تشير الاحصائيات الى أن حوالي 50 من النساء التونسيات يعانين من مرض السمنة وزيادة الوزن. الرقم أكثر من مفزع والسلوكات الغذائية هي المتهم الأساسي. ويلعب الافراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون دورا أساسيا في ارتفاع الوزن. وإضافة الى السمنة نسجل انتشار أمراض مزمنة أخرى لها أكثر من رابط بأسلوب استهلاك الأطعمة. ولمزيد الوقاية أقام المعهد الوطني للتغذية ندوة حول النهوض بالسلوكيات الصحية لمقاومة الأمراض المزمنة. وفي تصريح ل»الشروق» أكّدت الأستاذة سميرة بلوزة (المعهد الوطني للتغذية) على اجتماع عوامل عدّة أدّت الى الاصابة بالأمراض المزمنة تقول: «إن عدم الاعتماد على وجبات غذائية متوازنة والإفراط في استهلاك الشحوم والمواد الغنية بالدهنيات والسكّريات أضف الى ذلك الضغوط النفسية والتي في الحقيقية موجودة منذ القدم لكن تطوّر ظروف الحياة زادت من حدّتها. كل هذا مع إدمان التدخين، أسهم في انتشار أمراض مزمنة مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وتصلّب الشرايين وبعض الأورام السرطانية. إن ذلك يدفع الى الدعوة الى وجوب تركيز رسالاتنا التوعوية على الطفل خاصة باعتبار أن تعوّده على العادة الغذائية السليمة وعلى تعاطي النشاط الرياضي منذ سن مبكرة من العمر والتثقيف الغذائي يجب أن يستهدف النساء الحوامل باعتبار أنهن فئة مستهدفة والى كل من هو مؤهل للإصابة بالأمراض مثل السمنة وزيادة الوزن والسكري وهي فئات أكثر حساسية. وللإشارة هنا نقول إن نسبة المصابين بالسكري في تونس بلغت حوالي 10 من جملة السكان، وجب أيضا حسن التصرّف في الضغوط النفسية بالاسترخاء مثلا أو بالاستحمام وممارسة النشاط الرياضي». * احذروا التلفاز تعديل الوجبات الغذائية والابتعاد عن الاستهلاك المفرط للشحوم قد لا يكفي لوحده لتفادي الأمراض المزمنة بل وجب وكما تؤكد السيدة سميرة بلوزة ذلك بتكثيف النشاط الرياضي لفترة نصف ساعة يوميا وعدم تعويد الأطفال على الجلوس أمام جهاز التلفاز لفترة طويلة. فبعض الدراسات التي أجريت على ألفي شاب (بين سن 13 و17 سنة) أوضحت أن حوالي 74 من هؤلاء يتناولون وجبات الأكل وهم يشاهدون التلفاز وهو سلوك غذائي غير سليم اضافة الى أن جلوسهم الى فترة تصل الى أربع ساعات أمام أجهزة التلفاز والكومبيوتر تقلّص من فرص تعاطيهم الأنشطة الرياضية». إن فترة الطفولة هي أكثر الفترات التي لا يعرف فيها الجسم الخمول ولا السكون ولكن للأسف فحتى الألعاب الحديثة أصبحت تقتل في الطفل كل نشاط.