في العهد الجاهلي كانت عبارة «ربّ الأرباب» منتشرة، وبقيت آثارها في يومنا هذا يا أحفادي اسكندر وسليمة ومحمد يونس ومريم. فما سبب ذلك؟ قال اسكندر وكريم، وحسان، وعمر، سببه جهل اللغة فلفظ «الربّ» معرفه بالألف واللام تعني الله عز وجل، لانه هو ربّ كل شيء، ومالكه، وله الربوبية على جميع الخلق ، ففي فاتحة القرآن «الحمد لله رب العالمين» (الفاتحة اياتان 1 2) ولا يقال «الربّ» في غير الله الا بالاضافة «قلْ أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء» (الانعام اية 164) وقالت سليمة، وايناس، وسارة، وهالة، وياسمين: في حديث أبي هريرة «لا يقول المملوك لسيده ربي، كره ان يجعل مالكه ربّا له، لمشاركة الله في الربوبية، فأما قوله تعالى على لسان يوسف «اذكرني عند ربك» (يوسف آية 42) فيوسف خاطبهم على المتعارف عندهم، وعلى ما كانوا يسمونهم به، ومنه قول السامري «وانظر الى الهك» (طه آية 97) اي الذي اتخذته الها. وقال محمد يونس، ومهدي واحمد والياس ومحمد عزيز في حديث عروة بن مسعود «لما أسلم، وعاد الى قومه، دخل منزله، فأنكر قومه دخوله، قبل ان يأتي «الربّة» يعني «اللاّت» وهي الصخرة التي كانت تعبدها ثقيف بالطائف وفي حديث وفد ثقيف «كان لهم بيت يسمونه الربة يضاهئون به بيت الله تعالى فلما أسلموا هدمه المغيرة. والرب يطلق في اللغة على المالك، والسيد، والمدبّر والمربي، والقيم، والمنعم، ولا يطلق غير مضاف الا على الله عز وجل وإذا اطلق على غيره اضيف، فيقال رب الدار، ورب البيت، الى غير ذلك. وقالت مريم، وأسمى، وهاجر، ومروى، في قوله تعالى على لسان يوسف «يا صاحبي السجن آرباب متفرّقون خير أم الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه الا اسماء سمّيتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ان الحكم الا لله امر ألا تعبدوا الا أياه ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون» (يوسف آيتان 39 40) لقد ذكر القرآن اسماء هذه الارباب في الجاهلية ّأفرأيتم اللات والعزى ومثاة الثالثة الاخرى» (النجم آيتان 19 20) فقلت لهم ان الذين يسبون ويذكرون «رب الأرباب» هم جهلة لم يميّزوا بين الرشد والغبي، يعود هذا الى الجهل بمقاصد اللغة، وعدم التمكن من خصوصياتها ودلالات ألفاظها، ونظام ترتيب هذه الالفاظ حسب المدلول المطلوب فيحدث الانحراف فاليقين «وإلهكم اله واحد لا إله الا هو الرحمان الرحيم» (البقرة آية 168) ألم يكف المنحرفين «إن الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء» (النساء آية 48) وكررت في (آية 116) من نفس السورة؟ لا وجود لواسطة بين العبد وربه فقد قال الله تعالى رب العالمين» قال ربكم ادعوني استجب لكم» (غافر اية 60) اي بدون وسائط، ولا وجود لأرباب «قل هو الله احد» (الاخلاص اية 1) «وإلهكم اله واحد لا إله الا هو الرحمان الرحيم» (البقرة آية 163)