تونس-الصباح الأسبوعي - لا يبدو أن قائمة الأمراض التي تتسبب في وفاة عدد من التونسيين كل سنة قد تغيرت منذ أكثر من عشر سنوات، فمازالت نفس هذه الأمراض المزمنة تؤدي بحياة المئات في تونس والعالم. المعهد الوطني للصحة العمومية يقوم بإجراء دراسة كل ثلاث سنوات حول الأمراض المؤدية إلى الوفاة، وقد قدم لنا الدكتور سعيد حجام بوحدة البحوث حول الشيخوخة وأسباب الوفاة وثيقة توضح أهم هذه الأمراض، وفي غضون ثلاث سنوات إلى حدود عام 2009. وقد سجلت دراسة المعهد ارتفاع حالات الوفاة بين التونسيين بسبب أمراض التنفس وذلك بسبب ظهور إصابات بفيروسات مزمنة في العالم، إلا أنّ أمراض القلب والشرايين بقيت على رأس القائمة. أمراض القلب «القاتل الأكبر» ويتصدر قائمة الأمراض التي تؤدي إلى الوفاة لدى التونسيين أمراض القلب والشرايين من 2011 إلى 2009 والتي أدت إلى 28.9% من حالات الوفاة، وقد تسببت هذه الأمراض في وفاة عدد أكبر في صفوف الرجال مقارنة بالنساء. وقد ارتفعت معدلات الوفاة جراء أمراض القلب والشرايين ب30% في تونس من 1997 إلى 2009، ولعل أحد الأسباب هو ارتفاع نسبة المسنين في البلاد. وتفيد الدراسات العلمية أن أمراض القلب والشرايين تبدأ بعوامل تؤدي إلى الإضرار بالشرايين التاجية في القلب على غرار التدخين، وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، وارتفاع ضغط الدم، إلى جانب ارتفاع نسبة السكر في الدم وهي أمور يسببها نمط الحياة غير الصحي القائم على استهلاك الأطعمة السريعة وعدم ممارسة الرياضة. ولكن جل الدراسات العلمية في العالم تفيد أن تغيير نمط الحياة اليومي واعتماد نمط صحي هو حماية للقلب. الرئتان «للحياة والموت» الأورام الخبيثة قد تسببت في 16.1 % من حالات الوفاة. ويتصدر سرطان الرئة، قائمة الأورام القاتلة في تونس حسب منظمة الصحة العالمية، ليليها سرطان الثدي. فالرئتان اللتان تمنحان الجسم الأكسجين للاستمرار في الحياة يمكن أن تؤدي إصابتهما بأمراض تنفسية أو أورام إلى الوفاة وأحد أهم الأمور المتسببة في أمراض التنفس هي التدخين والتلوث البيئي. أما سرطان الثدي فإن الكشف المبكر في هذه الحالة يحمي من المرض ويمكن من السيطرة عليه وعلاجه بسهولة. أما الأمراض المعدية والطفيلية فلا تبدو مساهمتها كبيرة في حالات الوفاة وتقدر ب 3.2 % لدى الذكور و2.9 % لدى الإناث. المعدلات العالمية ولا يبدو أن هناك اختلافا كبيرا بين الأمراض التي تقتل التونسيين أو تلك التي تؤدي إلى أكبر معدلات الوفاة في العالم، فأمراض القلب والشرايين قتلت 7 ملايين شخص عام 2011، وأودت السكتة الدماغية بحياة 6.2 مليون شخص حسب منظمة الصحة العالمية. أما مرض السل فلم يعد من الأمراض العشرة الأولى التي تؤدي إلى الوفاة في العالم بالرغم من أنه قتل نحو مليون شخص في العالم. أمل حياة عند الولادة يفوق المعدل العالمي وتضم تونس أكبر أمل حياة عند الولادة في «القارة الإفريقية» ليصل إلى 73.6 عام 2011 للذكور و77.7 للاناث. في حين أن المعدل العام للذكور في العالم 51 سنة وللإناث 70 سنة. الأمراض هي «القاتل الأكبر» في تونس والعالم، في حين تساهم الأسباب الخارجية كالحوادث المرورية أو حوادث العمل في حالات الوفاة بشكل أقل. وبالرغم من التوعية الصحية و»شعبية» نمط الحياة الصحي حول العالم، فإن الاهتمام بالصحة الشخصية قد لا يكون من أولويات التونسيين في ظل نمط حياة سريع، ولكن في ظل تواصل ارتفاع حالات الوفاة بسبب أمراض القلب مثلا لابد من مزيد التوعية في هذا الخصوص خاصة أن قابلية الإصابة بهذه الأمراض وراثية.