غدا السبت.. الامين السعيدي يوقع "احبها بلا ذاكرة" بالمعرض الدولي للكتاب    لحظة اصطدام سيارة الوزير الصهيوني المتطرف بن غفير وانقلابها (فيديو)    أبطال إفريقيا: موعد مواجهتي الترجي الرياضي والأهلي المصري في النهائي القاري    الكاف..جرحى في حادث مرور..    نبيل عمار يؤكد الحرص على مزيد الارتقاء بالتعاون بين تونس والكامرون    حالة الطقس لهذه الليلة..    استشهاد خمسة فلسطينيين في قصف لطيران الاحتلال لمناطق وسط وجنوب غزة..#خبر_عاجل    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    طبيبة تونسية تفوز بجائزة أفضل بحث علمي في مسابقة أكاديمية الشّرق الأوسط للأطبّاء الشّبان    التعادل يحسم مواجهة المنتخب الوطني ونظيره الليبي    بعد دعوته الى تحويل جربة لهونغ كونغ.. مواطن يرفع قضية بالصافي سعيد    عاجل/ ايقاف مباراة الترجي وصانداونز    تسجيل مقدّمة ابن خلدون على لائحة 'ذاكرة العالم' لدى اليونسكو: آخر الاستعدادات    بنزرت: ضبط كافة الاستعدادات لإنطلاق اشغال إنجاز الجزء الثاني لجسر بنزرت الجديد مع بداية الصائفة    مدير عام وكالة النهوض بالبحث العلمي: الزراعات المائية حلّ لمجابهة التغيرات المناخية    توزر: المخيم الوطني التدريبي للشباب المبادر في مجال الاقتصاد الأخضر مناسبة لمزيد التثقيف حول أهمية المجال في سوق الشغل    بطولة الرابطة 1 (مرحلة التتويج): حكام الجولة الخامسة    البطولة الافريقية للجيدو - ميدالية فضية لعلاء الدين شلبي في وزن -73 كلغ    الرئيس المدير العام لمركز النهوض بالصادرات: واقع المبادلات التجارية بين تونس وكندا لا يزال ضعيفا وجاري العمل على تسهيل النفاذ إلى هذه السوق    سيدي بوزيد: ورشة تكوينية لفائدة المكلفين بالطاقة في عدد من الإدارات والمنشآت العمومية    أكثر من 20 ألف طالب تونسي يتابعون دراساتهم في الخارج    وقفة احتجاجية لعدد من أصحاب "تاكسي موتور" للمطالبة بوضع قانون ينظم المهنة ويساعد على القيام بمهامهم دون التعرض الى خطايا مالية    تكوين 1780 إطارا تربويا في الطفولة في مجال الإسعافات الأولية منذ بداية العام الجاري    منظمات وجمعيات: مضمون الكتيب الذي وقع سحبه من معرض تونس الدولي للكتاب ازدراء لقانون البلاد وضرب لقيم المجتمع    الجزائر تسجل حضورها ب 25 دار نشر وأكثر من 600 عنوان في معرض تونس الدولي للكتاب    المؤرخ الهادي التيمومي في ندوة بمعرض تونس الدولي للكتاب : هناك من يعطي دروسا في التاريخ وهو لم يدرسه مطلقا    ''تيك توك'' يتعهد بالطعن أمام القضاء في قانون أميركي يهدد بحظره    القضاء التركي يصدر حكمه في حق منفّذة تفجير اسطنبول عام 2022    افتتاح المداولات 31 لطب الأسنان تحت شعار طب الأسنان المتقدم من البحث إلى التطبيق    تضم فتيات قاصرات: تفكيك شبكة دعارة تنشط بتونس الكبرى    وزارة التجارة تقرّر التخفيض في أسعار فيتورة الصوجا المنتجة محليا    منوبة: الاحتفاظ بصاحب مستودع عشوائي من أجل الاحتكار والمضاربة    يلاحق زوجته داخل محل حلاقة ويشوه وجهها    رقم قياسي جديد ينتظر الترجي في صورة الفوز على صن داونز    القلعة الصغرى : الإحتفاظ بمروج مخدرات    تم انقاذها من رحم أمها الشهيدة: رضيعة غزاوية تلحق بوالدتها بعد أيام قليلة    تراجع إنتاج التبغ بنسبة 90 بالمائة    نابل: الاحتفاظ بعنصر تكفيري مفتش عنه    هام/ ترسيم هؤولاء الأعوان الوقتيين بهذه الولايات..    