نزّل السينمائي وسيم القربي مشاركته في المسابقة الرسمية لمهرجان وهران للفيلم العربي في دورته السابعة، الذي ينتظم من 23 إلى 30 من الشهر الجاري، في منزلة المحطات الهامة والحاسمة في تجربته في الفن السابع التي انطلقت منذ سنوات بعد التكوين الأكاديمي الذي تلقاه في هذا الاختصاص أو من خلال تجاربه في الإخراج أو النقد السينمائي. لتكون مشاركته في هذه الدورة من خلال الفيلم القصير الذي صوره مؤخرا بموريتانيا "أزهار تيويليت" وانطلقت فكرته من الدورة قبل الأخيرة لهذا المهرجان حسب تأكيد هذا المخرج. كما بيّن أن هذا الفيلم من انتاج مشترك تونسي موريتاني سعودي يطرح قضية السلبية الأنثوية والهيمنة الذكورية في المجتمعات الشرقية انطلاقا من رحلة "بعث" لزوجين في الصحراء. واعتبر محدثنا هذه المشاركة بمثابة مناسبة أخرى تنضاف لقائمة المشاركات في المهرجانات والتظاهرات السينمائية والثقافية الدولية وأضاف في ذات السياق قائلا:" أعترف بأهمية الاحتكاك بتجارب ومدارس أخرى سواء في الإنجاز والتنفيذ أو في النقد خاصة بالنسبة للسينمائي. وأعتقد أن أغلب السينمائيين البارزين والمتميزين على الساحة العالمية هم أصحاب التجارب المختلفة التي تنم عن اطلاع وانفتاح واحتكاك." لأنه يعتبر أن دخول المسابقات والمراهنة على الجوائز من الحوافز التي تدفع السينمائي في اتجاه التطور والتقدم. التجربة النموذج واعترف وسيم القربي أنه يميل كثيرا إلى التجربة الإيرانية في السينما واعتبرها مدرسة متكاملة ومعتدة بذاتها نظرا لما توفر فيها من عوامل وآليات لم تتطلب إمكانيات كبيرة ولم تعجّز المنتجين أو الدولة. بل اعتبر، ما تعتمده من أدوات خاصة ونظرة واقعية وجدية وعمق في الطرح وجمالية في الصورة وتجديد في المشهد قدمت حسب رأيه أفلام على غاية من الجمالية والتميز والقوة، وهو ما اعتبره من العوامل التي جعلت هذه التجربة ترتقي إلى مستوى النموذج بالنسبة له. من جهة أخرى أكد وسيم القربي أنه سيواصل تجربته في الأفلام القصيرة الوثاقية والروائية في هذه المرحلة من مسيرته لأنه يعتبر أن الفيلم الطويل يبقى مشروعا مؤجلا بالنسبة له، في هذه المرحلة. وبيّن أن فيلمه الوثائقي الأخير "أزول" أو مرحبا بالأمازيغ في تونس الذي توج في مهرجان الفيلم الأمازيغي بالولايات المتحدةالأمريكية في شهر أوت المنقضي وتم اختياره لينال لقب "سفير الثقافة الأمازيغية لسنة 2013، سيكون حاضرا في عديد التظاهرات الدولية في الفترة القادمة كما الشأن بالنسبة ل" أزهار تيويليت". وذلك بعد عرضه في تونس على اعتبار أنه يعد ذاكرة لجانب من الفولكلور التونسي المهدد بالاندثار والزوال. كما دخل نفس المخرج في عملية التركيب لفيلم قصير اختار له عنوان "كيخوت" على منوال"دونكيشوت" والذي كان قد انتهى من تصويره بداية هذه الصائفة بموريتانيا بمشاركة ممثلين من المغرب وفرنسا حسب تأكيده. ولم يخف وسيم القربي ما حققه من فائدة في تونس ما بعد الثورة بعد أن دخل الإنتاج والعمل من الباب الكبير. واعتبر ما حققه يعد مكسبا تتجاوز نتائجه وفوائده شخصه لأنه حريص على تقديم الإضافة للمشهد البصري والفن السابع في تونس كغيره من الشباب الذي وجد الفرصة ملائمة للعمل.