«محمد علي الطيب» يبدو إسما قليل الصيت في ساحة ما بعد الثورة في تونس، فهو لم يرتق إلى منابر الخطب وليس من قادة الأحزاب «المشاغبة» كما أنه ليس من نواب «التأسيسي» الذين لمعت أسماؤهم في التدخلات «المتلفزة»... لكنه يعتبر من رجال المسالك الخفية في النشاط السياسي بتونس حيث كان من الناشطين في السرّ والعلن في «الحزب الاشتراكي الدستوري»، ثم عاوده الحنين إلى العمل الحزبي في حزب الوطن مع «محمد جغام» لكنه سرعان ما تخلف بتلقائية عن مواكبة نشاط الحزب . جاء إلى «التونسية» محمّلا بأوجاع المرحلة آملا التخفيف من حملها بالبوح والكشف عن خفايا يعتقد أن الشعب يجهلها وان من واجبه سحبها إلى واجهة الإعلام للإنارة والتنبيه والتوعية . «محمد علي الطيب» هو شقيق سمير الطيب عضو المجلس التأسيسي عن حزب المسار. يقول «محمد علي الطيب» «أفضّل أن يقع تقديمي كدستوري قديم» انسحبت من «حزب الوطن» بعدما اكتشفت زيف الشعارات المرفوعة وتأكد لي أن هاجس الجميع هو حصد مقعد في الواجهة السياسية مهما كانت التنازلات أو مستوى التحالفات فهناك حقائق تصدم فعلا ، مصلحة الوطن تأتي في ترتيب متأخّر أمام المطامح الأخرى والغايات الشخصية ...لقد اتّضح لي من خلال اتّصالاتي أن بعض الساسة من المنتمين إلى «التجمع» سابقا أصبحوا «لعبة» لدى أحد أطراف السلطة في «الترويكا» وينفذون أجندا هدفها تفكيك التجمعات الدستورية مهما كان الغطاء الذي تنشط تحته .... واعتبر محدثنا ان بعض السياسيين على غرار «حامد القروي»وزعماء الأحزاب مثل «كمال مرجان» هم أساسا رجال دولة لذلك فشلوا في جمع شتات الدستوريين وأكد أن أغلب الدستوريين الحاليين لم يتمرسوا على العمل الحزبي وبالتالي لم يتمكن أي طرف مهما كان موقعه من توحيد الصفوف وجمع شتات الأحزاب الصغيرة ، وقال لقد أثبتت التجربة عدم ملاءمة القيادات الحالية للأعمال الحزبية وأشار إلى أن بعضها يفتقر إلى الخبرة في التسيير فما بالنا بالتوحيد. وكشف «محمد الطيب» أن الهوس بالزعامة والأنانية المفرطة تقف حائلا دون تجميع الدستوريين في حزب واحد وبالأخص ضمن «نداء تونس» قائلا: «عندما ترأسه الباجي قائد السبسي وافتك الأضواء من عديد الزعماء رفضوا الانصهار ضمن حزبه» وأضاف: «شئنا أم أبينا فإن هذا الحزب ولد دستوريا وسيبقى دستوريا» وهو يوفر أفضل «غطاء» للدستوريين رغم بعض النقائص وأكدّ أن عيب هذا الحزب أنه لم يعلن في خطاباته أنه حزب «الدساترة» و«التجمعيين» وكأنه محرج من الإعلان عن ذلك وهو ما جعل الدستوريين لا ينصهرون داخله. وأشار إلى أن «الدساترة» لازالوا إلى اليوم ينتظرون من يدعوهم إلى صف واحد لأن المرحلة الحالية تقتضي «التوحد» ولكن «الأنانية» و«الزعاماتية» المخجلة تقفان حائلا دون ذلك وبالتالي «نرى اليوم «الدساترة» مشتتين ضمن أحزاب صغيرة». وأضاف : «التشتت» الحالي يخدم «النهضة» ومع ذلك لم تستغله جيدا لأنها لو سارعت بإنجاز الانتخابات فالنتائج كانت ستكون في صالحها لكن رغم تأجيلها للانتخابات فالعائلات الدستورية لم تستغل الفرصة وبقيت تتخبط في نفس المشاكل... ولأني من أبناء الحركة الدستورية أقول لبعض القيادات «لقد انتهى دوركم فارفعوا أيديكم لأن المرحلة تتطلب قيادات جديدة قادرة على توحيد الصفوف ووضع البرامج».