تقلص العجز التجاري الشهري    13 قتيلا و354 مصابا في حوادث مختلفة خلال ال24 ساعة الماضية    الشابّة: يُفارق الحياة وهو يحفر قبرا    السعودية على أبواب أول مشاركة في ملكة جمال الكون    فريق عربي يحصد جائزة دولية للأمن السيبراني    أخصائي في أمراض الشيخوخة: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر    تُحذير من خطورة تفشي هذا المرض في تونس..    هرقلة: الحرس البحري يقدم النجدة والمساعدة لمركب صيد بحري على متنه 11 شخصا    عاجل : القبض على منحرف خطير محل 8 مناشير تفتيش في أريانة    أمين قارة: إنتظروني في هذا الموعد...سأكشف كلّ شيء    دورة مدريد : أنس جابر تنتصر على السلوفاكية أنا كارولينا شميدلوفا    وصفه العلماء بالثوري : أول اختبار لدواء يقاوم عدة أنواع من السرطان    الرابطة الأولى.. تعيينات حكام مباريات الجولة الأولى إياب لمرحلة "بلاي آوت"    تنزانيا.. مقتل 155 شخصا في فيضانات ناتجة عن ظاهرة "إل نينيو"    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    إثر الضجة التي أثارها توزيع كتيّب «سين وجيم الجنسانية» .. المنظمات الدولية همّها المثلية الجنسية لا القضايا الإنسانية    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدساترة اخطأوا في التعامل مع ملف الاسلاميين.. قائد السبسي ومرجان الأقرب لقيادة التيار.. وهذه شروط لمّ الشّمل
الملف السياسي:
نشر في الصباح يوم 27 - 10 - 2013

اعداد: خليل الحناشي - تعود المسألة الدستورية لتطفو على أحداث السطح السياسي مع تحركات بعض القيادات لتقريب وجهات النظر بين "الاخوة" من اجل اعادة الروح الى ما يعتبرونه المدرسة الدستورية البورقيبية.
وقد تحركت في الاونة الاخيرة عدة شخصيات من اجل تسهيل التعامل بين الدساترة المنتشرين في اكثر من حزب بهدف "لم الشمل" والتحضير للمرحلة السياسية القادمة واستغلال لقاءات الحوار الوطني من اجل التنسيق وايجاد الحد الادنى السياسي.
اسئلة حملتها "الصباح" الى مختلف الشخصيات داخل العائلة الدستورية, اسئلة تمحورت اساسا حول علاقة الدساترة بالراهن السياسي ومستقبله, والشخصيات الابرز لفعل توحيدهم والاقرب لتمثيلهم سياسيا.
ولئن اختلف التقييم بين المستجوبين فان امل توحدهم كان قاسمهم المشترك في تاكيد منهم على ضرورة نقد الذات وتقييم ما سبق والتحضير لما هو ات.
خمسة اسئلة تداولت بين الشخصيات الثلاث عن علاقة الدساترة بالنهضة وامكانيات الحكم المشترك فكانت الاجابات كالتالي:

رياض عزيز :عضو الهيئة التنفيذية الموسعة لنداء تونس: قائد السبسي ومرجان الأقرب لقيادة الدساترة
*كيف تقيّومون دور الدساترة حتى 14 جانفي؟
- تأسس الحزب الدستوري في 1920 للمطالبة بدستور من شأنه تحسين وضع القوانين "زمن الحماية" وقد خاض الدساترة مع باقي الوطنيين معركة الحصول على الاستقلال الداخلي ثم الاستقلال التام ثم اقاموا النظام الجمهوري وأردفوه بدستور1 جوان1959.
كما خاض الدساترة المعركة الكبرى معركة التنمية الشاملة وقد حققوا في هذا المجال انجازات كبرى خاصة في ميدان دمقرطة التعليم والرفع في نسبة التمدرس، في ميدان الصحة وفي الميادين الاجتماعية على رأسها تحرير المرأة وانشاء صندوق التعويض على سبيل الذكر لا الحصر.
إلا ان هذه الانجازات لا يجب ان تحجب عنا بعض النقائص التي ألخّصها في ثلاثة مجالات:
مجال الحريات العامة
عدم الاخذ بنسبة التداول على مستوى مؤسسة الرئاسة
عدم التقدم في مسار الاندماج المغاربي
وفي غياب تقويم موضوعي سنترك للتاريخ الحكم علينا او لنا في كل مجال على حدة.
