أظهر استطلاع للرأي اجرته مؤسسة "زغبي" لخدمات البحوث في الولاياتالمتحدة ان 72 بالمائة من التونسيين لا يؤيدون حزب النهضة فيما تقوقع عدد المتعاطفين مع الحزب عند نسبة 28 بالمائة فقط. ويشير الاستطلاع الى مواقف عينة مستقاة من الشعب التونسي حول حزب النهضة الحاكم الذي سيغادر السلطة خلال اسبوعين ويسلط الضوء على الظروف التي ادت الى تراجعه. ووجدت دراسة "زغبي" ان المجتمع التونسي مستقطب و"غير راض بشدة" عن تطورات الاوضاع في البلاد ويحمل البعض مواقف مشابهة للحالة المصرية تجاه الاخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسي قبل 30 جوان. وكما كان الحال بالنسبة للاخوان في مصر انخفضت نسبة المؤيديين في تونس للنهضة منذ وصولها الى سدة السلطة في البلاد. وأظهر الاستطلاع انه لا يوجد حزب او جهة سياسية تحظى بدعم واسع من غالبية التونسيين، فحزب النهضة والذي يظهر بأنه صاحب اقوى قاعدة شعبية لا يحظى الا بثقة 28 بالمائة فقط من الشعب. ويشعر ثلثا العينة المستطلعة ان البلاد تمضي قدماً في الاتجاه الخاطئ على كافة الصعد. ولاحظ الاستطلاع ندرة القيادات السياسية ذات المصداقية العالية في الشارع، فالزعيم السياسي الوحيد الذي يتمتع بدعم وثقة نصف العينة المستطلعة كان حمادي الجبالي العضو في حزب النهضة الذي شكل الحكومة في ديسمبر2011 وانتهت مهامه في مارس 2013. ويحتفظ 39 بالمائة فقط من ممثلي الشارع التونسي بأمل ان "الثورة ستحدث التغيير الايجابي" في البلاد، فيما كانت هذه النسبة تبلغ 94 بالمائة في العام 2010. واصيب اكثر من نصف التونسيين (55 بالمائة) بخيبة امل جراء تطورات الاحداث اللاحقة للثورة التي اندلعت أحداثها في 17 ديسمبر 2010. وتظهر نتائج الاستطلاع ان الشارع التونسي متخوف من احتكار النهضة "اخوان تونس" بالسلطة كما فعل "اخوان مصر" واستئثارهم بها وعزل القوى السياسية الأخرى. ويرون ان الوضع التونسي مماثل للحالة المصرية اذ ان نسبة ال72 بالمائة غير الراضين عن حزب النهضة منقسمون في تأييدهم الى عدة احزاب ضعيفة نسبياً مع عدم وجود حزب واحد قادر على حشد ثقة اكثر من ربع السكان البالغين. الا ان ثمة اختلافات بين الحالتين المصرية والتونسية اذ لا يبحث التونسيون عن الجيش لاحداث التغيير، ويرى اكثر من نصفهم ان اجراءات الجيش المصري كانت غير صحيحة. ويتخوف التونسيون من تسامح حكومة النهضة مع انشطة الحركات السلفية المتطرفة التي يحملونها وزر الاغتيالات الاخيرة في صفوف المعارضة والتيارات السياسية. وتبين ايضاً ان التخوف من الحكومة ليس مصدره "اسلمة" الدولة بقدر عدم فعاليتها وفشلها في الوفاء بالوعود السياسية والاقتصادية للثورة. ويشعر أكثر من ثلثي التونسيين ان الحكومة لم تكن فعالة في معالجة الهموم الاساسية في مجال فرص العمل وكبح ارتفاع تكاليف المعيشة وحماية الحقوق الشخصية والمدنية. ويجمع ثلاثة ارباع العينة المستطلعة على ان الحكومة الحالية تسيطر عليها النهضة وليس ائتلاف متوازن يؤمن الاعتدال في النهج السياسي، وينظرون الى ان حزب النهضة غير ملتزم بتحقيق اهداف الثورة. وقال رئيس المعهد العربي الامريكي جيمس زغبي "التونسيون مثل المصريين، يقولون كفى للأحزاب الاسلامية ويبحثون عن تغيير في البلاد.. اين تذهب تونس؟ هذا غير مؤكد ولكن الربيع العربي على قيد الحياة هناك وبصحة جيدة". وشمل الاستطلاع ما يزيد على 3 آلاف فرد اعتبروا عينة معبرة وجرى تنفيذه خلال شهر سبتمبر الماضي بهدف جمع الآراء حول توجهات التونسيين بعد سنتين ونصف من الثورة.