سلوكيات غذائية خاطئة وغياب العناية الأسرية والإشهار التلفزي من بين الأسباب تونس الصباح كشفت دراسة سابقة أعدها الديوان الوطني للاسرة والعمران البشري أن 6 فاصل 3 بالمائة من أطفالنا يعانون من السمنة التي تؤثر على نموهم ويعتبر دون شك عامل التغذية غير المتوازنة وغير الصحية أحد أهم الاسباب المؤدية إلى انتشار السمنة في صفوف الاطفال. في السياق ذاته كشف المختصون في علوم التغذية والتربية، المشاركون يوم السبت الفارط في الملتقى الوطني التحضيري لليوم الوطني الرابع عشر للصحة بالمؤسسات ما قبل الدراسة الذي تنظمه إدارة الطب المدرسي والجامعي، أن التعامل مع تغذية الطفل مازال يواجه صعوبات وتحديات منها ماهو مرتبط بالوسط العائلي ومنها ما يشمل التأثيرات الخارجية على السلوك الغذائي للطفل وفي مقدمتها الاشهار التلفزي. وأشار في هذا المجال السيد عبد الباسط القاسمي عن وزارة التربية والتكوين، إلى أن العالم المتقدم يولى أهمية بالغة لتغذية الطفل من منطلق الوعي بحاجته للغذاء في هذه المرحلة للنمو غير أن واقع المجتمعات العربية تميل إلى الاعتقاد بأن الطفل ينمو من تلقاء نفسه الامر الذي يؤثر على نمو الطفل من حيث توفير جميع احتياجاته الغذائية بصفة كافية ومتوازنة. ونضيف أيضا أن عامل انشغال الام وقضائها كامل اليوم في العمل في الوقت الذي تتداول أطراف عدة على تربية الطفل على غرار محاضن ورياض الاطفال والجدة أحيانا،من شأنه التأثير على التغذية المتوازنة للطفل وبروز عديد الاشكاليات المرتبطة بالتغذية على غرار النقص في النمو أو السمنة خاصة إذا لم تتم مراقبة وجبات الطفل على امتداد اليوم وعدم ادراك المعادلة التي تؤكد أن حاجيات الطفل الغذائية تختلف عن حاجيات البالغين. وبينت الاستاذة سميرة بلوزة من المعهد الوطني للتغذية والتكنولوجيات الغذائية أنه يجب التعامل مع موضوع السمنة لدى الاطفال بالمزيد من التوعية والتأكيد على مخاطرها لا سيما في ظل انتشارها في السنوات الاخيرة بشكل لافت. وأكدت أخصائية التغذية على أهمية دور الام في مراقبة تغذية طفلها من حيث الحرص على ضمان تواجد كل الحريرات الضرورية لنموه دون افراط ولا تفريط وكذلك باحترام مواعيد أكله والعمل على توجيه الطفل نحو الوجبات الصحية وابعاده قدر الامكان عن الاكلات السريعة والدسمة والافراط في تناول المرطبات والحلويات وكذلك العمل على تشجيع الطفل للقيام بالانشطة البدنية لا سيما في ظل قضاء الاطفال لاوقات طويلة أمام التلفاز والكمبيوتر.. تداعيات الاشهار التلفزي يتدخل الاشهار التلفزي وتنامي النزعة الاستهلاكية في التأثير السلبي على ميولات الافراد لا سيما الاطفال المستهدفين بشكل كبير من خلال الومضات الاشهارية التي تبث على شاشة التلفاز في غياب أي نوع من الرقابة من هياكل الصحة أو التغذية.وأكد المشاركون في الملتقى أن الهدف الربحي للاشهار الذي يتعمد التأثير على المشاعر والعواطف إذا ما التقى مع الخصوبة المفرطة لخيال الطفل وهشاشة إدراكه وتميزه للمفاهيم الصحيحة فقد يولد الاستجابة الفورية والانصياع غير الواعي لمضامين الرسائل الاشهارية وبالتالي ظهور سلوكيات غذائية خاطئة تؤدي على ظهور مشاكل صحية مثل السمنة. ونشير في هذا السياق إلى أن القطاع الاشهاري يركز بنسبة 70 بالمائة على المواد الغذائية والمشروبات وأن 70 بالمائة من المواد الغذائية محور الاشهار التلفزي في مجملها مواد غنية بالدهنيات والسكريات والمواد الدسمة. وتساءل المطروح هنا كيف يمكن تحقيق المعادلة بين الاشهار كضرورة اقتصادية وبين حماية الطفل من الابتزاز والتأثيرات السلبية للاشهار؟