* من هو الحزب الذي يمكن ان يمثل الدساترة ويجمع شتاتهم من هي الشخصية الاقرب لفعل الجمع؟
-كان التجمع الدستوري الديمقراطي يعد في صفوفه اكثر من مليوني منخرط بجميع حساسياتهم واطيافهم السياسية.
والتحق العديد منهم اليوم بعديد الاحزاب بما في ذلك حركة النهضة.
وتبيّن استطلاعات الرأي ان حزبين يسعيان الى استقطاب الدساترة وهما نداء تونس والمبادرة اللذان تقوداهما شخصياتان دستوريتان الاستاذ الباجي قائد السبسي والسيد كمال مرجان.
*الدساترة والنّهضة هل هم مستعدون للحكم سويا؟
- ان المشروع المجتمعي الذي تدعو اليه حركة النهضة ومشروع الدساترة عادة يختلف الواحد منهم على الاخر نظرا لاختلاف المنطلقات واختلاف زوايا الرؤوية لكل واحد منهما، فهما لا يريان بعين واحدة مفهوم الدولة ومعنى النظام الجمهوري والفصل بين السلطات وخاصة مكانة الدين في التشريع والحكم.
كما يختلفان في برامج كل واحد منهما اقتصاديا واجتماعيا وتبعا لذلك فان امكانية الحكم سويا تظل رهينة مدى استعداد النهضة لمراجعة مواقفها وتعديلها حتى تصبح قادرة على الانخراط في مشروع جمهوري يجمع الجميع.
*ما هو مستقبل الاحزاب الدستورية؟
- لقد لعب الدساترة عبر تاريخ تونس دورا حاسما في تحرير الوطن ثم اقامة دولة حديثة دامت تسعون سنة. وهم لا يزالون مستعدين لمواصلة المساهمة مع بقية الفرقاء من وطنيين تقدميين وجمهوريين في بناء تونس حيث تسيطر الحداثة والتفتح وفي هذا النطاق يضع الدساترة خبرتهم العميقة في مواجهة هذا التحدي
*ما هي العناصر الحاسمة للفوز في الانتخابات؟
ستلعب عوامل عدة دورا حاسما في تحديد مصير الاننتخابات القادمة:
مدى انتشار كل حزب جهويا ومحليا في كل دائرة انتخابية ومدى التحام كل حزب جماهريا وقدرته على التحام الاقناع بوجاهة برامجه.
مدى نجاح كل حزب في بسط برنامج واضح يرنو الى اصلاح الخلل في التوازن بين الجهات والقضاء على ظاهرة "الحقرة".
مدى قدرة كل حزب على التعبئة التي تفترض انتشارا جغرافيا والقطاع مع المكوث في الصالونات.
مدى قدرة كل حزب على تحمل نفقات الحملة الانتخابية وتوفير احسن الظروف اللوجستية.
وجدير بالتذكير بان النجاح يظل رهين ايصال رسائل دقيقة وواضحة في ظل حملة دعائية حيث تكمن السيطرة على المجال الاعلامي هي العنصر الحاسم في المعركة الانتخابية.

عياض اللومي الامين العام السابق لحزب المستقبل والمستقيل حاليا: الدساترة والنهضة المآل الحتمي والأنسب لقيادة البلاد
*كيف تقيمون دور الدساترة حتى 14 جانفي؟
-الدساترة حرروا تونس من الإستعمار وبنوا الدولة وهم وطنيون حتى النخاع واجتماعيون اعطوا كثيرا لتونس وما زالوا لكن في المقابل كانت هناك أيضا أخطاء كبيرة جدا وجرائم احيانا ارتكبها الحزب الدستوري الذي كان عنيفا داخليا وخارجيا في معالجته للأزمات واخفق اخفاقا تاما في المسالة الديمقراطية لكنه كان المدرسة المهيمنة على الساحة السياسية ودواليب الدولة وكانت هناك مراجعات كتلك التي آلت الى تكوين حركة الوحدة الشعبية وحركة الديمقراطيين الإشتراكيين ومعركة الخلافة حول الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة التي ادت الى تحول 7 نوفمبر وفترة التجمع التي لم تخل من انجازات..
ولكن الهنات على المستوى السياسي على الأقل كانت اكبر بكثير ويمكن اعتبار فترة التجمع خاصة بعد 1995 مرحلة انهاء الفكر الدستوري الحر الذي حل محله البراغماتية والواقعية السياسية التي لا تخضع لإيديولوجيا كما لم يكن بامكانه تكوين رجالات سياسة من الوزن الثقيل كالذين عاصروا الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة.
