تشارك تونس في معرض فرنسا للسياحة الذي سينتظم بالعاصمة باريس من 23 إلى 27 سبتمبر الجاري. وتكتسي المشاركة التونسية أهمية بالغة ومن أهدافها استعادة ثقة السائح الفرنسي الذي تراجع إقباله على الوجهة التونسية بنسبة ناهزت 30 بالمائة بين 2010 و 2013 حسب ما صرح به ل «الصباح» الطيب الحشائشي خبير في السياحة بقوله : " بالأرقام؛ الوضع كارثي بأتم معنى الكلمة . ففي سنة 2010 سجلنا مليون و 385 ألف سائح و في سنة 2011 توافد 808 آلاف سائح و في سنة 2012 ارتفع الرقم إلى 955 ألف سائح؛ لكن السنة الحالية 2013 بلغ العدد خلال الأشهر الثمانية المنقضية 750 ألف سائح أي بنقص قدره 22 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الفارطة و43 بالمائة لسنة 2010 " وفي نفس السياق تحدث لنا معزّ قاسم عضو المنظمة الدولية للتكوين السياحي والفندقي مبديا تخوفه على السياحة التونسية بعد أن خسرت الكثير من الحرفاء في السنوات الأخيرة وتبقى السوق الفرنسية في الطليعة لما سجلته من تراجع،عدد أسبابه قائلا : «هيكلة القطاع السياحي في فرنسا على مستوى منظمي الرحلات أثر على رغبة السائح الفرنسي في قضاء عطلته خارج بلاده ، وأما على الصعيد التونسي فإن التحذيرات الأمنية التي لاتزال موجودة على موقع الواب للخارجية الفرنسية لها تأثير على قرار السائح الفرنسي في اختيار الوجهة التونسية» ولمعالجة هذه المشكلة والتمهيد لعودة السوق الفرنسية يرى محدثنا أنه لا بدّ من " بذل مزيد من المجهودات لاسترجاع ثقة السائح الفرنسي و تنويع المنتوج لاستيعاب أكثر ما يمكن من السيّاح الفرنسيين و توفير حدّ معقول من جودة الخدمات و الضغط على تكلفة تذكرة الطيران لتمكين عدد أكثر من السياح من القدوم إلى تونس ". و قد أثر هذا التراجع في قدوم السياح الفرنسيين إلى بلادنا على وكالات الأسفار حسب رأي الطاهر السائح ممثل عن إحدى وكالات الأسفار الذي قال ل «الصباح »: " لنا تموقع في السوق الفرنسية وبإمكاننا العودة؛ لكن الإشكال في منظمي الرحلات والذين هم في حدّ ذاتهم متضرّرون من هذه الوضعية. فالسياحة التونسية مرتكزة على السّوق الفرنسية منذ 30 سنة تقريبا و قد فاق العدد المليون و 300 ألف سائح سنة 2010 ليتراجع بنسبة الثلث تقريبا حاليا هذا التراجع الحاد له أسبابه، فأول ما يطالب به السائح هو الاستقرار الأمني ولهذا فعدم استتباب الأمن نفر السائح عن تونس، فضلا عن عوامل أخرى منها البيئة. فعنصر النظافة تراجع كثيرا في بلادنا ؛ فالفضلات في كل مكان حتى في المناطق السياحية وبمحيط النزل؛ فالمطلوب في ظل هذا الوضع المتردّي حلّ الأزمة السياسية التي تمثل قاطرة البلاد في جميع المجالات؛ فالقرار السياسي مطلوب في هذا الظرف الدقيق من المرحلة التي تمر بها بلادنا "