تونس - الصباح من المنتظر أن يحل بيننا في الأيام القليلة القادمة قرابة 7500 سائح ألماني ونمساوي من بين الشبان الذين لا يتجاوز سنّهم العشرين سنة ممن اجتازوا منذ أيام في بلدانهم مناظرة الباكالوريا. وتعتبر هذه الزيارة الجماعية والتي ستتم عبر نظام المجموعات (بين 1500 و2000 تلميذ في كل فترة على مدى شهري جويلية وأوت) بمثابة التكريم لهؤلاء التلاميذ والذين سيتعرفون على مختلف المناطق السياحية في بلادنا. وكانت هذه العملية التي تم تنسيقها مع وزارة السياحة، انطلقت السنة قبل الماضية حيث زار بلادنا صيف سنة 2006 قرابة 1500 تلميذ وتلميذة من ألمانيا والنمسا واعتبرت تلك التجربة ناجحة وأبهرت الضيوف، مثلما أبهرتهم بلادنا وخيراتها الطبيعية والسياحية مما جعل هذا الرقم يتضاعف ثلاث مرات في السنة التي تلتها (صيف 2007) ليكون وفد التلاميذ الألمان والنمساويين في حدود 4500 تلميذ وتلميذة زاروا بلادنا وقضوا عطلتهم الصيفية في تونس وبالتحديد في المنطقة السياحية بالحمامات .وحلّ هؤلاء التلاميذ السياح بتونس على ثلاثة أفواج بمعدل 1500 سائح لكل فوج. وخصصت لهذه الأفواج رحلات ترفيهية داخلية وفقرات تنشيطية مختلفة وأخرى ترويجية للسياحة التونسية نظمت على شرف التلاميذ-السياح داخل فنادق الإقامة وعلى الشواطئ وحتى في المدن نفسها عبر رحلات داخلية وجولات منظمة وأنشطة رياضية وموسيقية أبرزها عروض «الموتو كروس» التي أمنها الفرنسي دافيد رينالدو بطل أوروبا لسنة 2007 ومواطنه فرانك بريون ورومان ازو. تنشيط السوق السياحية الألمانية وتهدف هذه العملية اساسا الى تنشيط السوق السياحية الاسكندنافية وخاصة الالمانية باعتبار دور الشباب الواعي والمثقف في التاثير على المحيطين به واقناعهم بجدوى السياحة التونسية وأحقية تونس بالزيارة والاطلاع على خيراتها الطبيعية والسياحية . وكانت تونس شاركت فى الدورة 42 للبورصة الدولية للسياحة ببرلين التى أقيمت مؤخرا بالمانيا بهدف تنشيط السوق السياحية الالمانية نحو تونس. وتميز الجناح التونسي في تلك الدورة بالطابع التقليدى التونسي، حيث حمل شكلا هندسيا معماريا تونسيا امتد على مساحة 300 متر مربع وتوزع على خمس فضاءات أبرزت خصوصيات السياحة في الجهات الداخلية للبلاد، فضلا عن تهيئة فضاء خاص لعرض عدة منتجات سياحية على غرار رياضة الصولجان والمعالجة بمياه البحر. وشارك في تلك الدورة 71 من الباعثين السياحيين التونسيين، بهدف الاسهام في اللقاءات المهنية مع المشرفين على وكالات الأسفار الالمانية. وكانت السوق السياحية الالمانية بتونس سجلت انخفاضا بنسبة تعدت 6 بالمائة خلال السنة المنقضية. وتراجع عدد الوافدين الالمان من مليون سائح خلال الفترة 1990/2000 الى 514 الف سائح سنة 2007 وهو ما حدى بمسؤولي السياحة في تونس الى البحث وتشخيص أسباب هذا الانخفاض بغاية إعادة تنشيط السوق السياحية الألمانية. وخصصت ادارة السياحة التونسية اعتمادات بقيمة 5 مليون دينار اضافية لدفع الاسواق السياحية التي تسجل تراجعا على غرار اسواق المانيا وبريطانيا واسبانيا وايطاليا، منها 1.5 مليون دينار تم رصدها لتدعيم ميزانية الترويج المخصصة للسوق الالمانية. كما تمت مضاعفة حجم الاعتمادات الموجهة للعمليات الدعائية من اجل تثمين الوجهة السياحية لتونس وابراز صورتها ضمن وسائل الاعلام الألمانية الاكثر انتشارا والمجلات والصحف المتخصصة، فضلا عن وضع لوحات بالمدن الكبرى الالمانية لابراز الوجهة التونسية. كما تم رصد اعتماد لتغطية الحملات الترويجية التي تتم بالتعاون مع وكالات السفر الالمانية. وتمثل السوق السياحية الالمانية ثاني سوق سياحية اوروبية بعد السوق الفرنسية اذ وفرت مدخولي بقيمة 480 مليون دينار سنة 2007، اي بتطور بنسبة 5.6 بالمائة مقارنة بسنة 2006، ويتوجه السياح الالمان خاصة الى السياحة الشاطئية وسياحة العائلات.