قد يعيش طفلك وضعيات مؤثرة بسبب زيادة وزنه واصابته بالسمنة مما يجعله عاجزا عن مشاركة أصدقائه اللعب والحركة والنشاط، وأمام هذا الشعور بالحرمان يظهر ان السمنة مرض يصيب حوالي 15 من أطفالنا فما هي أسبابه؟ وما هي مخاطره على صحة الطفل وعلى نفسيته؟ يعتقد بعض الآباء ان سمنة الطفل دليل صحة سليمة فيسعيان الى حثه على الأكل ولو بالضرب او باستعمال الحيل لكن أطباء الاطفال يؤكدون عكس ذلك، يقول الدكتور علي بيبي المختص في طب الاطفال متحدثا عن أهم أسباب السمنة «ان السمنة لدى الاطفال يعكس ما هو شائع ليس دلالة على صحة سليمة وتلعب العوامل الوراثية دورا كبيرا في اصابة الطفل سيما اذا كان الاب بدينا او الأم مصابة بالسمنة الى ذلك فان التغذية وعدم التوازن في الأكلات المقدمة للطفل والتي قد تصل الى 6 وجبات يوميا اضافة الى احتواء مثل هذه الوجبات على كميات كبيرة من العجين والسكريات التي تزيد من ترسب الدهون ومن زيادة السعرات الحرارية في الجسم دون ان ننسى ان للافراط في الرضاعة خاصة في الليل الذي قد تجد فيها الأم طريقة لاسكات الطفل عن البكاء يلعب ايضا دوره السلبي فهو يزوّد جسم الطفل بحريريات زائدة عن حاجته ويصيبه بالسمنة. الجلوس امام التلفاز اضافة الى الاسباب الوراثية والعادات الغذائية السيئة التي قد تكون مسؤولة عنها الأم بدرجة أولى والتي تكون ضارة بصحة الطفل وإضافة الى تأثيرات بعض الأكلات والمشروبات الخفيفة ذات محتوى مرتفع من السكريات تبرز تأثيرات اخرى وليدة تطور وسائل الترفيه والجلوس لوقت طويل امام جهاز الحاسوب او في متابعة برامج التلفاز والتي تقتل النشاط الحركي لدى الطفل هذا ما يؤكده الدكتور علي بيبي: «بالفعل الجلوس امام شاشة التلفزة أخمد الحركة لدى الأطفال وقلل من حركات الجري ومختلف الانشطة الرياضية لديهم والاسوأ جلوسهم هذا الذي يتواصل الى ساعات طويلة وقد يترافق مع عملية أكلهم ومثل هؤلاء معرّضون للاصابة بالسمنة». مخاطر صحية ونفسية ويوضّح المختص في طب الأطفال ان للسمنة تأثيرات صحية فبارتفاع نسبة الدهون في الجسم قد يؤدي مع مرور الوقت الى ارتفاع ضغط الدم او الاصابة بانسداد الشرايين وامراض القلب او الاصابة بمرض السكري «والسمنة أيضا قد تخلف تأثيرات نفسية عميقة عند الطفل فيشعر بالحرمان من مجاراة أصدقائه في المدرسة في الجري واللعب ويحسّ انه ثقيل الحركة ليس كبقية أقرانه وقد يتساءل لماذا لا أستطيع الجري مثل أصحابي؟ وحتى الملابس التي تشترى له تكون أكبر من سنه. الأكثر من ذلك قد يكون عرضة لسخرية في وسطه المدرسي وأمام مثل هذه الحالات نجد أنفسنا كأخصائيين في طب الاطفال مضطرين الى عرضه على مختصين نفسانيين لما تخلّف لديه السمنة من عقد نفسية وخيمة العواقب». أمام ما تقدم من مخاطر يبدو الاقلاع عن بعض العادات الغذائية الضارة وغير المتوازنة وحث الطفل على ممارسة أنشطة رياضية مختلفة تبعده عن الجمود والرّكود خطوات ملحة لتفادي الاصابة بالسمنة: «من المهم انتهاج تربية غذائية تحافظ على الحاجات الأساسية لنمو جسم الطفل دون الافراط في أكل العجين والحلويات والشكلاطة من المهم ايضا تعويد الطفل على الحركة والنشاط وتفادي الجلوس، من المهم ايضا مراقبة نمو الطفل مراقبة طوله وميزانه خاصة في السنوات الست الاولى من عمره وهي الفترة التي يمكن لنا الحكم فيها بالاستناد الى بعض المعطيات هل ان الطفل سيصاب بالسمنة ام لا؟ واذا ما أكدت مثل هذه المعطيات انه سيصاب بالبدانة فاننا نتبع طرقا وقائية ونطبق عليه قواعد خاصة». للاشارة ليس كل طفل مملتئ يعني انه مصاب بالسمنة وأن الطفل يحتاج يوميا الى 120 سعر حراري لكل كيلوغرام من وزنه.