الحزب الدستوري انتهى قبل 14 جانفي والتجمع لم يكن الا وهما وورما يحاكي البناء العريق للحزب الدستوري ولكن لا يمكن ان يرقى الى منزلته والدليل على ذلك انه خسر الحكم بسرعة البرق وتم حله في ايام معدودة ولم يدافع عليه احد من "ابنائه البررة" وحتى الذين تصدوا ضد الإقصاء (16 افريل 2011 وكانت تلك اول مظاهرة يخرج فيها الدستوريون بعد 14 جانفي2011) فقد كانوا اما بوازع حقوقي عام او بهدف الدفاع عن تاريخ تونس وهويتها التي يراد طمسهما.
...في المشهد الحالي...
*من هو الحزب الذي يمكن ان يمثل الدساترة ويجمع شتاتهم وماهي الشخصية الاقرب لفعل الجمع؟
- في المشهد الحالي لا أحد بمفرده لمّ شتات الدساترة لن يكون حسب رايي بفعل شخص او زعيم بل بوضع برنامج مشترك جدي وواقعي ينطلق من معطى اساسي وهو ان الدساترة اليوم ليسوا حزبا حاكما ولن يرجعو للحكم بسهولة ولا في الاجال القريبة. المطلوب اليوم من الدساترة هو الرجوع الى القيم النضالية التي اسس عليها الحزب الحر الدستوري من نكران ذات وتطوع وتغليب المصلحة العامة وتوق الى احلال الديمقراطية وسلطان القانون والدستور كاعلى درجة له واحترام الحريات العامة والفردية.. الخ.
لا بد من مرحلة استضعاف تليها مرحلة استقواء ومرحلة فرز القيادات وانتداب الدستوريين الجدد ولن يكون ذلك الا بعقد مؤتمر توحيدي ممتاز يكلل بانتخاب هياكل موحدة واصدار لائحة سياسية تاريخية تؤسس للمستقبل.
* الدساترة والنهضة... هل هم مستعدون للحكم سويا؟
- لا يوجد خلاف ايديولوجي مع النهضة باعتبار الحزب الدستوري محافظا ومتشبثا بالهوية العربية الإسلامية كما ان النهضة في حاجة الى الكفاءات والخبرات لإدارة الدولة.
المطلوب هو رفع الحاجز النفسي عبر المصالحة الوطنية والقبول بقواعد اللعبة الديمقراطية التي تعني التداول على السلطة والتوافق حول الأساسيات وخاصة وقبل كل شيء رفض الإقصاء الا عبر القضاء المستقل والعادل.
*ما هو مستقبل الاحزاب الدستورية؟
- الأحزاب الدستورية مطالبة بالتوحد في حزب دستوري كبير وكمرحلة اولى يمكن التوحد في ثلاث كتل على الأقصى "يسار الدستور" ممثلا في نداء تونس شريطة ان يحسم الدستوريون معركتهم وان يفرضوا مشروعهم داخل هذا الحزب و"الوسط" ممثلا في المبادرة الوطنية الدستورية و"المحافظون" ممثلين في الحركة الدستورية طبعا الأمثل ان يكونو حزبا واحدا عبر مؤتمر توحيدي ولكن هذا مرمى صعب المنال في هذا التوقيت لعدة اسباب يطول شرحها وفي هذه الحالة يكون الحل على الاقل أن يتقدموا للإنتخابات في قائمات موحدة.
في كل الحالات هذه العائلة السياسية والفكرية العريقة المتشبثة بالوطنية والبعد الإجتماعي مطالبة بتقديم نقدها الذاتي داخليا وخارجيا والقيام بالإصلاحات اللازمة ومواصلة العطاء من جميع المواقع.
*ماهي العناصر الحاسمة للفوز في الانتخابات؟
- بالنسبة للعائلة الدستورية لا بد من تجديد الخطاب السياسي والكوادر عبر العمل الميداني الذي هو نقطة قوة الدساترة لابد ايضا من توفير الآليات الصناعية من مراقبين والحرص على التسجيل.
الإنتخابات تتطلب قربا كبيرا من مختلف الشرائح الشعبية وحضورا اعلاميا وامكانيات مالية كبيرة والدساترة مطالبون باعادة الثقة فيهم عبر حملة دعائية اعلامية معدة بصفة علمية ومهنية لجميع الأحزاب الدستورية على ان يخوضوا الإنتخابات بقائمات موحّدة وشعار موحّد.

