بوعجاجة أن تدارس مثل هذا المشروع في هذا الوقت بالذات مثير للسخرية، وذكر أنه من غير المعقول أن يتمتع رئيس الجمهورية بامتيازات كثيرة إثر التقاعد من أموال وسيارات وخدم وسواق، ودعا للمساواة بينه وبين أبناء الشعب وطالب النواب بالتفكير أيضا في العاطلين عن العمل والفقراء، واقترحت النائبة سناء مرسني الاطلاع على التجارب المقارنة للتعرف على الامتيازات التي يتمتع بها رؤساء الجمهورية بعد التقاعد. وانتقدت النائبة سلاف القسنطيني بشدة القانون الذي أصدره بن علي سنة 2005 المتعلق بالامتيازات التي يتمتع بها هو وحاشيته وطالبت بتنقيحه وذكرت أن منصب رئيس الجمهورية هو منصب سياسي ولا حاجة لتمتع الرئيس بجراية عمرية بمبالغ خيالية كما أن هيبة الرئيس لا تستوجب حصوله على تلك المبالغ الخيالية. واعتبرت النائبة منيرة العمري المنافع المقترحة مشطة جدا واقترحت تحديدها براتب وزير أو كاتب دولة.