علمت "الصباح" أن قاضي التحقيق الأول بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية باشر أمس الاستنطاقات في قضية مقتل الشهيد فيصل بركات وحضر طبيبان الى مكتب التحقيق وتم استنطاق أحدهما وابقاؤه بحالة سراح في حين أبقى قاضي التحقيق طبيبا ثانيا بحالة سراح الى حين استنطاقه من أجل تهم التعذيب الواقع من موظف عمومي أثناء مباشرته لوظيفته وبمناسبتها نتج عنه موت والتدليس ومسك واستعمال مدلس والإدلاء بشهادة طبية كاذبة مقابل منافع والشهادة زورا والمشاركة في ذلك وقد شملت التحريات 12 شخصا بينهم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ومدير الأمن الوطني السابق محمد علي القنزوعي ووزيري العدل سابقا الصادق شعبان والبشير التكاري ورئيس فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بنابل سابقا عبد الفتاح الأديب وعون الحرس سابقا محمد كبوس وعدد من الأطباء الشرعيين وكل من سيكشف عنه البحث كما أذن قاضي التحقيق في شهر جانفي الفارط باخراج رفات الشهيد فيصل بركات بعد أن تم تعيين لجنة من الأطباء تتكون من 3 أطباء لمعاينة الرفاة بحضور طبيب من الخارج كمساعد لاعداد تقرير يقدم للجنة مناهضة التعذيب بجينيف وكان فيصل بن الهادي بركات من مواليد 4 ماي 1966 بمنزل بوزلفة وهو طالب بكلية العلوم بتونس قد حوكم سنة 1987 من أجل الإنتماء لجمعية غير مرخص لها وفي بداية سنة 1991 وعلى إثر ظهور الشهيد في البرنامج الوثائقى (المنظار) حول الأحداث الطلابية أصبح مطلوبا لدى الأجهزة الأمنية فتحصن بالفرار فى شهر سبتمير من نفس السنة ويوم 8 أكتوبر1991 تم إيقاف فيصل بمدينة نابل وإقتياده إلى مركز الحرس الوطني بنابل وتحديدا مقر فرقة الأبحاث والتفتيش أين تم تعذيبه بشتى أنواع التعذيب الى أن لفظ أنفاسه الأخيرة تحت أنظار أكثر من 60 موقوفا من بينهم أخوه جمال بركات وقام أعوان الحرس باستقدام الطاقم الطبي الذي كان يتابع أوضاع الموقوفين وقد أكدوا لهم وفاة فيصل فعمدوا إلى أخذه يوم11 أكتوبر1991 إلى الطريق عدد 26 الرابط بين منطقة الغرابي (أحواز منزل بوزلفة) ومدينة قرنبالية وعندها قام رئيس مركز منزل بوزلفة بالإعلام عن حادث مرور لمترجل مجهول الهوية وذلك بواسطة برقيتين الأولى عدد 63 والثانية عدد 64 بتاريخ 11أكتوبر1991 وقد وقع نقل جثة الشهيد إلى المستشفى ووقع تشريحها من طرف طبيبين