سامي الشبراك الأمين الوطني لحزب اللقاء الدستوري: الدساترة سيشكّلون مقدمة المشهد السياسي القادم
*كيف تقيمون دور الدساترة حتى 14 جانفي2011؟
- منذ نوفمبر 1987، اختلف موقف الدساترة من نظام بن علي فمنهم من قاطع المشروع السياسي الجديد باعتباره انقلابا على المشروع الدستوري الأصلي كما نظر له بورقيبة وزعماء الرعيل الأول من الدستوريين، ومنهم من رأى فيه تغييرا حقيقيا يفتح آفاقا جديدة لتونس ويؤسس لدولة القانون والحريات فانخرط في التجمع الدستوري وواصل النضال صلب هذا الحزب إلا أنه بمرور الزمن ومع وضع بن علي يده على أجهزة الدولة ومع استشراء الفساد والعمل على توريث السلطة، بدأ الدساترة التجمعيون بالإنفضاض تدريجيا من حول السلطة، والمعارضة من داخل الحزب لخيارات القيادة..
وكانت قائمات التجمع لانتخابات 2009 بداية التعبير على رفض الدساترة لمنهج الحكم السائد وأساليب قيادة التجمع التي أصبحت تعتمد مبدأ الإسقاط كقاعدة لتمرير خيارات بن على عبر التجمع فكانت اضطرابات قابس والوردية ونابل والقيروان وغيرها من الجهات بداية التعبير عن سخط القواعد تلتها بعد ذلك مقاطعة أعضاء اللجنة المركزية للحزب أشغال الندوة الدولية للحزب في نوفمبر 2009 التي كانت رسالة موجهة إلى قيادة الحزب للتعبير عن رفض القواعد والهياكل لأساليب إدارة الحزب ورفضها التوجه الهادف إلى تمكين عائلة الرئيس سياسيا بعد تمكينها إقتصاديا.
وتواصل هذا الرفض خلال الإنتخابات البلدية لسنة 2010 حيث رفض أعضاء قائمات التجمع المنتخبون من القواعد تزكية الأعضاء المعينين لرئاسة البلديات في العديد من المناطق مم خلق حالة من التشنج داخل الحزب وكانت هذه المحطة اللحظة الفارقة لإعلان القطيعة بين القيادة والقواعد التي لم تتحرك لفائدة النظام مع بداية الحراك الشعبي في17 ديسمبر2010 بل إنها تخلت عن انتمائها الحزبي وانخرط العديد من الدساترة في هذا الحراك مع بقية مكونات المجتمع حتى كانت نهاية النظام في14 جانفي2011.
*من هو الحزب الذي يمكن أن يمثل الدساترة ويجمع شتاتهم وما هي الشخصية الأقرب لفعل الجمع؟
- لا بد من التذكير في هذا الشأن أن الحزب الدستوري كان يجمع العديد من الحساسيات الدستورية التي كانت تجمعها مرجعية الأمة التونسية (الهوية التونسية أساس الفكر الدستوري) وتفرقها خياراتها التنموية فتعايش صلب الحزب الدستوري من كان إشتراكيا (أحمد بن صالح) وليبراليا (الهادي نويرة) وناضل النقابي (فرحات حشاد و أحمد التليلي) إلى جانب رؤوس الأموال (فرجاني الحاج عمار) إلخ..
وكان من البديهي إثر حل التجمع الدستوري أن يتشكل الدساترة في البداية في أحزاب تعكس توجهاتهم وخياراتهم التنموية باعتبار الحالة التي كان عليها المشهد السياسي مباشرة بعد الثورة. إلا أن الدساترة مع مرور الوقت غلب عليهم ارتباطهم بالعائلة حيث بدأت المبادرات الجادة للم الشمل وهي في الحقيقة تعبير عن رؤية أصحابها في كيفية تجميع العائلة بعد شتات. واختلفت هذه الرؤى حسب 3 عناصر أعتبرها الأهم:
- أهمية النقد الذاتي الموضوعي في تطوير المرجعية الفكرية الدستورية ووجوب القيام بهذا التقييم تزامنا مع العمل على تجميع العائلة الدستورية.
كيفية تواصل الأجيال الدستورية من أجل المحافظة على الخبرات والكفاءات.
* مكانة الجيل الدستوري الجديد صلب العائلة الدستورية وأهليته لتحمل المسؤوليات في هيكلة الحزب الموحّد.
