سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد عامين من الانتخابات النهضة «الاكثر استقرارا».. المعارضة «تستقطب».. والمؤتمر «مؤتمرات»! ملفات «الصباح»:23 أكتوبر 2011 - 23 أكتوبر 2013 سنتان من حكم «الترويكا»...
حكمت التحولات الحزبية التي طرأت على خارطة النواب داخل المجلس الوطني التاسيسي تغييرات حقيقية على مستوى اداء الكتل النيابية سواء من خلال ظهور بعضها او اندثار اخرى ولم تكن الاحزاب وحدها واقعة تحت تاثير هذا التحول بل انه لامس افق المنخرطين والمتعاطفين سواء بمزيد الالتفاف حول الحزب او الابتعاد عنه بعد ان فقد قوة التاثير في الجماهير في واقع الامر فقد اثرت التحالفات على طبيعة العلاقة الحزبية بين ابناء الطرف الواحد سواء بالاستقالة او بالانسحاب منه الى اخرى اكثر طموحا وذلك بعد ان تدخل الاستقطاب والمال السياسي اللّذين كانا لهما تاثيرا واضحا حتى في نفوس النواب النهضة مستقرة بالعودة الى عدد النواب الفائزين بمقاعدهم منذ انتخابات 23 اكتوبر يتبين ان حركة النهضة هي الكتلة النيابية الوحيدة التي حافظت على استقرارها داخل المجلس الوطني التاسيسي بل انها استقطبت بعض النواب الاخرين الذي خيروا "اللعب" ضمن فلك السلطة القائمة وكاريزما الحزب الحاكم وقد كشف عدد من المتابعين للشان العام ان عددا من النواب حتى من المنتمين الى كتل اخرى يسعون الى التقرب من الحركة وقد عبر عدد من النواب المستقلين عن رغبتهم في الانضمام للكتلة النهضاوية وعلى عكس بقية الاحزاب فقد زاد عدد نواب الحركة من89 نائبا عند انطلاق اشغال المجلس الى91 نائبا بعد انضمام النائبة منى بن نصر كذلك الامر بالنسبة للنائب كمال السعداوي والذي انتقل من حركة الديمقراطيين الاشتراكيين الى النهضة العريضة... اكثر الخاسرين بعد أن دخلت الى رحاب المجلس ب26 عضوا كثالث اكبر قوة بعد حزبي النهضة والمؤتمر من اجل الجمهورية لم يبق من العريضة الشعبية سوى7 اعضاء ليتوزع البقية على عدد من الاحزاب سيما الصاعدة منها داخل المجلس على غرار حركة الجمهورية للعربي نصري وحزب حركة التونسي للحرية والكرامة الذي اسسه رجل الاعمال العياشي العجرودي كما استفادت حركة نداء تونس من هذه الكتلة حيث استقطبت عددا كبيرا منها ضمن مكتبها التنفيذي في وقت لاحق وقد عمل مؤسس التيار الهاشمي الحامدي على تغيير اسم العريضة الى تيار المحبة. ويعد النائب طارق البوعزيزي من أكثر النواب تنقلا بين الأحزاب حيث انتقل من العريضة الى الاتحاد الوطني الحر ومنها إلى كتلة "المستقلون الأحرار" ليستقر"مبدئيا" عند حركة الجمهورية المؤتمر... "مؤتمرات" وحده حزب المؤتمر من اجل الجمهورية الذي كان وراء ميلاد ثلاثة احزاب داخل المجلس الوطني التاسيسي كما عرف المؤتمر بدوره انقسامات عدة حيث كان يضم في صفوفه 29 نائبا ليبقي بعد سنتين من الانتخابات على 12 نائبا فقد شكل القيادي السابق بالمؤتمر عبدالرؤوف العيادي حركة "وفاء" وبعث الطاهر هميلة "الاقلاع" كما شكل محمد عبو "التيار الديمقراطي". وبالرغم من الانقسام الذي شهده الحزب الا انه حافظ على نفس الاداء ولم يخرج من المعادلات السياسية وقد نجح امينه العام عماد الدايمي على الحد من نزيف الاستقالات المعارضة... تستقطب أيضا نجحت المعارضة داخل المجلس التاسيسي في استقطاب عدد هام من النواب حتى اولئك الذين كانوا ينتمون سابقا الى احزاب الترويكا وقد حافظت المعارضة على جملة من التوازنات الحزبية رغم بعض الانقسامات وتتكون كتلة الديمقراطية من 35 عضوا يحوز فيها حزب التحالف الديمقراطي برئاسة محمد الحامدي على 9 اعضاء يليه الحزب الجمهوري على 8 اعضاء. كما خسرت حركة الشعب مكانها داخل التاسيسي لتعوض بحزب التيار الشعبي والذي فقد منسقه العام محمد البراهمي يوم 25 جويلة الفارط اثر عملية اغتيال جبانة استهدفت الشهيد امام منزله بحي الغزالة بالعاصمة