- من وجهة نظري واعتبارا أن الحزب الدستوري استمد قوته في حركية وإيمان مناضليه بالفكر الذي كان يحمله، فلا بد اليوم من التوجه نحو خلق ديناميكية هياكل لتجميع المناضلين هذه الديناميكية تدفع نحو تشريك القواعد في بلورة الخيارات وتسمح ببروز قيادات محلية تفرز قيادات جهوية فوطنية بما يهيّئ لإجراء مؤتمر توحيدي لكل الأحزاب تكون حصيلة النقد الذاتي مرجعا للوائحه وتكون الهيكلة التي تنبثق عنه تعبيرا على رؤية الدساترة في كيفية التعامل مع متطلبات المرحلة.
إما أن نعتمد في تجميع الدساترة فقط على إرادة أي كان من الوجوه الدستورية مهما صدق عزمه وحسنت نيته يبقى حسب رأيي غير ذي جدوى حقيقية لتوحيد العائلة الدستورية على الأقل في الوقت الراهن.
*الدساترة والنهضة هل هم مستعدون للحكم سويا؟
- من خلال تقييمنا لمدى نجاعة الحزب الدستوري في تعاطيه مع الملف الإسلامي، نرى أن الحزب أخطأ في اعتماده سياسة المواجهة مع الإسلاميين واقتصاره على الحل الأمني معهم مما أضر قبل كل شيء بصورة الحزب الذي أسسه شيخ الإسلام عبد العزيز الثعالبي والذي قال فيه الشاعر محمد الساسي" كانك مسلم غيور أدخل حزب الدستور"حيث نرى أنه كان من الأجدى التعامل مع الإسلاميين بسياسة الإحتواء وتقويم ما نراه غير سليم في فكرهم الذي هو قريب من الفكر الدستوري في العديد من النقاط.
ومن هذا المنطلق وباعتبار إيماننا أن تونس لا تقاد في المرحلة المقبلة إلا بالحوار وخاصة بتقاسم السلطة وباعتبار كذلك قناعتنا أن النهضة تمثل جزءا من المشهد السياسي في تونس، فإننا نؤمن أن أنسب الأشياء لتونس أن تحكمها ترويكا فعلية يكون الدساترة محورها والنهضة على يمينها ونداء تونس على يسارها على أن تلتزم النهضة بمدنية الدولة والمشروع الوطني التونسي وتتخلى عن فكرها الفوق وطني الشمولي الرامي إلى تغييب الخصوصية التونسية.
*ما هو مستقبل الأحزاب الدستورية؟
-يقيني أن الأحزاب الدستورية ستتوحد في حزب واحد ويقيني كذلك وأن الأحزاب الدستورية، في صورة عدم حصول الانصهار في القريب العاجل، ستكون في الإنتخابات المقبلة في قائمات مشتركة واحدة.
كما أن تطور الأوضاع السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية تحت حكم من كانوا معارضي الحزب الدستوري قبل الثورة وعدم قدرتهم على المحافظة على المكتسبات التي حققها الدساترة لتونس ناهيك عن دعم وتطوير هذه المكتسبات، أعاد للدساترة حظوتهم عند الشعب التونسي باعتبار ما قدموه لتونس وهو ما يؤشّر لرجوع قوي للدساترة للمشهد السياسي حتى يواصلوا نضالهم من أجل دعم استقلالية القرار السيادي لتونس ومزيد نموّها ورقيّ شعبها.
*ماهي العناصر الحاسمة للفوز في الانتخابات؟
-أظن أن أهم نتائج انتخابات2011 هي تمكين الشعب التونسي من المعرفة الدقيقة للأحزاب المكونة للمشهد السياسي في تونس وشخصية قياديها. وعليه فإن الإنتخابات القادمة ستحسم باعتبار ما يمكن أن تقدمه الأحزاب من برامج تعيد الأمل للتونسيين في تحقيق أهداف الثورة ولكن خاصة قدرة هذه الأحزاب على تنفيذ هذه البرامج من خلال ما تتوفر عليه من كفاءات مشهود لها.
ومن هذا المنظور، فإن الدساترة يكونون في مقدمة المشهد السياسي باعتبار الكم الهائل من الكفاءات والخبرات الدستورية المشهود لها وطنيا ودوليا وخاصة بحكم قرب القواعد الدستورية من المواطن بما يسمح برسم برامج تعكس حاجيات وطموحات التونسيين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.